أدب ساخر

في حدث هو الأبرز على الساحة السورية بعد انتهاء الجولة الخامسة من مفاوضات جنيف ، ضاعت الدجاجة المقيدة التي أهديت لوالدتي لبناء مجتمع مريشكي جديد بعد تفشي الطاعون في دجاجاتها السابقة المؤدي لوفاتهن .

و قد سجلت الدجاجة آخر ظهور لها على موقع التواصل الاجتماعي ( الفيس ديك ) قبيل خطبة الجمعة بقليل ، وبالرغم من عمليات البحث المستمرة من قبل قوات حماية الدجاج التي شكلتها والدتي لكنهم لم يجدوا لها أثراً , فقد أفادتنا لأخبار الواردة من قبل أجهزة الاستخبارات النسوية في الحارة أنها تعرضت للخطف من قبل المجهولين الذين زاد نشاطهم هذه الأيام حتى أصبح الكثير من سارقي الدجاج يحتلون مناصب عاليه في الثورة و الدولة و النظام .

و بعد إرسال برقية مستعجلة إلى القمة العربية للنظر في أمر دجاجة شقيقة و قراءة الفاتحة على الأمم الصديقة جاءنا الشخير المدوي من مجلس الأمة المتروي للبحث عنها بالطرق السلمية و عدم الانجرار نحو الممارسات الإرهابية

و بينما كان الأهل في حيص بيص بحثهم فإذا بالدجاجة تطل برأسها بين الأنقاض و تعلن عن الاختباء من أجل الرقاد

و بدأت بالنقنقة و التهليل فكادت قوات البحث من الفرحة تطير ...

وهكذا تم العثور على المريشكة التائهة , لعلَ تعثر الأمة النائمة على منبه تقتلعها من وسادتها المحشوة بريش كل دجاجاتنا وديوكنا ..

أبهرني ما وجدت من تهويل و تعظيم لغياب دجاجة مقيدة و نحن المقيدون أدناه لا أحد يسأل عنا ..

نحن المختطفون في الحظائر الوطنية المدججة بالحقد على قلوبنا الملأى بالرقاد في أحضان عائلاتنا .

نحن المشتتون في أصقاع العالم كرمى شخير القادة و عويل مدبري الأزمات المنقادة ..

و هممت بالغناء و النشيد ...

ضاعت دجاجة

وهناك أمة تائهة

الدجاجة فرت من القيد

ونحن ، كيف لنا أن نفر ؟

ودوننا قيود وحواجز

وبنادق

ورصاصات

وسماء تنفث باروداً

ضائعون يا أماه

ما زال القيد

يدمي

وأنت تبحثين عن

دجاجة ضائعة؟

ربما التقيت بها

هنا أو هناك

من يعثر علينا

لا أحد

لا أحد

أماه ؟!!

عماد يوسف 

الجمعة 31 / 3 / 2017