صورة و مقال … من قيادة قوات دجلة إلى الحشد الشعبي (الحرس الثوري العراقي ) – كتبه كوهدرز تمر

2016-11-30

صورة و مقال … من قيادة قوات دجلة إلى الحشد الشعبي (الحرس الثوري العراقي )
 – كتبه كوهدرز تمر قيادي في حركة الشباب الكورد
 
 
صورة الرئيس بارزاني مع نجله العميد منصور و قوات البيشمركة هذه ، ليست من حرب داعش الإرهابي و مواجهة القوات الكوردية له كما يعتقد كثيرون !!
 
الصورة و الحدث يحملان في طياتهما مدلولات كثيرة و تستحقان متابعة و دراسة كورديتين لأهمية الموقعة و ما يتبعها حتى الآن .
 
إنها من 10-12-2012 في كركوك  و الحدث هو التصدي لقوات رئيس وزراء العراق السابق نوري المالكي ، القوات التي أطلق عليها قيادة عمليات دجلة  و كانت تسعى لاحتلال كركوك و بسط نفوذها على المناطق الكوردستانية المستقطعة في محافظتي ديالى و صلاح الدين أيضاً .
 
حيث كان المالكي  قد أنشأ في أيلول 2012  تلك القوات  بقيادة عبد الأمير الزيدي من ثلاث فرق هي الرابعة و الخامسة و ال12 من الجيش العراقي أناط بها مسؤولية السيطرة على المناطق المتنازع عليها في ثلاث محافظات تضم مناطق كوردستانية هي كركوك و ديالي (خانقين ) و صلاح الدين ( دوزخورماتو ) ، و رفضها الرئيس بارزاني بشدة معتبراً إياها نية سوء من المالكي و خرق دستورياً .
 
و توجهت الامور بين الطرفين إلى مواجهات مقتل وجرح أشخاص عدة و كانت بداية فاشلة من المالكي و مشروعه العنصري الذي كشفه لوسائل إعلام عربية بادعاء عروبة تلك المناطق المذكورة .
 
لم يتوقف الحاقد عن ألاعيبه التي تدار من إيران فأدخل داعش إلى الموصل و سنجار و مناطق سنية قريبة منها بعد عام و نصف أي في حزيران 2014، و هو القائد العام للجيش العراقي ، لغايات : أولها تهديد إقليم كوردستان و رئيسه بارزاني  ، و ثانيها ضرب السنة و (تأديبهم) كما قال حين أخبر بتحضيرات التنظيم لاحتلال الموصل ، و ثالثها إظهار ضعف الجيش العراقي و أحقية البحث عن بديل و بالتالي تشكيل قوات الحشد الشعبي بعد سقوطه من رئاسة الحكومة بضغط كوردي ، إلا أن أنه لا يزال و ثلته يديرون العراق بأوامر إيرانية .
 
الحشد الشعبي على غرار الحرس الثوري الإيراني تم تشكيله بعد عام من دخول داعش العراق و سيطرته على غالبية المناطق السنية المتاخمة لكوردستان ، و أقرّ رسميا قبل أيام في البرلمان العراقي ليحصنه مالياً و حقوقياً كقوة مرادفة للجيش تتبع رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة .
 
الحشد الشعبي أو الشيعي –الأصح – احتك مرات عدة مع قوات البيشمركة الكوردية في دوزخورماتو  و خانقين و جلولاء و السعدية ، نفس المناطق التي كان مقرراً أن تدخلها قوات دجلة ، و تسعى لدخول كركوك بشتى الطرق  منها دعم حزب العمال الكوردستاني الذي أقرت وحدات حماية سنجار التابعة له بالتبعية للحشد و الجيش العراقيين !؟
 
و في سوريا قوات سوريا الديمقراطية تسير على نفس الخطى و التمدد الإيراني في كردستان –كما في سائر المنطقة – يتعاظم خطره يوماً بعد آخر رغم المعرفة المبكرة بنوايا إيران العدوانية  من قبل القيادة الكوردستانية التي باتت تواجه أدوات إيران داخلياً في حرب غير معلنة  و مؤسسات الشيعة التي تدير الحرس الشيعي هذا تعمل بشكل علني في كركوك و السليمانية كمؤسسة رضوان في ظل تحالف قسم من الإتحاد الوطني الكوردستاني بقيادة هيرو إبراهيم أحمد و حركة التغيير بقيادة نوشيروان مصطفى مع عصبة إيران و على رأسها المالكي .
 
الرئيس بارزاني أفشل مشروع قيادة دجلة و مخطط تنظيم داعش الإرهابي صنيعة إيران و المالكي و نظام الأسد  لضرب كوردستان ،  و هو الآن في مواجهة الحشد (الحرس الثوري) من سنجار إلى جلولاء في مرحلة جديدة  من الصراع تستلزم سنداً كوردستانياً و مواقف حازمة في وجه طابور الداخل قبل أعداء الخارج الذين لن تنتهي أحقادهم حتى بعد استقلال كوردستان .
 
فهل ستدعم الدول العربية السنية في المنطقة القائد الكوردي الذي يواجه التمدد الصفوي بل يمكن أن نقول الفارسي الذي يقوده خامئني على خطا داريوس من لبنان إلى سوريا و العراق و اليمن و الخليج على درب المشروع في ظل تشتت إسلامي سني و عربي و لا مبالاة بما يجري بين جنبيهم و يقترب من إحراقهم !؟