ياسر سعيد ...التدخل الروسي في سوريا

2015-10-27

التدخل الروسي كان متوقعاً لدى كل من كان يدرك مدى عمق العلاقات بين الروس والنظام السوري حيث الروس اعلنوا رفضهم لقرارات المجتمع الدولي ومعهم الصين عندما استخدموا الفيتو اكثر من مرة في مجلس الامن الدولي لمنع اصدار اي قرار دولي يعادي النظام خدمة للشعب السوري الذي طالب بداية  بالحرية لا اكثر
وتوالت الدعم الروسي ومعه الصين والايرانيين وحزب الله الايراني ليشكلوا حلفاً معادياً لطموحات الشعب السوري والتطلعات المجتمع الدولي بينما الدول العربية انقسمت على نفسها فمنهم من سكت ومنهم من اعلنوا رفضهم للممارسات النظام وابدوا تأييدهم لما يطالبه الجماهير لا بل منهم من تدخل وبشكل سافر في تغيير مسار الثورة بتقديم الدعم والمال والسلاح لاتباعهم بغية خلق الفوضى وضياع الحقائق وعسكرة الثورة مما فتح الباب مشرعاً لدخول كل السيئين من كافة اصقاع الارض الى سوري وتشكيل الوية وكتائب مافيوية لجمع المال وتنفيذ اجندات الغير مما اختلط الحابل بالنال وضاع ما يسمى بالجيش السوري الحر الذي تشكل من الضباط والجنود المنشقين من النظام الا انه يوجد الان في سوريا حوالي سبعين فصيلاً بأسماء متنوعة اغلبهم يشاطرون تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام رغم عدم اتفاقهم على نقطة مهمة والتي من المفروض ان تكون تأسيسهم من اجله  وهو اسقاط النظام الا انهم يتحركون وفق ما يأتيهم من المال السياسي ويخدمون مصادرهم المادية اكثر من ما يودون اسقاط النظام ورموزه ،حيث اصبح الوضع في سورية كغابة برية خالية من القوانين والشرائع الوضعية منها والسماوية يأكل فيه القوي كل ما يعاكس طريقه ،فالمجازر التي تندى لها جبين الانسانية تمارس بحق الشعب والابرياء ممارسات لاتمتباية صلة بانسانية الانسان حيث الذبح والحرق والاعدام والتجويع والتدمير بات من نصيب شعبنا السوري الذي لاينتمي الى تلك التيارات الغازية والدخيلة على سوريا .. ولم يكتفي الروس بما آلت اليه الامور في سوريا وانما اردوا التدخل اكثر وبشكل همجي بربري لصالح النظام عسكرياً وبدؤا هجومهم الجوي ليس فقط على التيارات الراديكالية والدواعشية القذرة وانما على كل من يعادي النظام ويود اسقاطه حتى من التيارات الاقرب الى الاعتدال مما اثار حفيظة الشعب السوري على التدخل الروس الفج مما سمي تدخلهم بالاحتلال الروسي وبعض الفصائل الراديكالية الاسلامية  اعلنوا النفير العام والجهاد ضد الوجود الروسي في سوريا وكما ناشدو حلفائهم المتطرفين في دول الاتحاد السوفيتي سابقاً تحديداً في الشيشان للقيام بعمليات انتحارية ضد الروس ، مما اعلن الرئيس الروسي وعاد تكراره اكثر من مرة بان دخولهم الى سوريا ليس دينياً ولا يعادون الدين الاسلامي وعقيدته وانما يواجهون الارهاب الديني وكل ما يتسترون وراء هذه الصفة..وواجهت الروس كل التطلعات والحلول المطروحة من قبل الغرب والعنوا علانية بان بتدخلهم ليسوا بحاجة الى قرار دولي او اذن من احد كما فعلها الغرب بقيادة الامريكان حينما تدخلوا في العراق واسقطوا نظامه بحجج واهية وكذلك تدخلهم الفظ في ليبيا عسكرياً واسقاط نظامه فليس هناك قوة تستطيع منع تدخلنا في سوريا وحماية مصالحنا ونظامه من السقوط امام الارهابيين والقتلة ..  وليس هذا فقط انما هدد حتى بعض الدول الغربية وقال بوتين مازحاً من يود منع طائراتنا ليس عليه الا ان يرسل طائراته لمعاداة طائراتنا  واسقاطه في الاجواء السورية وقتها يصبح الحرب علنياً بيننا وبينكم ...هذا قد اعلن الصين ايضاً عن موقفه المؤيد للروس وتدخلهم لا بل تفيد اكثير الاخبار بان ارسل بوارجه البحرية المحملة بسلاح نووي الى السحال السوري دعماً لتوجهاتهم وكما العن في الوقت نفسه الرئيس الكوري الشمالي بان بلاده على اتم الاستعداد لارسال قوات الى سوريا لينضم الى التحالف الروسي الصيني لحماية الاسد ونظامه ناهيك عن التدخل الايراني  منذ بداية الثورة ومعه اذياله كم حزب الله اللبناني وبعض التيارات الدينية الشيعية من العراق وهذا كله على ما اعتقد بانه ليس لحماية الاسد ونظامه بقدر ما يسعون لحماية مصالحهم وايديولوجياتهم في المنطقة لتوسيع نفوذهم وسيطرتهم على حساب بقية الايديولوجيات والمصالح ولو خلت ممارساتهم عن القيم والاخلاق الانسانية ...