يوسف حمك : حرب أردوغان مثيرة للاشمئزاز ، مدعوة للسخرية

2015-09-12

جزيرة بوطان هي مدينة العظماء و الحضارة أتاها المخاض فولدت ( المؤرخ ابن الأثير - و المخترع المهندس الجزري - و السياسي الكردي شرف الدين آلجي - و آخر الأمراء بدرخان بك - و عملاق الشعر و الشعراء ملا جزيري )
كما تسمى جزيرة ابن عمر .
و حسب المصادر الإسلامية : هي موقع ثمانين البلدة التي أسسها النبي نوح على سفح جبل الجودي حيث أرست سفينته ،
و حيث يوجد قبره ،و قبر ممو زين أيضا".
جزيرة بوطان بإرثها الديني و الحضاري و العلمي تتعرض لحصار القوات التركية لليوم الثامن على التوالي .
لمنع دخول الآلاف من الوافدين من شرناخ و سلوبي يتقدمهم زعيم حزب الشعوب الديموقراطي دمرتاش ، تضامنا" مع أبناء الجزيرة متجاوزين الحواجز الأمنية التركية 
حي النور هو أحد أحياء هذه الجزيرة ،
لكنه نور متلبد بعتمة غفلة تحجر الإسلاميين ، و جمود أفكارهم تعاطفا" للحركات الإسلامية المتشددة ، أو تأييدا" للحزب الإسلامي الحاكم .
أعمال شغب - سماع أصوات الرصاص بين الفينة و الأخرى تحصد بعض القتلى - سواتر ترابية و حواجز بالأكياس - قلة الطعام و الشراب تزيد من معاناة الجوع .
منذ تسعينيات القرن الماضي و هذه المدينة اعتاد سكانها على أصوات الرصاص
بين أنصار حزب العمال الكردستاني من جهة ، و السلطات التركية و التيارات الإسلامية من جهة ثانية .
أحداث تمخضت من حرب عمياء عرجاء مجنونة أشعلها أردوغان ضد الكرد متورطا" دون معرفة ما آلت الأوضاع و ستؤول إليها .
مما خلق حالة غضب جماهيري ضده ،
و الخسارة من نصيبه حتما" بدلا" من جني الفوائد تحقيقا" لحلمه الرئاسي وتفرده بالحكم / لكن السحر انقلب على الساحر /
جنود قتلى بأعداد لم تكن بالحسبان ، و داخل عمق الأراضي التركية .
زعيم حزب الحركة القومية / دولت باهتشلي /القومجي التركي الأكثر تشددا" حمل أردوغان مسؤولية هذه الحرب قائلا" ‏‎ هل أردوغان الذي لم يستطع أن يحقق / 400/ نائب ،
غير الهدف ليصل بعدد الشهداء إلى / 400/ شهيد بحيث يضمن له مقعده بالدم )
مضيفا" : ( فقد كسر الرقم القياسي لجهة انعدام الضمير و عليه يجب إما قطع لسانه ،
أو يترك موقعه ..)
و هتافات أثناء تشييع جنازة الجنود بمدينة أضنة ‏‎ ارسل ابنك إلى الجيش يا أدوغان)
و هذا أحمد وارلي ابن عم أحد قتلى الشرطة ، الكردي الأصل يقول في مراسم جنازته : ( كل ذلك بسبب رغبته في الحصول على -400- نائب برلماني ... ابعدوا إكليل الزهور الذي أرسله هو / أردوغان / من هنا )
و هذا ما أخذتني به ذاكرتي إلى بداية الغزو الأمريكي على العراق و سقوط نظام الدكتاتور صدام ، لاسترجاع رسالة سندي شيهان والدة الجندي الأمريكي / كاسي أوستن شيهان / الذي قتل في العراق في / 4/ نيسان عام / 2004/
و هي عضو مؤسس لجمعية عائلات النجمة الذهبية للسلام مخاطبة" الرئيس الأمريكي آنذاك و نائبه دك تشيني ‏‎العزيزان جورج بوش و دك تشيني ، أنتما تثيراني اشمئزازي إلى حد لا يصدق .
ارسلا أولادكما إلى الحرب في العراق ، أو أعيدا لنا ما تبقى من أولادنا )
حقا" إنها لحرب تدعو للاشمئزاز ، و مثيرة للسخرية ، و في وقت لا يناسبها .
إلا في بصيرة أردوغان التي خانته . و زادته وساوس الحيرة ، ومتاهة ورطة لا تحمد عقباها ، و لايعرف الخروج منها و لو مع نقطة من ماء الوجه .