عماد يوسف : تركيا و فرص التدخل العسكري في شمال سوريا

2015-07-02

تستعد تركيا لعملية عسكرية واسعة في شمال سوريا بتحضير جيش قوامه 18 ألف جندي و نشر مدرعاتها على الخط الحدودي مع سوريا مع تكثيف للإجراءات الأمنية و الدوريات في تلك المنطقة .
و يأتي الإصرار التركي في التدخل العسكري بشمال سوريا بحجة إقامة منطقة عازلة في سوريا لتأمين حدودها بعد سيطرة مسلحي وحدات حماية الشعب التابع لحزب الاتحاد الديمقراطي الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني المناهض لتركيا على المناطق الكردية في سوريا و الواقعة على طول الشريط الحدودي و خاصة بعد طردهم لداعش من منطقتي تل أبيض و كوباني بمساندة من طيران نظام الأسد و التحالف الدولي و اتهام تركيا لوحدات حماية الشعب بانتهاكات عرقية بحق العرب و التركمان في معاركه ضد داعش بتل أبيض و تخوفهم من رغبة الاكراد بإقامة دولة كردية في شمال سوريا بعد التغييرات الديموغرافية التي يجريها في المنطقة من خلال تعاون نظام الأسد معهم بعد تقليص نفوذه العسكري في مناطق تواجدهم و تسليمه زمام الأمور و المواجهات العسكرية لوحدات حماية الشعب – حسب زعمهم - .
و تخشى تركيا أن يكون تدخلها في شمال سوريا خرقا للقانون الدولي لهذا يقوم المسؤولون الأتراك باتصالات دولية مكثفة لشرح أهداف تدخلهم و إقناعهم بضرورة التدخل لحماية حدودهم بسبب الاشتباكات الحاصلة بين وحدات حماية الشعب و تنظيم داعش على حدودها و تخوفها من موجات نزوح جماعية كالتي حصلت في كوباني و رغبتها في إنشاء درع واق لحماية حدودها من هجمات إرهابية .
و في ظل هذا التحضيرات تطابقت تصريحات مسؤولي الاتراك في منعهم لقيام كيان كردي في سوريا و تصريحات مسؤولي حزب الاتحاد الديمقراطي الذي أعلنوا أنهم لا يتبنون مشروع الدولة الكردية , كما بقيت الخلافات الكردية – الكردية بين حزب الاتحاد الديمقراطي و المجلس الوطني الكردي على ما هي عليه و لم تظهر أي بوادر لوحدة الصف تجاه ما يتم التخطيط له من اجتياح تركي للمنطقة أو في وجه هجمات داعش المتكررة و ما يقوم به من مجازر و تهجير إضافة إلى ممارسات نظام الأسد من التعاون مع داعش و تأليب العرب على الكرد و تشكيل قوى عربية ضد الوجود الكردي .
و قد يكون التدخل التركي بإحدى طريقتين كالتي ذكرتهما صحيفة " يني شفق " التركية عن سيناريوهات التدخل قائلة : ((أن السيناريو الأول هو حصول تركيا على الدعم الدولي والسماح لها بتنفيذ ما تريد والتوغل في الشمال السوري.
أما السيناريو الثاني: غياب الدعم الدولي وفي هذه الحالة سوف تلجأ تركيا لتطبيق نموذج جنوب لبنان في التدخل العسكري، إذ إن "المنطقة العازلة التي شكلتها إسرائيل في جنوب لبنان بعد القضاء على معسكرات وقواعد حزب الله في الجنوب لم تتطلب قراراً أممياً لأنها أقيمت بحجة حماية الأمن القومي لإسرائيل" )) .
و يتخوف كرد سوريا من هذا التدخل إذا ما وسعت تركيا نطاق ضرباتها ضد الإرهاب من تنظيم داعش إلى معسكرات وحدات حماية الشعب المحسوبة على حزب العمال الكردستاني الذي تعده تركيا منظمة إرهابية مما من شأنه أن يجلب ويلات الحرب على المناطق الكردية .
عماد يوسف
الأربعاء 1 / 7 / 2015