عماد يوسف : هتاف الصامتين

2015-06-03

لا يختلف اثنان أن لا سلطة في بلادنا إلا سلطة و لغة السلاح فهي السلطة الأولى و الرابعة , و صوت المدفع و أزيز الرصاص كفيلان بانصياع كل مغامر و إخماد كل ثورة سلمية و تهجير دعاتها إلى مخيمات اللجوء و بلاد الاغتراب و العيش في كنف صفحات التواصل الاجتماعي ليثوروا على الغالب و المغلوب على حد سواء عرضاً و استعراضاً لقدراتهم البلاغية في نقد الجاني و نتف المجني عليه .
لا شك إن آخر ما يمكن أن يؤثر على أبطال الأزمات و الحروب هي الأصوات الخافتة التي تطالبها بالإصلاح و تمطرها بوابل الانتقادات بعيداً عن مكامن وجودها على الأرض , بالجعجعة المستديمة على وسائل التواصل الاجتماعي و الإعلام المرئي الخجول الذي يشبه إلى حد بعيد تلك الكتابات التي قرأناها مكتوبة في مؤخرة ألواح السيارات و على الجدران و أبواب الحمامات العامة التي درجنا على التسلية بقراءتها في تلك الأوقات المستقطعة من عمر الزمان و التي كان يزول تفكيرنا عنها بمجرد مرورنا بها و يمكن تسميتها جميعا تحت عنوان جامع مانع ب " هتاف الصامتين " .
نعم هتافنا هذا لن يجدي نفعاً طالما هو محض كلام..
ماذا لو تحوّل ما نجيء به إلى عمل حقيقي مخلص أمين يأخذ بيد من حمل على عاتقه هم هذه الأمة التي تشردت بها السُبل وتاهت بها الدروب وهي تستصرخ دون مجيب !! ماذا لو تركنا "صمتنا المثرثر" وهو في سبيل بطولات أخرى غير العي هذا الذي لن يزيدنا غير خيبة وخذلان..
فلندع جانب التشدق ببطولات كتابية ولنكن أكثر عملاً وتدبيراً وحكمة وإلا سنحظى بخسارات وخسارات ليس بوسعنا تداركها والزمن لن ينتظر ندمنا !
أخشى أننا لا نفلح سوى في التبجح من خلال الكتابة , والفيس بوك غدا ساحة نستعرض من خلاله بطولاتنا الوهمية 
وهناك على ارض الوطن ثمة من ينتظر التكاتف والمساندة لأجل أن نحقق ما طمحنا إليه خلال قرون و قرون !!
عماد يوسف
الثلاثاء 2 / 6 / 2015