500 مقاتل سوري يلتحقون بالتدريب الأميركي في تركيا الأربعاء

2015-04-13

يلتحق 500 مقاتل من قوات المعارضة السورية، بعد غد، بمعسكرات تدريب عسكرية في تركيا، ضمن برنامج التدريب الأميركي لعناصر المعارضة السورية المعتدلة في تركيا، اختارتهم وزارة الدفاع الأميركية من فصائل عسكرية صغيرة في شمال البلاد، بعد استبعاد مقاتلي الفصائل المؤثرة، وذلك بهدف قتال تنظيم «داعش»، مما ينبئ بأزمة بين فصائل المعارضة التي تقاتل القوات الحكومية في الشمال، والمتدربين في البرنامج الأميركي.
وكشف المستشار القانوني للجيش السوري الحر أسامة أبو زيد لـ«الشرق الأوسط»، أن ممثلي وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) تواصلوا بشكل فردي مع كتائب معارضة صغيرة في شمال البلاد، لا يتجاوز تعدادها الـ150 مقاتلاً، واختاروا منها عددًا قليلاً من مقاتلين أُدرجت أسماؤهم على لوائح التدريب في تركيا التي ستنطلق منتصف هذا الشهر، مشيرًا إلى أنه «تم اختيار 50 شخصًا كحدّ أقصى من كل مجموعة تواصل معها الأميركيون».
وقال أبو زيد إن هؤلاء «سيخضعون لدورة تدريبية تناهز الشهر، يتلقون فيها تدريبات على التواصل مع طائرات التحالف وإعطائها الإحداثيات على الأرض، وتنسيق الضربات ضد تنظيم داعش بين غرف عمليات التحالف والداخل السوري».
كما أشار إلى إدراج أسماء ضباط منشقين لا دور لهم في المعارك الحالية في شمال سوريا «ستكون لهم وظائف تنفيذية وإدارة العمليات»، لافتًا إلى أن «وظيفة القوات السورية على الأرض هي مساندة القوات الجوية الأميركية».
وكان أبو زيد، قد قال في تصريحات لوكالة «أناضول» التركية، إن برنامج تدريب وتجهيز المعارضة السورية الذي طرحته الولايات المتحدة يقوم على سياسة «تفتيت المجموعات»، وذلك من خلال انتقاء العناصر التي ستشارك في البرنامج بشكل فردي، وتوزيع أفراد المجموعة الواحدة على مجالات تدريب مختلفة.
وأوضح أنه سيبدأ تدريب المشاركين على استعمال أجهزة الاتصال المتطورة، وآلية طلب المؤازرة من طيران التحالف أثناء سير المعارك، كما أن السلاح الذي سيتم استخدامه سيكون سلاحًا أميركيًا، مشيرًا إلى أن «الأسلحة التي ستسلم للعناصر هي أسلحة فردية كالرشاشات المتوسطة، والصواريخ المضادة للدروع».
ويعد إدخال الأسلحة الأميركية إلى المنظومة العسكرية السورية أول عملية تغيير في منظومة التسلح السورية، النظامية والمعارضة على حد سواء، ذلك أن ترسانة النظام من الأسلحة، هي روسية، كذلك ترسانة المعارضة التي غنمت أسلحة روسية من مستودعات النظام، وتلقت أسلحة روسية أيضا من الخارج على شكل هبات. ولم تخترق هذه الترسانة الروسية، إلا صواريخ «تاو» الأميركية المضادة للدروع التي زودت بها واشنطن حركة «حزم» المعارضة في ريف حلب، العام الماضي.
وقال أبو زيد لـ«الشرق الأوسط»، إن برنامج التدريب الحالي «سيقتصر على الأسلحة الأميركية، سواء الرشاشة الخفيفة والمتوسطة، أو سلاح المدفعية وصواريخ (تاو) المضادة للدروع، التي ستزود بها واشنطن المتدربين»، مشيرًا إلى أن المتدربين «سيتلقون تدريبات أيضا على استخدام المناظير الليلة، والقناصات الأميركية والاتصال بالجو»، نافيًا في الوقت نفسه أن يكون المتدربون سيخضعون لتدريبات على صواريخ مضادة للطائرات.
وأضاف: «دخول الأسلحة الأميركية لأول مرة إلى الأراضي السورية، ينطلق من كون الحرب على (داعش) جزءا من القرار الأميركي»، مشيرًا إلى أن التدريب «جزء من خطة التحالف لقتال (داعش)، وليست جزءًا من استراتيجية المعارضة السورية لقتال النظام و(داعش) على حد سواء».
والبرنامج الحالي هو البرنامج الثاني الذي تديره الولايات المتحدة لتدريب المعارضة السورية التي تصفها واشنطن بـ«المعتدلة». وكان البرنامج الأول بدأ قبل نحو سنة، بإدارة وكالة الاستخبارات المركزية، وهو ما جعل البرنامج الحالي الذي تديره وزارة الدفاع الأميركية موضع أمل للمعارضة. لكن اختيار المقاتلين الأسبوع الماضي، أصاب معارضين بخيبة أمل، كما يقول أبو زيد، على ضوء «غياب أي تواصل بين الولايات المتحدة والجيش السوري الحر وهيئة أركانه أو وزارة الدفاع المؤقتة»، فضلاً عن أن الأميركيين «استثنوا التنسيق مع الفصائل الكبرى والفصائل التي تقاتل (داعش) ، وبينها (جيش المجاهدين) الذي تشكل في يناير (كانون الثاني) 2014 بمهمة قتال (داعش)، ونجح في طردهم من مساحات واسعة من ريفي إدلب وحلب خلال أسبوع».
وقال أبو زيد لـ«الشرق الأوسط»، إن القضية «تتجه إلى أزمة في داخل البلاد»، مشيرًا إلى أن هؤلاء الذين سيخضعون للتدريب «يرسم معارضون شكوكًا حول ولائهم للثورة السورية التي قامت لقتال نظام (الرئيس السوري) بشار الأسد، كونهم سيتدربون على قتال (داعش) فقط»، وقال: «لن يكون هؤلاء المقاتلون محل ثقة المقاتلين المعارضين في الشمال، بل سيكتسبون عداء كل المجموعات على الأرض»، وإنه «ستحيط بهم مخاطر من الداخل لأنهم سيقاتلون على خط تماس بين مواقع سيطرة داعش والنظام، يمتد إلى 50 كيلومترا، مما يعني أن وضعهم سيكون صعبًا لأنهم سيجبرون على التنسيق، ربما عبر وسطاء، مع النظام السوري ويلجأون إلى قواته في حال تعرضوا لهجمات من (داعش)». وأضاف: «أقل ما قد يُقال عنهم إنهم صحوات، مما يعني أنهم سيشتبكون مع قوات المعارضة، لأنه سينظر إليهم على أنهم ابتعدوا عن أهداف الثورة بحكم عدم قتالهم النظام».
ولفت أبو زيد إلى أن حصر مهمة هؤلاء المتدربين بقتال «داعش»، هو ما دفع «ضباطًا منشقين كثيرين للاعتذار عن الانضمام إلى البرنامج، خوفًا من التصادم المستقبلي مع جماعات معارضة تقاتل النظام في شمال سوريا».
 
 
 
الشرق الأوسط