(Dr. Ehmed Xelîl) دراســــــــات في التاريخ الكُردي الحديث ( الحلقة 22 ) تأسيسُ جمعيّة آزادي (خُويْبُون)

2015-04-06

إن التنظيم الكُردي القومي المسؤول عن الأحداث التي قادت إلى ثورة الشيخ سعيد هو (جمعية آزادي الكُردية) Ciwata Azadiya Kurd، وسمّيت لاحقاً (جمعية استقلال الكُرد) Ciwata Xweseriya Kurd [خويبون Xûybûn]، وسُمّيت اختصاراً (آزادي)، ويذكر ڤان بروينسّن Van Bruinessen أن (آزادي) تأسّس سنة 1923، لكنّ المقاتلين الكُرد الذين شاركوا في ثورة بيت شباب Beyt Şebab، في 4 سپتمبر/أيلول 1924،
أخبروا رجلَ مخابرات بريطانياً أن المنظمة تأسّست في أَرْضَرُوم  سنة 1921، وفي الواقع لا توجد معلومات بشأن (آزادي)، باعتبار أنها منظمة بدأت بالظهور في الأناضول وكانت سرية جداً، وإن ڤان بروينسّن هو أوّل باحث أكّد أهمية (آزادي). 
إن الاستخبارات البريطانية حصلت على معظم المعلومات من خمسة من العسكريين الفارّين، وهم: علي زكي بن والي، وإسماعيل حَقّي أفندي بن محمّد علي (من الموصل)، وإحسان بگ بن نوري بگ (من بِتْليس)، وتوفيق أفندي بن حسن (من ماردين)، وأحمد راسِم أفندي بن مِكْدال (من جان Can)؛ وكان هؤلاء ضبّاطاً يخدمون في الفوج التركي الثامن عشر، من الجيش السابع، القسم الثاني، وكان إحسان نوري، وتوفيق حسن، وأحمد راسم أفندي، مصدراً أساسياً للمعلومات الخاصة بجمعية آزادي، والأوّلان كانا برتبة كاپتن captain، وكان الأخير برتبة ليوتنانت Lieutnant. وإذا كانت جمعية آزادي قد تأسّست سنة 1921، وليس في سنة 1923، فهذا يعني أن ثورة كُوچْگِري ونتائجها، واستمرار الاضطرابات في منطقة دَرْسيم، ربما أثّرت في تأسيس آزادي أكثر من تأثير التطورات السياسية بين سنتي 1821 – 1923.
وبالاستناد إلى ما ذكره هؤلاء الضبّاط الكُرد الخمسة، كان تأسيس جمعية آزادي نتيجة لعدة عوامل، وجدير بالإشارة إلى أن الاستخبارات البريطانية لقيت كثيراً من العناء للتدقيق في روايات الضبّاط الكُرد، إن معلوماتهم بشأن كيفية تأسيس جمعية آزادي، وأسباب تأسيسها، بدت صحيحة جداً، لقد قال الكُرد إن جمعية آزادي تأسّست سنة 1921، في أَرْضَرُوم ، من قِبل الميرآلاي (كولونيل) خالد بگ جَبْران، القائد السابق للحامية العسكرية في أَرْضَرُوم ، وإن بعض الشعب والفروع تأسّست بإشراف المركز الرئيسي، وبقيت أسماء قادة الفروع سرّية، وزعم الضبّاط الكُرد أنهم لا يعرفون عدد الفروع التي تأسّست، وقالوا: "إنهم علموا أن فروعاً تأسّست في دياربكر، وسِرْت، وإستانبول، ودَرْسِيم، وبِتْليس، وقارْص، وخِنِس، ومُوش، وأَرْزَنْجان، ومَلازْگِرْد (مَنازْگِرْد)، وخَرْبُوط، ووان".
لقد اعتقد الكُرد أنه كان في سِرْت خمسة فروع، وفرعان في بِتْليس، وسبعة فروع في وان، بما فيه فرع بَيتْ شَباب، وكان عدد الفروع بأجمعها 23 ثلاثة وعشرين فرعاً، وقد ذُكر أسماء الناشطين البارزين التالية أسماؤهم: خالد بگ جَبْران (من أَرْضَرُوم )، وجميل پاشا أكرم بگ (من دياربكر)، وكُور حسين پاشا قائد المليشيا في قبيلة حَيْدَران (رئيس فرع مَلازْگِرْد)، خالد بگ من قبيلة حَسَنان (رئيس فرع ڤارْتوVarto )، ويوسف ضِيا بگ (رئيس فرع بِتْليس)، وحاجي موسى بگ من مُوش، ورئيس قبيلة مُوتْكي Mutki وقبيلة كوِيت Kwite، وبيت حاجي بَيْرام Beyt Haji Bayram، (من قبيلة شَرْناخ)، وأيّوب بگ (من قبيلة مِلان Milan في ماردين)، وفارس عيسى إبراهيم آغا (من قبيلة دَقُوري Dakuri، قرب ماردين)، ومحمّد بگ بن إبراهيم پاشا (من قبيلة مِللي Milli)، وسِمْكو الشهير، زعيم شَرْناخ. 
إن ضابطاً برتبة كولونيل تلقّى، في 27 نوڤمبر/تشرين الثاني، تقريراً طويلاً يتعلّق بجمعية آزادي، وبثورة بيت شباب، ويشتمل هذا التقرير على كثير من المعلومات التفصيلية، أكثر من المعلومات الواردة في تقرير 8 نوڤمبر/تشرين الثاني، المتعلقة بأعضاء جمعية آزادي، بالرغم من أن القائمة ليست كاملة. وإضافة إلى الأسماء الواردة في تقرير 8 نوڤمبر/تشرين الثاني، اشتمل تقرير 27 نوڤمبر/تشرين الثاني على سبعة أسماء إضافية من أَرْضَرُوم ، وهم: عبد الرحيم، وهو قانوني من إستانبول، وسيّد عبد القادر (رئيس فرع إستانبول)، وشخص من طاشجِرْد (لم يُذكَر اسمُه)، ورشيد أفندي (من خِنِس Hinis)، سويةً مع روستي أفندي (رئيس)، وشخص من مُوش (لم يُذكر اسمه)، وحاجي حسن، وحاجي دورسون  Dursun آغا، وشخص يسمّى عبد الرحمن (من بِتْليس)، والأخير شخص من قبيلة شَرْناخ، وكان في الوقت نفسه في سجن سِرْت.
وقد ذكر ڤان بروينسِّن Van Bruinessen ستة أسماء إضافة إلى مَلا عبد المجيد أفندي (رئيس)، وهناك ثلاثة أعضاء في جزيرة، واثنان في مارْدين، وخمسة في دياربكر، إضافة إلى جميل پاشا (رئيس)، وثمّة فروع في خَرْبوط. وتفيد المعلومات الواردة في التقريرين أنه كان يوجد ثلاثة وعشرون فرعاً لجمعية آزادي، هذا في قائمة جزئية فقط، وكان معظم رؤساء الفروع ضبّاطاً في الجيش التركي، وزعماء قَبَليين كانوا قادة في الألوية الحميدية.
وكان الضبّاط الكُرد متأكدين من أن "كلّ القبائل الكُردية ستؤيّد جمعية آزادي لأسباب قومية ودينية"، وذُكِرت أسماءُ الزعماء القبليين الذين كان من المتوقَّع أن يؤيّدوا جمعية آزادي، وأسماءُ رؤساء الفروع التي وردت، وشملت الأسماءُ كثيراً من القبائل في مناطق بِتْليس، ووان، وماردين، وشَرْناخ، وقَدّر الضبّاط الكُرد عدد المقاتلين بـ 5000 خمسة آلاف مسلّح بالبنادق في مناطق مَلازْگِرْد وبِتْليس ومُوش، وتلقّت جمعية آزادي دعماً نشطاً من القبائل الثائرة في المناطق ذاتها منذ أغسطس/آب 1924، ونتيجة لذلك ما كانت أيّة قوة تركية أقلّ من 200 مئتي عنصر قادرة على التنقل بسلام من مُوش إلى بِتْليس، وكان من المتوقَّع أن تكون قبائل بُوتان في منطقة شَرْناخ قادرة على تحشيد 2000 – 3000 مقاتل. 
كما أن الضبّاط الكُرد زوّدوا البريطانيين بقائمة فيها أسماء ضبّاط معظمهم برتبة كولونيل وليوتنانت، من الجيش السابع، كانوا أعضاء في الجمعية، ويمكن إدراك أن الكُرد- نتيجةً لتأسيس جمعية آزادي وفروعها في سنة 1921- كانوا أكثر استعداداً في سنة 1925, حينما ثاروا ضدّ الكماليين، من حالهم في ثورة كُوچْگِري سنة 1921.
4 - 4 – 2015
 توضيح: هذه الدراسات مقتبسة من كتابنا المترجم " تاريخ الكفاح القومي الكُردي 1880 - 1925" المنشور عام 2013. الكتاب من تأليف روبرت أولسون، والمعلومات مستمدّة من الوثائق التركية، ووثائق القوى الكبرى الأخرى، وخاصّة بريطانيا.  
 العناوين من وضعِنا.