بيان بمناسبة يوم المرأة العالمي

2015-03-09

في الثامن من آذار من كل عام ، تحتفل البشرية في معظم بلدان العالم بعيد المرأة العالمي ، تكريماً لها ، وتقديراً لدورها البارز والهام في المجتمع البشري ، وتخليداً للمظاهرة الاحتجاجية التي قامت بها العاملات في معمل الغزل والنسيج في مدينة شيكاغو الامريكية عام 1908
وبعد تلك الأحداث اقر اليوم الثامن من آذار عيداً عالمياً للمرأة في المؤتمر العالمي الثاني للنساء المنعقد في الدانمارك عام 1910 .
لاشك ان المرأة هي عصب الحياة الاجتماعية فضلا عن انها تشكل نصف المجتمع ، فهي الأم والأخت والزوجة ، تنجب الأطفال وتشرف على تربيتهم وتأهيلهم ، وهي ملازمة للرجل ، ولا تقل شأناً في مستوى وعيها الفكري والسياسي والأجتماعي والثقافي عنه. 
أن المرأة في سوريا تعرضت في السنوات الماضية لانتهاكات على يد الرجل المستقوي بالمجتمع الذكوري وعاداته الموروثة البالية من ثقافة الاستعلاء والتميز بين الجنسين ، زد على ذلك الممارسات التمييزية التي كان يتبعها النظام الشوفيني بحق المرأة في كافة مكونات المجتمع السوري مثل الكرد والسريان والآشوريين والآرمن ، وبدرجات متفاويته وخاصة المرأة الكردية التي حرمت من التعلم بلغتها الأم .
ورغم التقدم والازدهار الذي حصل في العديد من دول العالم حيث اعتلت المرأة العالمية في تلك الدول مناصب سيادية في السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية وغيرها ، و تمكنت المرأة في هذه البلدان من الوصول إلى اقرار وأحداث العديد من القوانين والاتفاقات والمنظمات بهذا الخصوص .
ورغم ما توصل اليه العقل البشري الى مستويات عالية من التقدم والتطور التقني والعلمي وبناء الكم الهائل من الهيئات والمنظمات العالمية المعنية بحقوق الانسان عموماً وحقوق المرأة على وجه الخصوص ، الا ان ذلك لم يضع حدا لحالة الغبن والظلم التي عانتها المرأة السورية كالتفضيل على اساس الجنس والحرمان من التعلم والعمل والتعبير والمشاركة في الحياة السياسية والثقافية والاجتماعية ، لكن في ظل التطورات العلمية الهائلة من تكنولوجيا الحديثة وانتشار الفضائيات وشبكة الانترنيت والفيسبوك والتويتر في سوريا ، أستنهضت المرأة السورية وسعت الى نيل حقوقها اسوة بالرجل ، كحق العمل وحرية التعبير والتعلم والمشاركة في الحياة السياسية والثقافية .
أما بالنسبة للمرأة الكردية في سوريا : لا يخفى على أحد بأن المرأة الكردية  قد تعرضت بعض الشيء لظاهرة التمييز بين الجنسين والزواج المبكر والتحيير وجرائم القتل والحرمان من التعليم وحرية التعبير إلا أن المرأة الكردية لها قابيلة  التطور بسرعة عندما تتهيأ لها الفرصة ، فمنذ القدم كانت للمرأة الكردية تاريخ مشرف في العمل على لعب دورها في المجتمع الكردي ، فقد شاركت الرجل في مجالات العمل الزراعي والسياسي والاجتماعي والقومي ، وفي السنوات الأخيرة وخاصة في ظل ظروف الثورة السورية أستطاعت المرأة الكردية تنظيم نفسها في الاتحادات والروابط والمنظمات بشكل حضاري ووضعت لها خطط وبرامج متنوعة منها برامج تعليم اللغات وخاصة اللغة الكردية ، اسعافات اولية ، البرمجة اللغوية العصبية وادارة الضغوط النفسية ، دورات الخياطة والتجميل ، ورشات تدريبية حول مفهوم العدالة الانتقالية وسبل تعزيزها ، وغيرها من النشاطات التي نالت اعجاب  واستحسان المجتمع الكردي .
أننا في الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا ( البارتي) في الوقت الذي نتقدم فيه الى المرأة السورية عامة والمرأة الكردية خاصة بأجمل التهاني والتبريكات في يومها العالمي ، ندعوا الجميع أفراداً ومنظمات ومؤسسات رسمية وغير رسمية الى العمل معها جنباً الى جنب من أجل نيل كافة حقوقها التي تنادي بها وتناضل من أجلها .
 
تحية أجلال وإكبار إلى المراة الكردية والمرأة السورية .
تحية إلى نضال المرأة في كل مكان وزمان .
قامشلو 8/3/2015
                                                                    منظمات المرأة 
                                                  للحزب الديمقراطي الكردي في سوريا 
                                                                  ( البارتي )