حملة (اعيدوا لي كبدي )

2014-11-19

 
الحلقة الثانية ......الكبد اساس الحياة.... الكبد مصدر ديمومة الحياة.
 
(وهي حملة تؤشر الخطر المستشري في المجتمع وهو مرض تليف الكبد اسبابه وطرق علاجه وسبل الوقاية منه.....
 
ويبقى المريض المصاب.........ينادينا بصوت عالي .....
 
اعيدوا لي كبدي......)
 
لو تبصرنا بالكبد ووظائفه الحيوية وفق توفر الكم الهائل من المعلومات الطبية والفسيولوجية والكمياء الحياتية وعلم الصيدلة ومسار الدواء داخل جسم الانسان لكنا قد اصبتنا الدهشة والانبهار من الكم الهائل من الفعاليات والتفاعلات الايضية التي تجري بالكبد بترتيب عجيب وسلس ولا ارادي من اجل ديمومة الحياة وتوفير الطاقة الخاصة بالخلية الانسانية وهو الكلكوز هذا السكر الاحادي الذي يعتبر الوقود الحيوي لكل الخلايا الانسانية.
 
 ان الكبد أكبر عضو غدي في الجسم وهو من ملحقات الجهاز الهضمي يزن حوالي كيلو ونصف، ولونه بني أحمر، ومقسم لأربعة فصوص غير متساوية الحجم وهذا التقسيم فيه حكمة لم تتوضح الا بعد اجراء عمليات زرع الكبد وتطورها في العقود الثلاثة الاخيرة. ويقع في الجانب الأيمن من التجويف البطني تحت الحجاب الحاجز. وينقل إليه الدم عبر الشريان الكبدي الذي يحمل الدم والأكسجين من  الشريان الأبهر. والوريد البابي ينقل إليه الدم حاملا الغذاء المهضوم من الأمعاء الدقيقة وهو مجزاء الى ثلاث اقسام فالكاربوهيدرات قد تحولت بفعل الهظم من عصارة البنكرياس والحركة الطاحونية في المعدة الى سكريات مختلفة الانواع.اما الدهون تكون قد تحولت الى كريات دهنية صغيرة تسمى كايلوا مايكرون بفعل عصارة الصفراء التي يفرزها الكبد عبر القناة الصفراوية, واما البروتين قد تحول الى احماض امينية ذائبة بفعل عصارة البنكرياس والحوامض المفرزة جدار المعدة وهذه المهظومات الغذائية كلها تذهب الى المفعال الكبدي لتحويلها وفق فعاليات وتفاعلات كميائية الى وقود حيوي لديمومة الخلية الانسانية  وهكذا يكون الكبد تحت سيطرة رقابية من حساسات الغدد الصماء في ادارة هذه العملية المتوازنة الدقة وفي حالة حدوث اي خلل يؤدي الى احدى العوارض المرضية.
 
ان السكريات تكون سيطرة هرمون الانسولين وهو لايسمح لنسبة السكر ان تتعدى حدود ال 180 ملغ لكل مائة ملم من الدم وهي النسبة التي تكون الكلية من خلالها حساسة جدا لتفرز الكلكوز عبر النفاذية وهو مايسمى بالبول السكري والذي ياخذ كل غرام من السكر اربع ملم مكعب من الماء وهو يفسر لنا كثرة التبول لمرضى السكر.
 
ان الانسولين هنا يقوم بدور السيطرة ويحول السكر الزائد الى كلايكوجين ويخزن في الخلايا الكبدية ليكون طاقة مخزنة لوقت الطوارى وفي حالة الصوم وفي حالة امتلاء المخازن الكبدية يقوم الانسولين بتخزين الكلاكوجين في العضلات وفي ادمة الجلد والى تصنيع دهون موكسدة تحت الجلد وخصوصا في منطقة البطن والالية وهذا هو سبب السمنة لدى الكثير وهو زيادة حساسية الانسولين وهذا مايسمى بمرض الاختلال الايضي الذي يرافق تكيس المبايض لدى النساء والسمنة المفرطة لدى الرجال.
 
 وهكذا في حالة الصوم عن الطعام وهبوط نسبة السكر في الدم يبداء هرمون اخر تفرزه غدة البنكرياس يسمى الكلايكون وهو يبداء بتحويل هذه الدهون والكلاكوجين المخزن في الكبد الى كلكوز وطاقة حيوية جاهزة للخلية الانسانية لقد اثبتت الدراسات العلمية والبحوث ان هذه العملية مهمة جدا في تجديد الخلايا لما يرافقها من تفاعلات ايضية وهرمونية وانزيمية عدة لامجال لذكرها في هذه المقالة.
 
ان في حالة التهاب الكبد الحاد ولمختلف الاسباب من فايروسية او بكتيرية او مناعية او حساسية دوائية تتعطل او تتاخر  الخلية الكبدية في توفير الطاقة الحيوية الكلوكوز الى جسم مما يسبب هبوطا في السكر ويشعر المريض بالوهن والضعف والتعرق وزيادة نبضات القلب وارتجاف العضلات ومنها قد تودي الى اختلاجات عديدة منها حدوث حالة صرعية تشنجية وفقدان للوعي نتيجة هبوط السكر مما يدخل المريض في نوبة فشل كبدي حاد.
 
ن اهمية هذه العملية تحتم على المرضى المصابيت بتليف الكبد او تلف الكبد الى التغذية على السكريات بصورة مستمرة وخصوصا التمر والمربيات والعسل حتى يتجاوز حالة هبوط السكر ومعاناتها ومكابدتها.
 
ان الحفاظ على الكبد من الالتهابات الفايروسية عبر اخذ اللقاح الكبدي نوع ب والابتعاد عن المشروبات الكحولية والادوية المضرة بالكبد والالتزام بالسلوك القويم والتغذية الجيدة كلها تحافظ على كبد سليم ومعافي ويكون مشروع مهم لانقاذ حياة احد احبتنا عبر التبرع بجزء من الكبد ووهبه الى مريض اخر من اجل اعادة نظارة الحياة والبسمة لقلوب قد يئست من الشفاء ان الكبد هو المصدر الرئيسي لتوفير الطاقة للخلية الانسانية والمسؤول الاساسي لديمومة حياتها فلنحافظ عليه من اجل حياة هائنة.