عبد القادر هوري : بين عقليتين

2014-08-27

هناك عقليتان تتحكمان في إدارة اقليم كوردستان العراق، وتتصارعان فيما بينهما الان بشكل ناعم، ويلتف حولها أطراف كوردستانية وبخاصة من منظمات كورد سوريا، ولكن ما يخشاه العقلاء هو ان يتطور هذا الامر الى صراع قاتل بينهما . 
العقلية الاولى: هناك بعض الأطراف سواء ضمن الاتحاد الوطني الكوردستاني او ضمن الحزب الديمقراطي الكوردستاني، تنظر الى الأمور من جانب واحد ، الا وهو الجانب الحزبي الضيق والى ابعد الحدود ، وهي تزف كل المكتسبات والانتصارات في الإقليم الى نفسها وجماعتها فقط، اما الإخفاقات فتلصقه بالطرف الآخر ، والغمز بخيانتة الشعب والوطن، والهرولة خلف المال والدولار والامتيازات، متناسين بنفس الوقت ان الطرفين يتحملان معاً تلك الإنجازات او الانكسارات . 
 
ومن هذه العقلية مثلا ما ينشره موقع ((puk.online. Net -مه كته بى ريكخستن )) فهذا الموقع لا ينفك ان ينشر مواده الاعلامية الا ضمن هذا الأسلوب، وكان اخر ما قرأته اليوم ٢٥/٨ خبرا عن قيام (( نيجيرفان بارزاني )) رئيس حكومة الإقليم برفع صوته على أعضاء برلمان الإقليم ، وان لاعلاقة لهم بموضوع تسعيرة البنزين التي منها يعاني الإقليم من أزمة بسبب سيطرة داعش على الموصل ،وتوقف مصفاة بيجي ، وأنهم لا يحق لهم النزول الى المحطات !!! ومراقبة الحالة، متناسيا بأن قوباد طالباني هو ايضا نائب رئيس الوزراء وهو فعال في منصبه ونشاطه الميداني، واذا كان الخبر صحيحا، فعلى أعضاء البرلمان الذين أهينوا ان يطالبوا برفع الثقة عن هذا الذي خرق مبدأ فصل السلطات . 
وكذلك الرسالة التي رفعها عبد الحميد درويش سكرتير الحزب الديمقراطي التقدمي في تعزية الى ( الأخ المناضل ) كوسرت رسول علي بصفته نائب () الأمين العام للاتحاد الوطني، باستشهاد كوكبة من ( الضباط الأبطال ) من البيشمركة في منطقة جلولا، متناسيا انه كان من الضروري إرسال تعزيته الى كوسرت، باعتباره نائب رئيس الإقليم وليس نائب الاتحاد الوطني أي لا الى حزب بعينه باعتبار ان الشهداء من أبناء شعب كوردستان، وليسوا من عائلة او عشيرة كوسرت . 
 
العقلية الثانية: وهو ما نشره موقع Xendan عن برلمان اقليم كوردستان في جلسته الثامنة عشرة يوم ٢٣/٨ واتخاذه عدد من القرارات وبخاصة القرارين ١٨ و١٩ لعام ٢٠١٤ والمتعلقين بالتوحيد الجدي والحقيقي للبيشمركة ، وكذلك تأمين كافة المستلزمات الضرورية من أدوية وأسلحة وغيرها كما هي للجيوش في كل أصقاع العالم المتمدن !، وإقرار ذلك من رئيس الإقليم ( بقانون ) .
هاتان العقليتان نشطيتان يا أصدقائي . 
مع من أنتم ؟ ومن تدعمون من هاتين العقليتين ؟