حسني كدو : من حلبجة .....الى قامشلو ...و تليلية

2014-06-03

قرية صغيرة هادئة ، سكانها خليط عرقي وديني ،مثلها مثل جغرافية الوطن السوري الغني ،لكن حظ هذه القرية كان الأسوأ ، فكان فجرها دمويا ، ناشرا للرعب بين سكانها الآمنين البسطاء ، الذين كان جل طموحهم وآمالهم ان يسدوا حاجيات عائلاتهم من المسكن والطعام والشراب، لكن الحقد العرقي الأعمى ، والتعصب الديني الظلامي ، وثقافة الفكر الظلامي المأجور لم يرحم الصغار قبل الكبار ، فقامت بأبشع مجزرة بسكانها ظنا منهم بأن ترهيبهم وهمجيتهم سيكسرون شوكة وعزيمة أهل الدار وحماتها .
 
أية ثقافة مريضة هذه، وأية قلوب هذه التي تفتك بالنساء والاطفال ، ولماذا هذه الجريمة بهذا التوقيت ؟ أهي رسالة من النظام للكرد ؟ أم رسالة من جحافل الظلام ؟ لكن بالمقابل ، اين صوت الثورة السورية وبالتحديد قوى الائتلاف الوطني والسوري ، والمجلس الوطني الكردي والاحزاب الكردية عامة ، ثم لماذا لا توجد قوات حماية في القرى والمناطق الساخنة .
 
كل المؤشرات تقول بأن القادم من الايام سيكون أصعب على الشعب الكردي والانسان الكردي في روشافا  ،لاسيما وهو بهذه الذهنية والعقلية من الفرقة والتشرذم والخصام ،وبأن الحرب الأهلية قاب قوسين وأدنى ، فبالأمس البعي كانت حلبجة ، و بعده قامشلو واليوم تليلية ، وغدا قد يكون اية قرية ، أو تجمع كردي .......فالعدو بل الأعداء كثر و لهم عيون بيننا في كل مكان.
الجريمة كانت بشعة ، بشاعة فاعليها ، فكيف لانسان مسلم ويدعي الاسلام الحقيقي ان ينحدر الى هذا الدرك الأسفل و الانحدار الخلقي والاجتماعي ،و بأي ذنب تم قتل هؤلاء الأبرياء .
 
ان الجريمة مدانة بجميع لغات العالم ، لكن أن يصل الأمر عند بعض الكرد  وحتى العرب  ان يساوا بين الجلاد والضحية ، و بين الظالم والمظلوم ، والمعتدي والمدافع ، لهو سكوت صارخ عن الحق ، والساكت عن الحق شيطان أخرس وهو دليل صريح عن انحدار الفكر الوطني السوري نحو ثقافة الفكر الواحد الشمولي للاكثرية العرقية أو الدينية ، ويتحمل مسؤوليته النظام الذي يحكم منذ اكثر من اربعين عاما، وكذلك يتحمل مسؤوليته قوى المعارضة السورية القومية والدينية والعسكرية والتي كالت بمكيالين ، وهذا بدوره ساهم في تأجيج الصراع وتأزيمه من خلال التصريحات النارية العنصرية للأغلبية الفاعلة على الأرض.
 
الرحمة لشهداء الحق من الكرد والعرب ،  ومرحى لوحدات حماية الشعب وهم يدافعون عن العرض والارض والكرامة ،ولا لفرض أمر الواقع ، ولا للتشرذم الكردي ،ولا لمسيرات العشرات من المغررين ضد ب ي د في أوربا ،والخزي والعار للمتعاونين مع تجار الحروب والكتائب الظلامية التي دنست التراب الوطني السوري ، وعلى الجميع عربا وكردا ان يعوا حقيقة ان سوريا لن تعود كما كانت قبل ثلاث سنوات ، بل ستكون دولة مختلفة ، سيكون للجميع حقوق و واجبات  متساوية ، وستكون دولة ديمقراطية او ستتحول الى أفغانستان او صومال والى حروب اهلية تمتد لعشرات السنين.
30-5-2014
حسني كدو