كريمة رشكو : الصحافة الكردية المعتقلة

2014-04-22

ككل الأعوام .،اليوم أيضا نحتفل بذكرى إصدار أول صحيفة كردية / صحيفة كردستان / والتي أصدرها الأمير مقدات مدحت بدرخان في القاهرة عام ١٨٩٨ 
لاجديد يستحق أن نكتبه في هذه المناسبة والتي تعتبر خطوة من خطوات لحرية القلم والكتابة ، ولكن كما باقي الأعوام، ، تقوم منظمات المجتمع المدني والبعض القليل من الأحزاب الكردية بفعاليات وأنشطة إحتفالاً بهذا اليوم ، ويقوم بعض بل ربما الكثير من مثقفينا بكتابة مقالات عن هذا اليوم وعن جهود آل بدرخان وفضلهم ...
 
إلا أن حقيقة الأمر هي أن الإعلام الكردي لم يرتقي لمستوى الحقيقي للإعلام وذلك لعدة أسباب منها أن من يحكم مناطقنا لايزال يفتقر للديمقراطية بل بكلام آخر يمكننا القول يقمعون الديمقراطية ويمارسون الديكتاتورية بكافة أشكالها وأنواعها وبذلك يكون قمع الإعلام من أولى أعمال حكام المنطقة ، خوفاً منهم من نشر الحقائق وطبيعة ممارساتهم وتوعيه الشعب وتعليمهم على رفض الذل والقمع والوقوف ضد الظلم ،وهذا مايحدث بالفعل في مناطقنا منذ إستلام الأسد للحكم وخلال الثورة السورية وحتى يومنا هذا ،بل والقمع أصبح من كلا الطرفين ،من طرف النظام ومن طرف حزب الإتحاد الديمقراطي / .
 
أما السبب الآخر ..يكمن في الاعلامي ذاته وعدم ممارسته لمهنته بإخلاص كما ينبغلي عليه . فنجد الإعلامي منحازاً لحزب معين أو يكون عضواً في هذا الحزب ، فيقوم بتمجيد الحزب وسكرتير الحزب رغم الأخطاء الفادحة والتي لابد من الكتابة عنها ونجد الآخر مؤيد لحزب معين وقدلايكون عضواً فيه ،كالإعلامي المؤيد لحزب الاتحاد الديمقراطي ،فيحاول بأي شكل من الأشكال الدفاع عنهم وغض النظر عن مايجري وأحياناً يخلق مبررات وحجج لتبرير مايحدث ...
على الاعلام أن يكون حراً ، بعيداً عن التحزب ،فعلى الرغم من وجود عدد كبير من الإعلاميين الحاصلين على شهادة الإعلام والعاملين في هذا المجال كمهنة ورغبه ، ومحاولاتهم الجدية في أن يمارسوا مهنتهم بنجاح ،إلا أن غياب الحقيقة والإنحياز لطرفٍ ما ضد الآخر لن يؤدي سوى إلى البقاء في ذات القوقعة وذات التفكير وبذلك نكون من المساهمين في تأسيس مجتمع لم يرتقي لقول الحقيقة والوقوف بجرأة ضد كل من يحاول قمع الحقيقة والدفع بالشعب إلى وادٍ من الجهل والتخلف والتبعية العمياء .
كل عام والصحافة الكردية حرة ، 
كريمة رشكو ٢٢ نيسان ٢٠١٤