وليد فارس : الأمم المتحدة...تفتتح الطريق ثم تقطع الثوار في المنتصف!

2014-04-22

قبل عدة أشهر, وضمن جولة جنيف اثنان بدأت الأمم المتحدة بخطوة تحتسب على انجازاتها, فقامت بإخراج المدنيين من حمص المحاصرة وأدخلت مواد غذائية لها, فكسرت بذلك الطوق المفروض على المدينة منذ أكثر من عام وربع, لقد خاطر موظفوها بحياتهم في سبيل إتمام المهمة, وتمكنوا رغم كل المصاعب من إنجاز أول خطوة من خطوات عملية تفاوضية كبرى -تخطط لها الأمم المتحدة- بدأت في حمص المحاصرة, وكان من المتوقع أن تستمر لتشمل كامل البلاد.
 
بدأ أهل حمص وثوارها يسلمون مطمئنين لوجود هذا الطرف الذي استطاع أن ينفذ أغلب الاتفاقية التي تقضي بمساعدة المدنيين في حمص, والجميع سلم بأن حلاً ما بدأت تتشكل ملامحه في الأفق, وهذه بداية الحل تظهر أمام أعينهم.
 
تشجع الناس على ترك منازلهم تاركين قلوبهم فيها, على أمل العودة القريبة التي باتت تلوح بوادرها في الأفق, وتشجع بعض الثوار على المغادرة مع وفد الأمم المتحدة, مؤمنين بالأفكار التي تم تروجيها حول الحل السلمي, واستحالة الحسم العسكري الراهن.
 
أثناء تطبيق الاتفاقية التي تقضي بإدخال مواد غذائية وطبية وإخراج المدنيين الراغبين بالخروج من المنطقة المحاصرة, جرى الحديث من قبل وفد الأمم المتحدة عن إيجاد حلول للأزمة في حمص, وأعلنوا عن رغبتهم بالوساطة في اتفاقية شاملة بين الثوار والنظام حتى لو كانت خارج إطار اجتماعات جنيف اثنين.
 
إذاً تم إفراغ المناطق من أهلها على الرغم من التخوف الذي صرح به الجميع بأن النظام ينوي تغيير البنية الديمغرافية للمدينة, وهُدم الجدار الذي يعزل الحديث عن حلول سلمية مفترضة, وكل ذلك تحت أنظار المراقبة اليومية للأمم المتحدة التي تصدت للمسألة السورية منذ بدايتها, بدون أن تحقق أي اختراق جذري للمسألة, مقلصة أعداد المتفائلين, بمن فيهم متبني النظرة الليبرالية في العلاقات الدولية.
 
بدأت الأمم المتحدة الأمر, واستجاب الثوار لها بثقة, فتقدموا بحلولهم, لكنها توقفت في منتصف الطريق, حتى بات بعض ثوار حمص يرون أنهم دخلوا في دهليز تصعب العودة فيه, وإن دليلهم ومرشدهم المتمثل بالأمم المتحدة تخلى عنهم!.
 
يستطيع موظفو الأمم المتحدة أن يشيروا إلى تلك الاجراءات المعقدة التي تحكم مؤسستهم لتبرير موقفهم, ويستطيع الثوار أن يقولوا أن هذا تخلي عن المسؤوليات, وترك لثوار لم يعتادوا ممارسة السياسة, في وجه نظام يكذب على العالم بأثره ويخدعه.
 
حمص, 19-4-2014
 
وليد فارس