حسني كدو : فلنجعل من ذكرى انتفاضة قامشلوا يوما للوحدة.

2014-03-12

يحل آذار هذا العام والشعب السوري  يمضي ثلاثة سنين من الثورة التي انحرفت من مسارها ومن ثورة سلمية الى فوضى وعصابات وامراء حروب ،و البلاد ثائرة من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال، ومن الشرق إلى الغرب ، والشهداء بمئات الالاف، والجرحى بعشرات الآلاف والمعتقلين والمفقودين أقرب ألا يعدوا ولا يحصوا.
كيف لا فالنظام والجماعات والكتائب  ماضون في تطهير البلاد والعباد من كل من يخالفهم و من كل  الذين ثاروا من أجل كرامتهم وقالوا كفى لأربعين عاماً من الظلم والتهميش والإستفراد بالقرار السياسي والاقتصادي والإعلامي...
 نعم يحل آذار هذا العام والأمهات ثكلى بأبنائهن ، وأنين الأطفال في كل مكان، والمهجرين في الجبال والوديان و دول الجوار ، وقد ضاقت بهم السبل والتحفوا السماء.
نعم يحل آذار هذا العام وقد مضت عشرة أعوام على انتفاضة كاوا الكردي قبل أخيه العربي في قامشلو الجريحة عام 2004، كاوا الذي انتفض ضد الظلم والاستبداد والقهر والحرمان ،حيث اتفقت قوى الشر والغدر والعنصرية والأيدي الخفية الخبيثة على قتل مئات الأكراد الأبرياء ،وثار الكرد في كل أماكن تواجدهم وزلزلوا الأرض تحت أرجل المستبدين والمرتزقة في قامشلو وعامودا وسري كاني وديريك والحسكة والدرباسية وعفرين وكوبانيه وحلب ودمشق وفي سائر دول أوروبا ضد النظام الاستبدادي ومن معه من الشوفينيين والمرتزقة ،وعلى إثر تلك الإنتفاضة الباسلة الكريمة شن النظام البعثي الاستبدادي العفلقي وكتائب الجنجويد من أزلامه حملة شرسة على الكورد وقاموا بنهب و حرق ممتلكاتهم.هذا النظام  الذي لم يستطع أن يرى ما آل اليه مثيله في العراق فقام بصب أبشع أنواع ظلمه على الأكراد ،فاعتقل الآلاف وشرد الآلاف وتم فصل الطلبة والموظفين الكرد من جامعاتهم وأعمالهم، وأُصدر المرسوم 49 والذي بموجبه حُرم أهل الجزيرة والكرد خصيصاً من بيع وشراء العقار والسكن والمحلات التجارية وشُلت الحياة الإقتصادية والإجتماعية وهجر الكثيرين بيوتهم إلى الداخل السوري بسبب الفقر وسعياً وراء لقمة العيش.واليوم وبعد كل هذه المعاناة ، فأن الذين تسببوا في مجازر  قامشلوا في 2004  سوف لن يألوا جهدا، وسيحاولوا يكل وسائلهم الخبيثة الغادرة والحاقدة ان يغتالوا أمل  الشعب الكوردي في تحقيق أهدافه و أفراحه .  
نعم يحل آذار بعد مرور سبعة أعوام حيث انتفض الكاوا العربي هذه المرة في درعا معلناً ضمناً أن الكرد انتفضوا وقتلوا وشردوا قبلنا ولكننا لم نحرك ساكناً إلا بعد أعوام من هدر كرامتنا البشرية والظلم.
نعم انتفض الشعب السوري وأصبحوا جميعاً كاوا الحداد الذي انتفض وضرب بمطرقته الحديدية رأس الظالم الذي كان يستبيح أعراضهم وكرامتهم ونادوا بصوت واحد (آزادي آزادي آزادي) أي الحرية لكل سوري.
واليوم بعد مرور ثلاثة أعوام  على هذه الثورة السورية ،فإن الدول الكبرى تهدد تارة وتهدئ أخرى ولكنها جعلت  من سوريا مركز صراع لتصفية حساباتهم .. فالدب الروسي يستخدم الفيتو تلو الفيتو ومعه ذيله التنين الصيني ، ومحور الشر و تابعه العفن يجاهر بالعداء للثورة ويمد النظام الإستبدادي بكل مساعدة وقوة ،وراع البقر الكاوبوي يهدد تارة بوزير دفاعه ويستبعد التدخل تارة أخرى بوزير خارجيته ، والثعلب التركي يراوغ مكانه بعدما اصباه لعنة سوريا، و هو ينتهز الفرصة لينقض على الشعب الكردي و منجزاته ، فلكل خطوة حساب عنده ويعلم باللون الأحمر على بيوت العلويين ، والخليج مصمم هو الأخر حسب مصالحه , ولكنه عاجز امام جبروت الأخرين ،وهاهي الأزمة السورية أصابت الخليج في وحدتها و في الصميم ، والعالم كله يعبر عن عجزه الأخلاقي و عن تقديم الحلول وعن قصد ،  والشعب السوري يُذبح بشتى أصناف الأسلحة وبكافة قومياته وأطيافه الدينية على أيادي النظام وداعش وحالش و ماعش .... ولكنه باسل صامد ثائر غير مستسلم .
و في روشافا ، وبعد مرور عشرة أعوام على انتفاضة قامشلو ، وثلاثة أعوام على الثورة السوري، لا زلنا في المربع الأول ،الأباء والأمهات يزورون قبور شهدائهم وشهداء الكورد ،  خلافاتنا على أشدها ، كل حزب يغرد حسب مصلحته ، صغيرا كان هذا الحزب أو ذاك , شعارات براقة هنا وهناك على شاشات الفضائيات الكردية و العربية ، جنيف2 لم يأتي بأي جديد ، الادارة الذاتية هي الأخرى لم تستطع ان تلم وتوحد كل الكورد والمكونات حولها ،والنظام لا يزال موجودا وقويا ،و كثير من القرى الكردية فرغت بسبب الخوف من هجمات داعش بالرغم من دحرهم في أماكن عديدة على أيدي أبطال وحدات الحماية الشعبية ,مضى القليل ولكنه كان مكلفا وبقي الكثير كرديا وسوريا ، كيف سيكون الحل ؟ ومتى سيفرض هذا الحل ؟ كيف ستكون سوريا المستقبل وما دور الكرد ونصيبهم فيها ؟وهذا يعتمد بالدرجة الاولى على وحدتنا وموقفنا الموحد ، وعلى إرادة الدول أو القوى الكبرى والتي بيدها الحل والخريطة.
حسني كدو