الأيزيديون في سورية هوية غائبة أم مغيبة - لافا خالد

2006-12-15

لافا خالدالحديث عن قضايا الأقليات كالإبحار في أعماق مجهولة أو اللعب في حقل ألغام تلف قضاياهم في أغلب الأحيان تعتيم متقصد وتجاهل من قبل أطراف كثيرة تتلاعب بتشويه الحقائق وتبديل معالم من شأنها أن تلغي آثار ومعالم حضارات سادت ولم تباد ولكن بامكانها أن تنشر ثقافة مضادة أو تلغيها متى ما شاءت والحديث يعمم على كل الأقليات وبخاصة  ممن تحكمت بهم جغرافية الزمان والمكان أن  تكون حضارتهم في إحدى بلدان العالم الثالث المثقل بالتخلف ,ولكن في وقت تعولمت فيه الدنيا وتوحدت أقطاب العالم رغما هل بات  من الممكن أن نتجاهل ابسط القضايا ولو في مجاهل الاسكيمو فكيف بقضايا  أقليات كانت ذات مرة لها بصمتها في تاريخ لا زال حاضرا  كما الديانة الأيزيدية على سبيل المثال لا الحصر  التي تعرضت للتشويه في مختلف مناطق تواجدها, هنا في سوريا حيث كان الايزيديون يتواجدون في مناطق متبعثرة متقوقعة بمشيئة ومن دونها تبدلت خارطة وجودهم تبعا لمتغيرات تحكمت بمحيطهم الذاتي, حينما أردت البحث عن الايزيدية  بشكل مختلف ليس كسرد تاريخي لحقيقة  هويتهم الغائبة أو المغيبة اعترتني دهشة لأناس يعانقون الأرض ويتشبثون بمعتقدات قلما نجد للناظر مثلهم مثيلا في بقعة ما من هذه الأرض الفسيحة هنا حيث الحقيقة والمتناقضات والخلافات والأساطير والمعتقدات التي تتناغم بشكل لافت حالة خاصة بين جيل كبر على ارث الأجداد وجيل تماشى مع متغيرات هذا العالم  وجيل نزح عن أرضه رغما كما يقولون والآن هو في رحلة التيه والبحث عن آثار الماضي وآفاق المستقبل  , إذن الأيزيديون في سوريا أقلية هل تبحث لها عن هوية مغيبة لتزيح عنها التساؤلات والتشكك بحقوقها  ونصوصها المتداولة التي تميل إلى الاندثار رغما ,  كم هي أعدادهم وما هي أماكن توزعهم الجغرافية ماهي العوامل التي تحد من حركة المجتمع الايزيدي في سوريا ليثبت هويته الخاصة به ؟ كيف يعيشون على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي؟ كيف ينظر إليهم الكتابيون ؟  أين دور المرجعية الدينية في حياتهم وهل هي موجودة أصلا , أين هم من الخريطة السياسية أم هم خارج اللعبة تماما ,كيف يتعاملون مع مستجدات الوضع السوري ؟ أم إنهم غير ذلك يعيشون في محيط مغلق منذ عقود طويلة , الإيزيديون برؤية معاشة وعلى ضوء ما سمعنا من الكثير منهم ومما أفادنا بعضهم هاهنا حيث الوطن وبعضا من نخبهم المثقفة في المنافي الإيزيديون بالتعداد الرقمي تبقى هذه الإشكالية تلفها الكثير من المغالطات في غالب الأحيان تكون خارج إطار الأقلية التي تبحث لها عن موطئ قدم فالإحصائيات معدومة تبعا لسياسة متقصدة لتقلص من نفوذها وتقزم حقوقها هناك من يحدد عددهم بـ خمسين ألفا والآخر بعشرين وتبعا لدراسة قام بها الأستاذ الباحث فرماز غريبو  الذي أجرى إحصائية في سوريا وعلى ارض الواقع وزار قراهم بنفسه يقول بأن تعدادهم يصل إلى 50 ألف شخص وعندما بحث في الأمر رأى جوابا من محكمة سيغمارينغين الألمانية تقول بان عدد الايزيديين في سوريا يبلغ 50 ألف نسمة وبذلك تأكد حسب قوله من الإحصاء الذي أجراه  بنفسه وبأنه الأصح. ولكن يذكر الباحث الألماني سيباستيان مايسل في بحثه عن الايزيديين في سوريا بعنوان (الأقلية المزدوجة: ايزيديي سوريا مابين الانتماء القومي والديني, 1996/1997)  بأن عددهم لا يتجاوز 15 (خمسة عشر ألفا) نسمة حسب تقديراته الشخصية وبحثه الميداني الذي أجراه في سوريا. البحث المذكور للسيد مياسل هو بمثابة رسالة ماجستير قدمها إلى قسم الدراسات العربية في جامعة لايتزيج في المانيا. الأيزيديون وجغرافية المكان a- منطقة الجراح: هذه المنطقة تقع شرق سوريا وعلى طرفي نهر يدعى بنهر الجراح الذي ينبع من شمال كردستان   وتوجه نحو الجنوب ماراً بسوريا ويمكن تحديد هذه المنطقة بالشكل التالي  بأنها تقع شرق مدينة القامشلي 30 كم وعندما تريد السفر منها الى الشرق باتجاه نهر دجلة او منابع البترول  أي رميلان تمر ببلدة ( تربسبي ) المعربة إلى قحطانية حالياًهناك ببلدة القحطانية تجد الايزيديين والى الشمال الشرق منها تجد قراهم وهي: 1- بلدة القحطانية نفسها  كان يسكن 50 عائلة ايزيدية 2-قرية دريجيك  يسكنها 50 عائلة ايزيدية تقريبا 3-قرية مزكفت يسكنها  40 عائلة ايزيدية 4- قرية تل خاتون يسكنها 70 عائلة ايزيدية 5-قرية اوتلجة   يسكنها  30 عائلة ايزيدية 6- قرية الا رشا  يسكنها  35 عائلة ايزيدية وكان يسكن في كل من شلهومية وكركي شامو عائلات ايزيدية أيضا كما كانت عدة عائلات ايزيدية تسكن القامشلي.في الفترة الاخيرة هاجر عدد من تلك العائلات إلى بلدة القحطانية كما هاجر قسم منها إلى خارج الوطن لكن بقي عدد جيد من أبنائها فيها رغم ذلك وهم يزورونها بين الحين والآخر  دون انقطاع. هذه القرى الايزيدية كانت بعضها تضم الايزيديين فقط مثل اوتلجة ومنها خليط من الايزيديين والمسلمين مثل تل خاتون ومنها خليط من الايزيديين والمسلمين واليهود والمسيحيين مثل مزكفت. كما ان هذه القرى كانت تضم الايزيديين من مختلف العشائر الايزيدية ففي قرية الارشا تكاد تجد فقط الايزيديين من عشيرة الكفناسة، في حين تجد في تل خاتون الداسكا والبعجولا والبحنمنية والخالتا والتاقا والخرابية والنمرداني وفي اوتلجة تجد الكيوخية والمحوكا وفي مزكفت تجد النمرداني والشفقتا والباجني والمحوكي وفي دريجيك تجد الافشي وفيما بعد من مختلف العشائر الايزيدية، بمعنى انك تجد الايزيديين بمختلف عشائرهم في تلك القرى وهم متضامنين وكالإخوة دون تمييزوكانو يعرفون بالجرحية او بالايزيدية  دون ذكر اسم العشيرة من قبل غير الايزيديين وحتى ان الايزيديين باتوا يتركون الاسم العشائري ويركزون على اسمهم كايزيديين.  كما أن هناك قرى ايزيدية مهجورة الآن ولكنها كانت مأهولة بعدد كبير من الايزيديين في القديم منها قوبك -نير دهام -واركي كوا - كركي حسن ايقوب وهي تقع بين مزكفت واوتلجة  وخرابي بوتكا قرب الا رشا.b- منطقة الحسكة: المنطقة الثانية من المناطق التي يسكنها الايزيديون هي منطقة الحسكة.  وهي أيضا من عشائر متنوعة أهمها الشرقية ومنها التورنا والدنا والملا والسوعانا......الخ أسماء بعض من قراهم:1- قرية طولكو     2- تل طويل 3- السليمانية4- دوكوركي 5-برزان كلو6- برزان الكبير      وكل قرية من تلك القرى تحوي أكثر من 30 عائلة فبرزان وحده تحوي أكثر من 70 عائلة.  c- منطقة عامودا: هي المنطقة الثالثة من المناطق التي يسكنها الايزيديون في سوريا  ومن قراهم 1-خربة ديلان -2-خربة خوي3-دوكوركة 4- عا كولة5- جتلة  d- منطقة راس العين:    مثل قرية جان تمر والاسدية  e- منطقة عفرين وحلب:  يسكن في هذه المناطق عدد جيد من الايزيديين ورغم أنهم كانوا بعيدين من مناطق الايزيديين في سوريا إلا أنهم كانوا قريبين من مناطق الايزيديين في شمال كردستان هنا بهذه المنطقة يسكن الايزيديون في:1- ضمن مدينة حلب وفي الأحياء التالية :  الشيخ مقصود - بستان باشا - سريان قديم - سريان جديد - سيف الدولة -------2-- في بلدة عفرين 3- في قرى   1- قيباري ( عشقيبار)  2-قسطل جندو   3- فقيرة   4-جنديريس  تحت مجهر الواقع الاجتماعي ثمة آراء مختلفة بين واقع يشهد وزمن يتبدل الايزيديون وكما يروي معظمهم إنه بسبب الاضطهاد  الذي لاقوه من قبل غيرهم اضطروا التجمع في مناطق خاصة تجمعهم لذلك تجد قراهم في مناطق بعيدة بعض الشيئ من مناطق الآخرين ككل الشعوب التي عانت من الاضطهاد مثل الدروز والعلويين في سوريا وفي المدن تجدهم أيضا متجمعين في حارات خاصة وقريبين من بعضهم وإن تبدلت أماكن تجمعهم قليلا في الزمن القريب الحاضر ؟ علاقاتهم بالآخرين قائمة على الحذر والخوف ولكن مع ذلك فإنهم يحبون التجمع والمناقشة الحرة والعيش مع الآخرين في سلام وأخوة ويتعاملون مع الغير بكل احترام وأدب وهم يحبون الضيف كثيرا ولكن بسبب ما لاقوه من غدر من الغير فان تعاملهم يبقى ضمن نطاق الخوف والحذر والأيزيديون عشائر وقبائل وهم قريبون من الحياة البدوية في التعامل ومن الحياة المدنية كذلك فهم يعيشون حياة وسط بين هذا وذاك ولايضمرون أي حقد أو كراهية ضد احد في المجتع الايزيدي ترى حياة خاصة وفي مقدمتها الزواج والكريفانية فكما هو معروف يتألف المجتمع الايزيدي من  3  فئات:1- الشيخ       2- البير   3-  المريد ويحدث الزواج ضمن هذه الفئات أي الشيوخ يتزوجون ضمن فئتهم وكذلك البيرة  وكذلك المريد  فلا يجوز لفئة من تلك الفئات الزواج من غير فئتها أو من أتباع الديانات الأخرى وحتى ان كل الشيوخ لا يتزوجون من بعضهم  فهم فروع ويجب أن يتزوج كل فرع من فرعه وكذلك البيرة أما المريد فإنهم يتزوجون ضمن فئتهم بحرية.  الوضع الاجتماعي بين الايزيديين مؤسس على أساس قبلي عشائري ولم يأخذ الطابع السياسي وهو غير منظم كما سيأتي لاحقا بين مطرقة القومية وخصوصية الديانة سندان الوضع الاقتصاد لا يستثني أحدا ربما لأنهم أكراد وربما لأنهم ذو خصوصية أشد, الواقع الاقتصادي لا يختلف كثيراً عن البعد الاجتماعي, اغلبهم مجردين من الجنسية, وعلى ضوء ذلك فانه لا يحق لهم العمل في الوظائف الحكومية فيضطرون للعمل اليدوي أو الزراعة أو ما شابه، ليس لأنهم غير سوريين بل لأسباب تبدو سياسية صرفة فمثلا الباحث  ( فرماز غريبو) كان يملك الجنسية السورية وخدم في الجيش السوري كضابط وبعد أن أنهى الخدمة العسكرية جردته الدولة من الجنسية السورية دون سبب هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فانه لا توجد في مناطق تواجد الايزيدين والكرد عامة الايزيديين معامل بالرغم من المساحات الشاسعة الغير مستثمرة , لذا فاعتمادهم بشكل رئيسي هو على الزراعة  والتي تلعب الدور الرئيسي في حياتهم الاقتصادية وهم في مجملهم فقراء لان اعتمادهم على الزراعة أيضا لاتدر عليهم المال الوفير  هم أيضا ضحايا الأراضي التي سلبت منهم وتم توزيعها على المغمورين عرب الرقة وحلب , في السنوات القليلة الفائتة  بعد هجرة الايزيديين إلى أوربا صار المهاجرون يرسلون الأموال إلى أهلهم في الوطن مما ساعد على تحسين وضعهم المعيشي بعض الشئ وساعد البعض على ممارسة بعض الأعمال التجارية الخفيفة كتجارة الحبوب والبيع المفرق ويبقى نطاق عملهم في إطار معين لكون معظمهم مجردين من الجنسية السورية. الواقع التعليمي ومفارقات كثيرةكما أكد الكثيرون منهم فإن الأيزيدية من الناس الذين يحبون العلم والمعرفة لذلك يبحثون عنها بكل شغف ويرجعون سبب واقعهم التعليمي المتراجع فيما مضى هو الخوف من أتباع الديانات الأخرى بسبب عقيدتهم الايزيدية ,كل ذلك جعلهم بعيدين عن مجالات العلم لوقت طويل جدا وعندما أنشئت المدارس في قراهم أرسلوا أولادهم إلى تلك المدارس من الذكور والإناث ولكن كانت النسبة بين الإناث ضعيفة بسبب الوضع الاجتماعي والديني معا ليس بين الايزيديين فقط وإنما بين المجتمع الشرقي عموما وقد تابع الطلاب الايزيديون الدارسة في المراحل الإعدادية والثانوية أيضا رغم كل الصعوبات وحتى بالمراحل العليا من الدراسة في الجامعات والمعاهد وتخرجت أعداد جيدة منهم من تلك الجامعات من مدرسين ومحامين وغير ذلك ولكن ثمة أسباب تحكمت بالواقع التراجعي العلمي عندهم كما يشير النخبة المثقفة منهم وهو خصوصية دينهم والسياسة القائمة التي عاملتهم بخصوصية اشد  وكذلك تجريد الكثيرين منهم من الجنسية بالإضافة للواقع المعيشي  المؤسف والفقر الذي حد من طاقات كثيرة ومن مواهب لم تجد ضالتها ذات يوم كل ذلكفي المدارس الايزيدي مجبر  ان يدرس التربية الدينية الإسلامية غير مسموح لهم بدراسة أصول دينهم كون الديانتين الإسلامية والمسيحة فقط المقررتين من وزارة التربية الأمر الذى أدى لمفارقات ترك البعض منهم مقاعد الدراسة بسبب التمييز والإهانة كما أشار البعض ولعل التجريد من الجنسية السورية شكل مرضا عضالا للايزيديين فصار الطالب وأهله يفكرون  ويقولون ما الفائدة إذا درس الفرد عشرين سنة وبعد ذلك يقال له لامكان لك ولا فائدة من هذه الدراسة ويوجد الكثيرون الذين حصلوا على الشهادات الجامعية ولكن بسبب كونهم مجردين من الجنسية لايستطيعون العمل فكل الأبواب مسدودة بوجهه هذا إذا سمح له أصلا بالدارسة لان الكثير من الايزيديين مكتومي القيد فان كانت ألام مواطنة والأب مجرد من الجنسية فان الطفل لا يسجل في السجلات المدنية ويبقى مكتوم القيد ولذلك إذا درس ذلك الطفل وان نجح في الفحوص بالشهادة الإعدادية والثانوية فانه لن يمنح شهادة التخرج وإنما تعطى له ورقة عادية من مديرية التربية  وتصادر شهادة تخرجه فلا يستطيع متابعة دراسته وكأنه لم يدرس ,الطبيب المتخرج  من الجامعة لايستطيع العمل كطبيب والحقوقي المتخرج من كلية الحقوق لا يستطيع العمل كمحامي أو قاضي وكذلك بالنسبة للمجالات الأخرى هذه مجالات للعمل الحر أما المجالات المتعلقة بالدولة فانه محروم على المجردين من الجنسية تماما. ومن ناحية الوضع المعيشي وتأثير ذلك على الدراسة فكما نعرف فان مراكز الدراسة بعيدة عن مناطق الايزيديين أي الجامعات والمعاهد واقرب جامعة تبعد عنهم  400كم وهذا يحتاج إلى سفر والى سكن وبالتالي إلى مصاريف كثيرة وليس بإمكان كل الناس تحمل ذلك لذلك فان معظم الطلاب يكتفون بإتمام الدراسة الإعدادية أو الثانوية  الوضع الديني للايزيديين في سوريا:يعبرون عن واقعهم الديني بالمؤسف , فشرع الله يتسع للجميع والوطن مفترض انه للجميع  وبين النظرية والتطبيق طبول ومزامير ,هم محرومون من حقوقهم الدينية ومن ممارسة طقوسهم الخاصةو تعلم أصول دينهم في المدارس ناهيكم أنهم مجبرون على دراسة الدين الإسلامي الحنيف ويؤكدون أنهم ليسو ضد تدريسها لهم ويحترمون كل عقائدها ولكن لهم دينهم وللايزيديين دين , بالإضافة لغياب دور العبادة حتى إن كانت هناك بعض المراسيم الدينية فإنها تتم في قوقعة مغلقة لاعتبارات كثيرة وحرية الرأي المتاح لهم لا تختلف عن سقف الحرية لهذا الشعب بطوله وعرضه ويشير البعض منهم إن شهادتهم أمام المحاكم الشرعية غير معترف بها بل يعتبرون كفارا فكيف بممارسة الشعائر التي تدخل في جوقة المحظورات  الوضع القانوني للايزيديين فيما يتعلق بمعاملاتتهم الخاصةالايزيديون في سوريا ككل الايزيديين في الدول التي يتواجدون لايملكون أي حق لا من الناحية السياسة ولا من الناحية الدينية فمن الناحية الدينية يخضعون للمحاكم الشرعية الإسلامية دون إرادتهم  ولا يملكون محاكم  شرعية أو دينية خاصة بهم كما لا يسمح لهم أن يتبعوا المحاكم المدنية في قضاياهم الدينية كما في أوربا مثلا لذلك فأنهم في قضايا الزواج والطلاق وما يتعلق بذلك يخضعون للمحاكم الشرعية الإسلامية  بين مرجعية غائبة وحقوق سياسية مغيبة من يتحمل وزر ذلك مما أفادنا بها الباحث فرماز غريبو  بأن تعداد الايزيديين لايزيد عن 15000 (خمسة عشر الفا) والايزيدييون لم يسعوا في يوم من الايام بتشكيل كيان سياسي للدفاع عن حقوقهم، لان القانون السوري واضح جداً من هذه الناحية إذ لا يسمح لا بتشكيل أحزاب سياسية أو حتى جمعيات مدنية وثقافية إلا ضمن إطارات شديدة الحسابات  ، وكما تشاهدين وتقر أين في الصحافة فهناك أكثر من أربعة عشر حزب كردي غير مرخص في سوريا وان كان الأيزيديين ينتمون إلى الشعب الكردي من حيث مبدأ القومية فهم يعتبرون أو يمثلون أيضا أقلية دينية ليس في سوريا فقط وإنما في العالم بأجمعه ولديهم مرجعية دينية (مجلس روحاني) في مركز الديانة الايزيدية في شمال العراق يرأسها أمير الايزيدية في العالم السيد تحسين سعيد بك. والأيزيديين في سوريا يحترمون قرارات هذه المرجعية لكونها المرجعية الرسمية الوحيدة لهم في العالم.أما بالنسبة إلى مرجعية دينية للايزيديين في سوريا فتوجد الآن مبادرات ومحاولات لتشكيل مجلس أو لجنة خاصة بالايزيديين في سورية تمثلهم داخل سوريا وتكون مرتبطة طبعاً بالمجلس الروحاني الايزيدي الأعلى في شمال العراق.الايزيديون في سوريا لم يكن لهم أي تنظيم سياسي وليس لهم موقف سلبي من أي جهة حزبية أو نظام حكم  يعتبرون أنفسهم مواطنين سوريين وان جردوا من جنسيتهم السورية وهم  من الناحية القومية وكما قلنا سابقاً أكراداً اقحاح ومطالبهم هي أن يتمتعوا بالحقوق المدنية والثقافية و يسمح لهم بمزاولة شعائرهم الدينية علناً وان يسمح لأولادهم بدراسة مبادئ ديانتهم في المدارس وعلى جميع المستويات إضافة إلى الاعتراف بديانتهم دستوريا وتضمين حقوقهم كاملة.لا أظن بأن ايزيديي سوريا في داخل سوريا وفي خارجها أيضا يميلون إلى تيار سياسي معين ،ولا يريدون أيضا الانضمام إلى كيان سياسي معين أو مساندته وهذا الشيء يعود إلى أسباب عديدة مرتبطة بتاريخهم المرير والظلم الذي لاقوه من قبل الغير حتى في الخريطة السياسية الكردية بالرغم من التعداد الرقمي الكبير لعدد الأحزاب لا يوجد قيادي كردي واحد من الايزيديين .أكثر من رأي في قضايا ايزيدية شائكة إذن الأيزيدية هوية قائمة بذاتها ولها خصوصيتها التي تسعى مع طيف المجتمع الكبير أن يكون لها موطئ قدم وتستعيد مكانها في لوحة جميلة من فسيفساء التشكيلة السورية ولكن يلومون من كان السبب في تردي أوضاعهم وغيابهم أو تغييبهم, والحق يقال أنهم يحملون أنفسهم الغياب الكبير الآن في زمن تبدلت أشياء كثيرة وعلى صعيدهم الداخلي الخاص تتحمل مرجعياتهم بعض أزمات مجتمعهم فهي موجودة كمرجع روحاني وغائبة  لتصيغ معهم خرائط وخطوط  أخرى قد لا تكون من مهمتها فعل ذلك ولكن بما أن الواقع الايزيدي استثنائي فتكافل كل جهاتها كان ولا يزال مطلوبا على غرار أقليات كثيرة تتشابه معها ببعض الحلقات في زمان واحد وظروف متقاربة كل ذلك دعا المجتمع الايزيدي يتخبط هنا وهناك ليجد آلية عمل تبلور مطامحه وتطلباته وخياراته السياسية  شاء من شاء قضية الايزيديين هوية مغيبة وهي من مهمات النخب الثقافية والجيل الشاب الجديد وقوى المجتمع المدني للمطالبة ببديل حقيقي للواقع السلبي وهو إعادة رسم الخريطة ليكون الدين فيها لله والوطن للجميع  وتثبيت حقهم  في الدستور السوري والاعتراف بوجودهم قانونيا وكل ذلك مدعاة لتقوية اللحمة الوطنية  ً.(مراجع )الشكر الخاص للكاتب والباحث  الأستاذ فرماز غريبو الذي اعتبر المرجع الأول لهذه المعلومات كل الشكر لموقع  كانيا سبي وإدارة التحرير , وكل من ساهم معي نحو إنجاز بحث كانت حلقة صغيرة قدمتها  أثناء دراستي الجامعية في سعي لتطويرها ووضع اللمسات الأخيرة في الزمن القريب القادم  www.kaniya-sipi.de

MAS


ارسل تعليق

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.