حسني كدو : نوافذ كونية 12(سنين العار الثلاثة )

2014-03-02

النافذة الاولى : سوريا في بداية الثورة
مرحبا أصدقائي السوريون في الداخل والخارج وفي دول الاغتراب العربي والأوربي  ... وفي المخيمات .....مرحبا أينما كنتم ....وكيفما كنتم  ..هل عرفتموني  جيدا ؟ لي أسماء عديدة ، وهي تتغير كل 365 يوما .

 اسمي الأول كان  2011  وفيه و تحديدا في شهر أذار حيث الربيع  وتفتح الورود و الزهور والروائح العطرة ، وحيث عيد نيروز الكوردي ومطرقة كاوا الهسنكار ضد الطاغية  زهاك ، لقد زينت لكم  مصر وتونس واليمن الدروب  ، دروب الحرية والكرامة ، ألم تستوعبوا ما حدث لآباءكم ولأجدادكم في 1982 ؟، تذوقتم بعض من صنوف العذاب ،  بعض من القتل والتهجير والاعتقال والموت السريع والبطيء رغم حراككم السلمي لأكثر من ستة أشهر. ..لكنكم لم تستوعبوني جيدا ، وبقيتم على عنادكم وأوهامكم وما زينه لكم الآخرون من ديمقراطية و حرية وعدالة وتغيير للنظام .
 النافذة الثانية ، سوريا إلى أين       ؟
 ثم غيرت أسمي إلى   2012،  وما أدراك  ما 2012، لقد كان فريدا من نوعه ،عاما خرج فيه السوريين جميعا مطالبين بالتغيير والحرية والديمقراطية ، عاما كشف لنا المستور وزيف الشعارات البراقة لنظام المقاومة والممانعة ، عاما تحول فيه الجيش من جيش الوطن الى جيش للنظام ،عاما تحولت فيه الحكومات والشخصيات الى ادوات صرفة للنظام ، عاما ظهر لنا نفاق الأصدقاء قبل الأعداء ، عاما انقسم فيه السوريين الى كتائب وفرق وعصابات ، وكلها تطلق على انفسها اسماء طائفية بغيضة وغريبة على الثقافة السورية الحقيقية ، عاما خصبا للاعتقال الفكري والسياسي ، عاما قتل فيه الكثير من الأطفال والنساء ، عاما حدثت فيه مجازر مروعة ورهيبة ببصمة طائفية متعطشة  للدماء و نبش عار الأف السنين ،  لقد فتحت الحدود و الأبواب على مصراعيها ، وبدأت حروبا بالوكالة ،وجلبت  قذارات العالم كلها لتصب جام غضبها وكرهها للشعب السوري والوطن السوري بحجة اسقاط النظام و إحقاق الحق والعدالة والمساواة  والحرية

النافذة الثالثة :سوريا ثورة  ؟ أم الارهاب بعينه ؟
أما هذا العام ، فلقد سميت نفسي 2013،و كان عاما حافلا بامتياز ، و جعلت من سوريا دولة فاشلة ، وهبطت عليها جميع الكائنات الشريرة  ،  أمثال قندرانوف الأفغاني ، وعبد الرحمانوف الشيشاني  وابو صرميانوف الطاجيكي و كلبانوف القرقيزي  ،و أبو قتادة الافغاني وابو جدوف الليبي وابو قادر رحيم البلجيكي  ودلشاد الكردي وغيرهم ،ولمعت أسماء جديدة خبيثة في  جوهرها وعمقها لكنها تقية بظاهرها ككتائب الرحمن وجند الله والزبير وجند محمد وجبهة النصرة وكلها باسم الحفاظ على الدين وأهل السنة والجماعة حتى غدا (الله أكبر والبسملة  ) طقوسا لقطع رؤوس الأبرياء من المدونات والصحفيين والسائقين ، لقد اتيت لكم بثقافة الرذيلة ، وبمصاصي الدماء وقاطعي الرؤوس ، لقد أجريت تجارب كيميائية عليكم ، وسلطت عليكم داعش وماعش (ميليشيات ايران) وحالش (حزب الله ) وجميع أخواتها ، وما ادراك ما داعش  و ماعش وحالش ، جهل وغدر ومكر و قطع للرؤوس ، نكاح الجهاد ، فتوى استباحة الدم الكردي وماله وعرضه وكل مخالف للراي. لقد كنت عام التدخلات الخارجية ، عام أجهزة الاستخبارات العالمية  ، عام الحرب بالوكالة ،عام القتل الجماعي بجميع صنوف الاسلحة ،عام التصريحات النارية من القوى الكبرى ، عام الأحلام الوردية للشعب السوري ،وكله على حساب الدم السوري  ،والشعب السوري والكرامة السورية  ، و فيه أذقتكم العلقم والسم الرعاف ، و جعلت منكم حقلا للتجارب ،  بالسكود والبراميل المتفجرة و الكيماوي ،لقد  تم تجويعكم و تشريدكم ، وهدرت كرامتكم في المخيمات ، كل هذا حدث باسم الدفاع عن الوطن وباسم الشعب والحزب القائد، والعالم المتمدن يبث فيكم الهمم ويشحنكم ، وأنتم والنظام غير آبهين بالوطن وشعبه وماضون ومستمرون  في  القتل .
 

  . النافذ الرابعة.الصراع الاقليمي والحرب بالوكالة
ثم غيرت اسمي الى عام 2014 ، وفيه لاتزال البراميل المتفجرة تنهمر فوق رؤوس الناس الابرياء و البسطاء ، وتدمر  الحارات والمباني ، وفبه أيضا زين لكم القوى الكبرى الخلاص وحار الشعب السوري وبات بلا نصير ولا صديق وفي ، عام دخل فيه البراميل المتفجرة موسوعة غينس العالمية ،عام إختفت حارات بالكامل ، عام تغيرت فيه الادوار والملفات ،تم استبدال دول بدول أخرى ،عام تم فيه خروج مصر من قائمة الزعامة العربية تاركة السعودية وحدها ، الأمر الذي  ترك الباب مفتوحا مع القوى الاقليمية الاخرى للتدخل في شؤون سوريا ، عاما تم فيه ابراز شخصيات جديدة وعام  اصدارات جديدة وهياكل جديدة لرعاع جدد ، عام تشترى فيه الأقلام والشخصيات و لمن يدفع أكثر ، أايضا عاما تفاءل فيه السوريين وتنفسوا الصعداء بجنيف 2 وعلقوا عليه أمالا عظيمة ، ولكنه لم يدم طويلا حيث عاد ما يسمى  بممثلي الشعب بخفي حنين واستمر القتل والتدمير والاعتقال والسجن .
النافذة الخامسة : الغضب والعبرة .

لقد كانت هذه الأعوام كلها كارثية و مميزة ،ولكنها لعنة  حطت عليكم ..... نعم لقد قسوت عليكم كثيرا هذه السنة  أيضا ، لم أستطع أن ارفض الأغراء و أوامر الكبار ، الأمريكان ، الروس ، الصين ، والأقزام ... ايران ...تركيا ...حزب الله  وغيرهم  ، حتى  جيرانكم وإخوانكم في الدم والدين خذلوكم ، لا  أصدقاء لكم .
أما أنتم ايتها الأمهات العزيزات ، لقد صعبتم علي كثيرا ، لقد فقدتن فلذات أكبادكن  وفقدتن أزاوجكن و أصبحتم أرامل  أما أنتم ايها الزغاريد ....لقد فقدتم أباكم وأمهاتكم و أصبحتم عرضة لجور الزمان وغدره ....اه  منكم  أيها الصغار ،  البعض منكم فقد كل أهله ، والبعض منكم فقد الوطن وأصبح نازحا ، لقد فقدتم الكرامة على يد نظاما كنتم عونا ودعما وسندا له ...!  كيف تجرأتم وطلبتم حريتكم ؟ ألستم أن تم الذين بصمتم بالدم للأسد و إلى الأبد ..... !
غدا وبعد اياما قليلة  سيمضي ثلاث سنوات من العار على النظام السوري والإنسانية جمعاء وسيأتي  اسما عالميا جديدا ، وتنسوا ما قام به أعدائكم 2011و2012و 2013 و2014 ماذا تريدونني أن أفعل بكم أكثر  ....عليكم أن تفرحوا وتشكروا أسمائي كلها و النظام ....عدد سكان سوريا انخفض إلى النصف ، أبنيتكم العثة كلها دمرت و ستبنى من جديد ، أسلاك الكهرباء المكشوفة كلها اختفت وبيعت في تركيا كما المصانع والمعامل ، السيارات القديمة الصغيرة  اختفت بفضل مفجريها ،الشوراع القديمة كلها نسفت .... جميع صنوف الأسلحة جربت وتلفت ...لكننا .سنشتري اسلحة  جديدة وأكثر فتكا وتدميرا ومن جهدكم  ....الأسلحة الكيميائية سحبت وستتلف ...المطارات والدوائر الحكومية كلها ستبنى من جديد .....سأنظف البلاد و العباد ...وستنعمون بالرخاء وبالرفاهية  والحياة العصرية من جديد ، وسنجري انتخابات نزيهة وديمقراطية على طرازنا الخاص .
النافذة السادسة  :  الأمل والدعاء
لكن الله في السماء يسمع بكاء  الأطفال اليتامى ، ودعاء الثكالى ....الملائكة تبكي لبكاءهم ،العالم أصبح مجردا من الضمير ، تسمرت ووقفت حائرا ....ماذا أفعل بكم أكثر مما فعلت  ....لدي الكثير الكثير ، دهائي لا حدود له ...قوتي و جبروتي لا تطاق و لم أستخدمه يعد !
لكن قبل كل هذا ،عليكم ان تسمعوا كلامي جيدا  ،و إياكم أن تسكتوا عن الحق من الآن وصاعدا ، وأن تكونوا كالقطيع  وتسجدوا لغير الله ....أمامكم أياما و أشهرا صعبة وقد تكون سنينا صعبة و طويلة .... عليكم أن تتحدوا جميعا  عربا ، كردا ، مسلمين و مسيحين ضد الظالمين  الذي استباحوا  كل شي ..وضد المتاجرين بالدين ...وضد الارهابب .....عليكم أن تطهروا أنفسكم من شرور أعمالكم ومن النظام و زبانيته ...و من اهل الفتن وعليكم ان  تصفوا نيتكم وقلوبكم ، و أن تفكروا فكر سوري وطني واحد ، لا يفرق بسبب الدين أو العرق أو الطائفة .. عليكم طرد الكائنات الغريبة التي هبطت من كواكب غريبة  وبعيدة ،.عليكم الوقوف صفا واحدا ضد أمراء الحروب بكافة مسمياتها لأنهم ساهموا بدماركم وبإطالة معاناتكم ، لا تفرقوا بين بعضكم البعض . ...هبوا الناس حقوقهم  كاملة و أعيدوا لهم كرامتهم ...وكفاكم تجارة باسم الدين تارة  ،وباسم العروبة تارة  ،وباسم الحزب القائد تارة وباسم القائد الخالد تارة، وباسم الممانعة والصمود تارة أخرى.

أما انتم  أخوتي وأخواتي وابناء جلدتي ، أحفاد ميديا وكردوخ ، أحفاد كاوا  الهسنكار، أحفاد صلاح الدين ...وبرزان و قاسملو وأوجلان وأبطال روشافا و.في كل جزء من أجزاء كردستان ... و في روشافا بالتحديد ...يكاد صبر الكردي  أن ينفذ....إلى متى ستبقون هكذا غير متحدين ومتضعضين ، إلى متى ستتصرفون بردات الفعل ....إلى متى سيبقى قراركم ارتجاليا وبأيدي الغير .....إلى متى سيبقى مصلحة أحزابكم فوق مصلحة الشعب والوطن والحقوق؟ ألم تستوعبوا كل هذه الدروس ، الانفال ، الكيماوي ، مهاباد وقبلها ديرسيم واكري وسعيد بيران ....و انتفاضة قامشلوا....و شهداء روشافا ،على الأقل وحدوا مطالبكم  في هذه المرحلة المصيرية التي لن تأتي قبل قرن أخر من الزمن .
واليوم تتكالب المؤامرات من جميع القوى المحيطة بكم  للنيل منكم  وضربكم ببعضكم البعض وذلك عبر سياسة فرق تسد، وتفضيل فصيل على آخر ، وبالمقابل تتصالح نفس هذه القوى في عدة محاور ومناطق ، بينما نحن الكرد نجتمع للطعن بذاك الفصيل  وما يقوم به أو بهذا الفصيل وما يقوم به...استفيقوا قبل فوات الأوان

حسني كدو
28 -2-2012