ابراهيم اليوسف : مجزرة كيمياء الغوطتين من وراء ارتكابها حقا ..؟

2013-08-22

  بعيد مجزرة حلبجة -16-18 آذار 1988 - كان هناك كثيرون يواجهوننا، مشككين - ليس بحدوث المجزرة فقط - والتي استطاع الكرد، لأول مرة، في تاريخهم الاستعانة بالصورة الإلكترونية التي وزعتها الفضائيات - ولو متأخرا - عن طريق مصورصحفي سجل التارخ اسمه - لإدانة قاتلهم ، الموصوف، وشرح مدى مأساتهم، و تبيان درجة الحقد الإبادوي، بحقهم،

وهوحقد بعثي، صرف، وصرنا نتداول "شريط الفي ديو "" بالأسود "ولا أقول" بالأسود والأبيض "في مشارق الأرض، ومغاربها، في جلسات خاصة، أوعامة، لنتابع بعض ما تمت أرشفته، وإنه لولا التوثيق، لترجحت كفة من جادلنا بأنها مجرد "هولوكوست كردي" بل لأن هناك من لايزال يردد ذلك، حيث ثمة من برأ صدام من ارتكابها، وإن كان علي الكيماوي سيقول متبجحا لمن سيسأله عن سبب ارتكاب أم مجازر "الأبارتايد" بحق الشعب الكردي الأعزل: "أوتريدوننا نرميهم بالتفاح ..".

 

و يبدو أن نظام السفاح صدام حسين كان "أكثرجرأة" - وربما نتيجة طبيعة المرحلة، في ظل وجود بقاء القطبين العالميين، وطبيعة المعادلة الدولية، المهيمنة - آنذاك - كان "أكثرجرأة"، في تبني "فعلته" جريمته، من نظام الأسد - الشطرالبعثي الثاني في جزئه السوري، الذي نفى مصدره العسكري الجريمة التي يبدو أنه حبكها - جيدا - كما يتوهم، واستغل مقدم لجنة المفتشين، ليجد في تواجدها ذريعة - وهوتصور ساذج - كي يبرىء نفسه من ارتكابها - وأنى له ذلك .. -؟ لاسيما وأن بعض أدواته من التكفيريين - وهم من صنيعته - قد دخلوا على الخط، رامين له حبل النجاة، كما هوشأن أبعاض قطاع الطرق، الذين يشوهون الصورة الحقيقية - للجيش الحر المدافع عن مدنه وأهله لا المنخرط في غزو الكرد وإجهاض الثورة والتهرب من مهماتها واختلاق الفتن مع شركاء المكان ومع إمكان وكل أهله أصلا - في الوقت الذي استعصى عليه مكان المجزرة، حاضنة ثوارالغوطة، وهو ما لن يفلح فيه النظام، وذلك لأن الاستسلام لذاكرة ديكارت الرومانسية، أو عدم الاستسلام لها، لايغيران من الحقيقة الدامغة في تنفيذ النظام لمخططه، عن سبق إصرار وتصميم، ولايمكن لمن يرتكب جريمة كبرى، على مساحة جغرافية أوسع من مساحة حلبجة الشهيدة، وضد منطقة تحتضن قوى عسكرية استعصت عليه، إلا أن يكون هو، تحديدا، وراءها: روحا روحا، فردا فردا، طفلا طفلا، امرأة امرأة، شيخا شيخا، شابا شابا، أسرة أسرة ، و قادمات الأيام ستكتشف ذلك، ورجائي، من كل من يعنيه شأن إسقاط النظام، عدم التورط في تبرئة ذمته، وإلقاء الكلام على عواهنه، لهذا السبب أو ذاك، لأن هذه هي ثاني أكبرجريمة، أو ثاني أكبرلطخة - بعد مجزرة / لطخة حلبجة - في تاريخ وجبين العالم ...... كله ..!

 

وكما استطاعت حلبجة، تلك المدينة الكردية الجبلية، الوادعة، الجميلة، أن تعرف العالم ب "الكردي" وكان هناك - آنذاك - بقايا "النخوة العالمية"، وهاهي ذي الآن محررة، يعيش أبناؤها، في ذاكرة وطنهم، وشعبهم، بينما راح صدام وزبانيته، إلى "مزابل التاريخ"، الموطن الطبيعي، للفكرالذي انطلق منه، فإن مجزرة الغوطتين - وهي ضمن سلسلة طويلة من المجازر السورية التي تمت أمام أعين وضمائر العالم الجبان، والأسرة الدولية، المتخاذلة، كاملة، ستظل وصمة عار، على جبين النظام القاتل، وكل من يؤازرونه، في العالم، وإن سوريا - برمتها - والمدن التي فجعت بكل هذا السيل من دماء وأرواح أبنائها، لابد أن تستعيد كرامتها، وحريتها، كي يعود شهداؤها إلى الحياة، ويمضي القتلة إلى المصير، ذاته، الذي آل إليه شريكهم الكيميائي - الأول في المنطقة - كي يكون ذلك درسا جديدا لكل أشرارالبسيطة جمعاء

 
 
 
 
 


ارسل تعليق

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.