الاستاذ مصطفى مشايخ ليكيتي ميديا: حزبنا يرفض سياسات التخندق والاصطفاف فى المحاور الإقليمية الكردستانية اقتراحات للحل

2013-07-28

يكيتي ميديا ​​اعداد و حوار: زارا سيدا و آشتي قامشلو 2013-07 - 27

 
- ما تزال الحركة الكردية في سوريا تقبل أن يتم التعامل معها بمنطق الوصاية الكردستانية عليها، وهي تنقسم بين هذه المحاور في الوقت الذي يدفع الشعب الكردي فاتورة تضارب المصالح هذه، ليكون الخاسر الأكبر في معادلة التضارب هو القضية الكردية، وحزبكم الوحدة أصبح جزء أساسي من هذه المعادلة على نقض أهداف التكوين، هل ستتمكنون من تغليب المصلحة القومية على الحزبية؟
 
بداية من موقعي كنائب سكرتير حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا / يكيتي / أتقدم بالشكر لإدارة موقع "يكيتي ميديا" وقرائه على إتاحة هذه الفرصة للتعبير عن وجهة نظرنا في مجمل الأوضاع التي تمر بها بلادنا سوريا الجريحة، وشعبنا الكردي الذي يتعرض لهجمة شرسة من لدن قوى الظلام والجهالة في مناطقه.
 
ج 1: تأكيدا على مقررات مؤتمرنا الاعتيادي السابع الذي عقد أواخر شباط الماضي، نحن في حزب الوحدة الديمقراطي نرفض سياسات التخندق والاصطفاف في المحاور الكردستانية أو الإقليمية ولا نرضى أن تصبح قضيتنا ورقة مساومة في اللعبة السياسية، وذلك حرصا منا على مصلحة شعبنا الكردي في كل جزء، لأن كردستان مجزأة أرضا وشعبا - خارج إرادتنا نحن الكرد - بين حدود أربع دول هي سوريا، تركيا، إيران والعراق، ونرى بأن الحركة الكردية في كل جزء هي المسؤولة وصاحبة القرار الأولى في رسم سياسة ومستقبل وشكل حل القضية في جزئها وفق ما تراه مناسبة مع واقعها ومنسجمة مع ظروفها.
 
طبعا، هذا الأمر لا يعني أبدا التقليل من شأن وحجم وأهمية العلاقات الكردستانية المبنية على أساس من الاحترام المتبادل وبما يخدم القضية العادلة للشعب الكردي في عموم أجزاء كردستان.
 
لا نرى من حقنا أن نتدخل في رسم سياسة أخوتنا كرد كردستان الشمالية أو الشرقية أو الجنوبية، كما لا نرى من حقهم أن يرسموا سياساتنا وشكل الحل في هذا الجزء من كردستان، بل نرى بضرورة أن تكون الحركة الكردية في كل جزء من كردستان حليفا قويا وعمقا استراتيجيا للأجزاء الأخرى.
 
كما هو معروف أن نضالنا في هذا الجزء هو نضال سلمي، ننبذ العنف والإرهاب ونؤمن بحل القضايا عبر طاولة الحوار، وسنبقى نعمل في هذا الإطار صادقين مع مقرراتنا وطروحاتنا التي تقتضي بتغليب التناقض الرئيسي على سواه من التناقضات وتوجيه طاقات شعبنا نحو الجهات التي تتنكر لوجودنا وحقوقنا وتمارس السياسة الشوفينية بحقه، ونحن نسعى على الدوام في إعلامنا المركزي والممارسة العملية على تكريس خطاب عقلاني هادئ بعيد عن التجييش ودغدغة المشاعر والعواطف، والابتعاد عن التسرع والارتجالية في المواقف، وعدم التعامل في السياسة على مبدأ ردود الأفعال التي غالبا ما تنعكس سلبا على قضية شعبنا.
 
- يعرف عن حزبكم في الشارع الكردي بأنه حليف لحزب ( PYD ) الذي يجر المنطقة حسب رأي العديد من المثقفين إلى صراعات هامشية، ويمارس (إرهاب دولة) بحق النشطاء السياسيين والمختلفين معه في الرأي وبعض ممارساته تكاد أو وصلت غلى حدود خلق صراع كردي - كردي خاصة بعد مجزرة عامودا، لماذا تتخذون موقف المتفرج من هذه الخروقات والممارسات مكتفين بموقف الحياد السلبي؟
 
أولا من خلال معايشتنا للواقع، ولقاءاتنا مع العديد من أصحاب الرأي والمثقفين المستقلين والفعاليات المجتمعية الأخرى، لا نراهم يصنفون حزبنا كما تصنفونه أنتم! بل يرون صواب سياسته المبنية على المصلحة القومية والوطنية.
 
وأن مقولة ممارسة حزب الاتحاد الديمقراطي بما أسميتموه ب "إرهاب دولة" هي تسمية خاطئة لأن (إرهاب دولة) هو الإرهاب الذي تمارسه الدول بحق فئة أو مجموعة أو طائفة معينة. إن حلفاءنا هم أحزاب المجلس الوطني الكردي بل أكثر من حلفاء، لأننا من رحم تنظيم واحد، أما حزب الاتحاد الديمقراطي هم أخوتنا في الدم وشركاؤنا في الأرض، ولنا تمثيل واحد هي "الهيئة الكردية العليا" ومن جهة أخرى، وللعلم فأن ​​حزبنا معترض ومتحفظ على العديد من السياسات وسلوكيات حزب الاتحاد الديمقراطي، وقد طرحنا لهم وجهة نظرنا وموقف حزبنا الثابت في أكثر من لقاء وجها لوجه وليس في الخفاء.
 
ثم أن اتهام حزبنا بأنه يتخذ موقع المتفرج من الأحداث، ليس صحيحا، لأن موقفنا واضح في جريدته المركزية وإعلامه، ولم نتخذ موقف الحياد. إننا نرى بأن الثورة السورية التي كانت سلمية في بداياتها ثم أخذت منحى آخر نحو التسلح بفعل تجاهل المجتمع الدولي ومؤثرات دول الجوار ودفع خفي من جانب النظام الأمني ​​- الاستبدادي الفاقد للشرعية، هذه الثورة التي نحن جزء منها، قد خلقت فرصة جيدة لشعبنا الكردي لكسر أصفاد وقيود الظلم والاضطهاد التي تكبله، وفتحت آفاقا رحبة لنيل حقوقه القومية المشروعة، ورفع الغبن عنه، وفرت فرصة تاريخية يجب عدم تفويتها، وهذا لا يمكن أن يتم - حسب رأينا - بدون وحدة الصف الوطني الكردي على الرغم من الاختلاف في العديد من الرؤى والتوجهات بين أطراف مكوناتها ، من هنا فقد سارعنا مع أشقائنا في تشكيل المجلس الوطني الكردي لأنه كان استجابة لمطلب وحدة الصفوف وتشكيل مرجعية كردية نادى بها حزبنا منذ حوالي عشرين عاما وجعله شعارا مركزيا له، ومن ثم تم تشكيل الهيئة الكردية العليا التي ضمت أعضاءا من مجلس الشعب لغرب كردستان والمجلس الوطني الكردي في سوريا بمباركة ورعاية من رئاسة إقليم كردستان العراق لتكون ممثلية لكرد سوريا وعنوانا لوحدته، وذلك في ظل وجود مساحة من الحرية في الاختلاف في إطار الوحدة.
 
أما عن الأعمال الدموية التي جرت في مدينة عامودا على أيدي قوات الحماية الشعبية والأسايش وأودت بحياة ستة مواطنين عزل خرجوا في تظاهرة سلمية وجرح العشرات، فكانت موضع إدانة حزبنا، وطالبنا بمحاسبة وامتثال الجناة الذين أعطوا أوامر القتل أمام محكمة مهنية مختصة كي لا تتكرر المأساة التي حصلت في عامودا مرة أخرى، وأكد البلاغ الصادر عن الهيئة القيادية لحزبنا مؤخرا على هذا الموقف والتوجه، وقد اعتذرت قيادة وحدات حماية الشعب على لسان السيد آلدار خليل عن تلك الجريمة مؤخرا، ونرى ذلك بادرة جيدة. لكننا في الوقت عينه نرفض تجييش المشاعر الكردية التي قد تؤدي إلى نشوب اقتتال كردي - كردي يحمل المخاطر الجسيمة على قضية شعبنا ونؤكد على ضرورة التحلي باليقظة وتطويق الخلاف وحلها بالحوار، والابتعاد عن ممارسة العنف السياسي والعسكري والإعلامي، والعمل على إشاعة الأجواء الأخوية في الشارع الكردي ونزع فتيل التشنجات والتوترات التي يعول عليها أعداء شعبنا ولا تخدم قضيتنا، ولنبتعد ما أمكن عن اجتراح البطولات المجانية والارتجالية بحق بعضنا البعض فهي مرفوضة ومدانة من أية جهة صدرت، وليكن خطابنا خطابا حكيما موجها إلى العقل والمنطق.
 
- تل أبيض أول مدينة كردية في سوريا يتم فيها تهجير جماعي للشعب الكردي - أبناء المدينة منها ويستباح فيها الدم والمال الكردي، اكتفى المجلس الكردي بإصدار بيان مقتضب عنها إلى متى يبقى الشعب الكردي رهين عجز المجلس الكردي وأجندات ال ( PYD )؟
 
إن ما يحدث الآن من تحريض وتجييش لمشاعر البغضاء بحق الكرد وتطويق مناطقهم واقتحام بلدة تل أبيض من قبل قوى التكفير والظلام هو جريمة بحق الإنسانية يقف وراءها ويتحملها مسؤوليتها النظام وقوى إقليمية لا تريد الخير لشعبنا، وكان يجب أن تتم إدانة هذه الأعمال البربرية علنا ​​من قبل كافة أحزاب وأطر المعارضة السورية - شركائنا في الوطن والمصير - وأن يسارع الجيش الحر إلى حماية المدنيين الكرد من التنكيل والتهجير، وهم يتحملون مسؤولية موقفهم هذا أمام الشعب السوري مستقبلا.
 
أما عن مسألة الاكتفاء بالبيانات من جانب المجلس الوطني الكردي، فمعلوم بأن المجلس الوطني الكردي لا يمتلك جيشا لمواجهة هذه الهجمة الظالمة، لكن أهلنا في تل أبيض بشيبها وشبابها، وبما يمتلكون من قوة وإرادة، قد دافعوا عن بلدتهم وسقطوا شهداء وجرحى دفاعا عنها، ولا تزال تقاتل ببسالة. لكن يجب الاعتراف بأن القوة الغازية تمتلك إمكانيات كبيرة من دبابات وراجمات وأسلحة رشاشة متطورة، لأنها مدعومة بقوة من الجهات الإقليمية التي تريد تدمير مناطق الكرد وإثارة العنف بين أبنائها، إلا أننا متفائلون بالنصر، لأن الكرد يدافعون عن وجودهم في وجه قوى الشر الغازية، ولأنهم أصحاب حق.
 
 - فشلت المعارضة العربية السورية في تقديم رؤى وطنية تطمئن المكونات السورية، كما فشل الكرد في توحيد صفوفهم وتقديم رؤى جامعة وطنية وكردية، إلى أي مدى تتفق مع من يقول بخرافة وحدة الشعب السوري وخرافة وحدة الدم الكردي؟
 
نعم، فشلت المعارضة السورية حتى الآن للأسف في توحيد صفوفها ولم تقدم برنامجا واضحا ورؤية مستقبلية لسوريا الغد، ولكن من وجهة نظرنا والتي أكدنا عليها أكثر من مرة في حزبنا، إن توحيد أطر المعارضة تحت أي مسمى كان والسير على هدي برنامج عمل لبناء سوريا ديمقراطية برلمانية تعددية لامركزية يعترف بالوجود القومي للشعب الكردي دستوريا وحل قضيته القومية وفق العهود والمواثيق الدولية هو المقدمة والخطوة الأولى على الطريق الصحيح، ولا نعتقد ذلك وهما أو ضربا من الخيال، كما أن وحدة الصف الكردي ممكن إذا ما توفرت الإرادة المشتركة والركون إلى المصلحة القومية الكردية، ونعتقد بأنها قادمة لامحالة، لأنها ضرورة تاريخية.
 
 - هناك حديث مرافق للعمل من أجل انعقاد مؤتمر قومي كردستاني أنتم غائبين عن تحضيراته الأولية، هل يعول حزب الوحدة على هذا المؤتمر؟
 
نعم، إن عقد مؤتمر قومي كردي هو مطلب هام وحيوي، خصوصا في هذه المرحلة التي تمر بها المنطقة. وعلى الرغم من تغييب حزبنا عن المشاركة في لجنته التحضيرية، إلا أننا نتطلع إليه بكل تفاؤل وأمل إذا أدى الرسالة المطلوبة منه، نرى أن تقوم اللجنة التحضيرية بتوجيه الدعوى إلى كل الدول ذات التأثير والأهمية والمنظمات الدولية والحقوقية العالمية للمشاركة فيه والعمل على جعله مهرجانا عالميا للتضامن مع القضية الكردية ولتبيان الوجه الديمقراطي السلمي الحضاري للحركة الكردستانية المناهضة للعنف والإرهاب والمطالبة بحل قضية الشعب الكردي حلا ديمقراطيا عادلا، وتشكيل لجان وهيئات لتوحيد الخطاب الكردي والضغط باتجاه حل قضية شعب يزيد تعداده عن ال 40 مليون إنسان محروم من حقوقه القومية والإنسانية.
 
 - أنتم كحزب الوحدة هل هناك نية للتقارب مع أي حزب في ظل العمليات الوحدوية الجارية الآن بين بعض الأحزاب الكردية وأي من الأحزاب ترون قريبة منكم في التوجه الوحدوي؟
 
إن عمليات التوحيد بين الأحزاب الكردية هي خطوة مباركة بدون شك، وينبغي أن تكون نابعة من إيمان الأطراف المتحدة لأهمية الوحدة، ولا نرغب أن تكون بدوافع آنية أو بتأثير من عوامل معينة قد تفشل بزوال تلك المؤثرات. ولاشك أن التشتت المرضي الذي تعانيه حركتنا هي إحدى عوامل تلكؤنا السياسي، ونحن في حزب الوحدة الديمقراطي من دعاة ومن المناضلين من أجل وحدة الصف الكردي، والسير نحو تحقيق أهداف شعبنا بخطى ثابتة على هدي برنامج سياسي واضح، وأننا سوف نناقش في قيادة الحزب أي طلب أو رغبة من الأحزاب الشقيقة التي ترى نفسها قريبة من توجهات وآراء حزبنا وتؤمن بالوحدة التنظيمية بروح من المسؤولية.
 
ختاما، أكرر شكري لموقعكم الموقر على هذا اللقاء للتواصل مع أبناء وبنات شعبنا الصامد ودمتم.
 
 


ارسل تعليق

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.