إدريس سالم : استوطنيني

أقفُ أمامَ وقوبِ الشمس
مُشاهِداً وقوبَ القمرِ خلفَ السحابات
مُتفكّراً بوجهك القمْراءِ الثمراء
بأواذيّك التي تشدُّني إليك
مثلما يشدُّ الرضيعُ نهدَ أمّه
مُتفائِلاً معك بما أتى، وسيأتي،
ومُستأنِساً بذكرى الاتصال الأوّل
 
أستفيقُ ليلاً
كَوَاهٍ وَهَتْ قوّتُه
مُضيّعاً كلّ الجهات
مُفكّراً بمُلْهِمتي، وهِبتي
بتلك الفارهةِ التي تستوطنُني في مَجادلِها،
وتسقيني من ماء مَلاءتها
 
هائِمتي:
ماذا فعلْتِ بهذا الهَيْمَان؟
لقد أصبحْتُ مَسبوتاً
شجويّاً
جَذْلاناً
مُهوّساً
مُتسوّلاً،
ومُلْتاعاً الْتاعَني كلُّ شيءٍ فيك
 
استوطنيني..
مُستحسِرٌ لا مَوْطِنَ لي
ترجميني..
مُحتلمٌ مليءٌ بالألغاز
وما من شيءٍ يريّحُني سواك
اجمعيني..
شتيتٌ شتتتني شَتوةُ السنين
سطّري عني ما تريدين
سرمديٌّ بحبي لك
اجعليني كاملاً
نصفُ إلهٍ يبحثُ عن نصف إلهه الآخر فيك
فأنتِ إلهي، وأنا إلهُك
فاستوطنيني..
 
أهانوني..
أهانوني الأنبياءُ، وأتباعُ الأنبياء
لأنّهم مَنعوني من سَكرة الخمر 
من أنْ تتجذّرَ شفتاي في شفتيك،
ويتوحّدَ صوتي مع صوتك،
وأراك حاسراً في مُخيلتي
 
إنْ كانَ النساءُ يعجبْنَ بتفاصيلٍ صغيرةٍ من جسد الرجال
فأنا أعشقُ كلَّ تفاصيلِ جسدِ النساء
فاستوطنيني، وأركديني في كلّ تفاصيلك
 
انتهت القصيدة
 

 



ارسل تعليق

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.