تبرز بين الحين والاخر ...جدلية العلاقة بين الرجل والمرأة لتطفو على سطح المجتمع معلنة بذلك تساؤلات عدة ...حول اشكالية الواجبات والحقوق المتبادلة .....وموضوع السيادة ( قوامة الرجل ) ....ومدى الصلاحيات الاجتماعية والشرعية والقانونية ( الممنوحة ) شرعا وقانونا وعرفا للرجل دون المرأة ...مما يعطي للموضوع ابعادا دينية واجتماعية وثقافية عديدة ...

وقدلا نبالغ في القول اذا ما قلنا بأن المجتمع الشرقي يحتاج الى ثورة فكرية عارمة لتحقيق الانقلاب المطلوب لاسقاط مجموعة من المفاهيم الاجتماعية المتوراثة ابا عن جد ..... دونما تمحيص اونظر ....والا فمن العبث ان يتم النظر الى جزئيات المشهد الاجتماعي ومحاولة اقتطاع حوادث بعينها لغرض حلها ... فالمشكلة بحاجة الى حلول جذرية معمقة تبدأمن الاساس النظري المفاهيمي اولا ...ومحاولة تأسيس قاعدة فكرية اجتماعية رصينة خالية من شوائب العرف والقبيلة ..نزولا الى مسرح التطبيق العملي....او النموذج التطبيقي المبتغى ...ولعل من أبرز نقاط الضعف والتي تحتاج الى وقفة طويلة لعلاجها ...هي غياب الفهم المتكامل من قبل الرجل للمرأة في مجتمعاتنا الشرقية ....

ودور كل منهما في المجتمع فما يعاب على الذكر الشرقي عموما انه لا يمتلك تصورا واضحا حول طبيعة الانثى النفسية عامة والعاطفية خاصة ...(اذا احرزنا وجود مثل هذا التصور بطبيعة الحال) .....وكنتيجة طبيعية لهذه المقدمة الناقصة ينتج عن ذلك العديد من المشاكل الاجتماعية التي نسمع بها او نقرأ عنها او قد نعايشها في بعض الاحيان ...ولهذا نجد بأن الكتلة الانثوية بقيت مهمشة وتابعة للغير في برلمان المجتمع الشرقي الذكوري – اذا صح التعبير – وعلى طول الخط .....وما يبنى على هذا الفهم الغير متكامل أو الخاطيء من عملية توزيع للادوار الاجتماعية تبعا لذلك .... ومقدار التحكم ( المطلق ) و ( اللامحدود ) من قبل الرجل بالمرأة .....على الرغم من الدين الاسلامي قد كفل لنا هذا الامر ...الا ان المشكلة تكمن في ان التراث القبلي والعشائري قد طغى وبكل ملابساته وتعقيداته على العقلية الشرقية عامة والعرية خاصة ....بحيث صارت المرجعية الحاكمةهنا في ما يصدر من سلوكيات اجتماعية من افراد المجتمع هي القبيلة واعرافها ليس الا وما قضية ( جرائم الشرف ) التي تثار بين حين واخر الا دليل عملي على ذلك ..... والحقيقة اننا بحاجةاولا الى الجرأة الكافية لبناء عملية اعادة تقييم شاملة في منظومة المفاهيم الاجتماعية الخاطئة ولكي نرسم بعد ذلك الخطوط الصحيحة للمسار المطلوب في تسيير العلاقة بين الرجل والمرأة........