لقاء مع عبدالرزاق التمو عضو مكتب العلاقات العامة لتيار المستقبل الكوردي اجرى اللقاء المحامي حسن برو : كلنا شركاء

2013-06-15

يتميز هذا اللقاء بأنه  مع اخو شهيد الثورة السورية في القامشلي  في 7/10/2011المرحوم مشعل التمو  مؤسس تيار المستقبل الذي اغتيل وقتها على أيدي أجهزة النظام وعملائه ( بحسب بيان الذي صدر وقتها ) ،  إلا أن  ذلك لم يمنع أفراد عائلته التمو من الانخراط في الثورة  بكل تفاصيلها ، وبالاستناد إلى الفهم السياسي للأمور  كان تيار مشعل التمو فاعلاً في الأرض أيضاً فانخرط في الثورة مع القوى الشبابية بينما بقيت الكثير من الأحزاب بعيده عن ذلك الفعل  الجماهيري الذي خلق الثورة السورية الآن ، مما جعل الكثير من الكورد  يطرح اكثر من علامة استفهام عن تيار المستقبل  نطرحها من خلال هذه الأسئلة على الصيدلاني عبدالرزاق التمو والذي  يقول عن نفسه  بأنه (  احد افراد الشعب السوري الثأر من سكان قامشلو, عضو مكتب علاقات عامة في تيار المستقبل الكوردي , وكان له الشرف ان يكون من بين اول المعتقلين في الثورة السورية بتاريخ 16-3-2011 من امام وزارة الداخلية في دمشق ) .

1-هل  لدا  تيار المستقبل كتائب مسلحة ضمن تشكيلات الجيش الحر ؟
- أننا نزعم بأننا نتمتع بصفة الفعل والعمل وليس الذوبان في النوم , وعندما انخرطنا في  الثورة السورية ومنذ بدايتها, كان لدينا  قناعة وأراء وهدف محدد نسعي إلى تجسيده , وهو إنهاء الاستبداد وبناء دولة مدنية , وباننا كورد  نعيش في سورية, ولكننا لسنا عربا . وأن قناعتنا بالفعل الميداني , تنطلق من تأسيسنا النظري له , بل وتستند إلى فهمنا السياسي لبديهيات العمل المدني وضرورة تصعيده ليتوافق مع ما قدمه الشعب الكوردي في سوريا من تضحيات وعلى مر تاريخه , وخاصة انتفاضة آذار وما خلفته من تغير في الفكر والفعل السياسي الشعبي , ولعله من المفيد التذكير بأننا شركاء فاعلين في الثورة السورية ومعركة التحرير وعلى جميع الاصعدة.
2- كيف تنظر إلى محاصرة عفرين  من قبل كتائب الجيش الحر على اختلاف تسمياتها؟
- ما نراها من محاصرة المدنين في مناطق عديدة قد يكون أهمها عفرين هو نتاج صراع بين إطراف تبحث عن كبش فداء تحمله وزر بؤسها ونفاقها القوموي أو الإيديولوجي والتي تبحث عن وجودها بعد عقود من الفشل والإخفاق في تحقيق أي من شعاراتها الأصولي.
إننا في تيار المستقبل الكوردي في سوريا نرى بان المسالة ليست في الصراع الدائر حاليا بين بعض فصائل الجيش الحر وحزب الاتحاد الديمقراطي الكوردي والذي يعتبر نتاج مشكلة تكمن في كوامن العقل الباطن للطرفين الفردي أو القبلي أو لأقل العنصري وهذا المحرك الغريزي يطفو مع كل إشارة أو ظاهرة أو موقف وإنما تكمن المأساة في العقل الذي أنتجها وما تتركه من آثار اجتماعية خطيرة قد تؤدي إلى تهديد مباشر لحياة الكثير من المدنيين العزل وتهدد التركيبة المجتمعية للشعب السوري بالتفكك والانحسار ضمن دوائر قومية اوطائفية أو دينية .
لذا فاننا نرى ان على جميع الإطراف المتنازعة إلى الانسحاب وفك الحصار عن عفرين والسماح بدخول المساعدات الاغاثية والطبية للمدنين ونطلب من الطرفين العمل وفق المصلحة العليا للشعب السوري بشكل عام والرجوع والتصالح مع المجتمع والابتعاد عن التفكير العقائدي تجاه الأخر المختلف والمتمايز قوميا اودينيا بحكم انتهاء فعالية هذا النوع من التعامل .
3- لستم متفقين مع المجلس الوطني الكوردي  ولا مجلس غربي كوردستان اللذان يمثلان غالبية الأكراد ….فما هو موقعكم إذاً ؟
-ان حركة شعب لا يمكن اختزالها بالأحزاب بهذا الخصوص اوكد ان المجلس الوطني الكوردي كان أمنية لكل كوردي و امنية لنا أيضا , نحن ندعم هذا المسعى ليس فقط لانه سيوحد الأحزاب, بل لان من ضرورات المرحلة ان يكون قرار الشعب الكوردي ليس مقتصرا على الاحزاب وانما للشعب. ولكن المقدمات لم تكون صحيحة حتى تعطي نتائج صحيحة , لذلك عندما تكون المقدمات خاطئة فكيف ستكون النتائج. لقد اردنا ان تكون هذه الخطوة بعيدة عن العقلية الحزبية بعيدة عن ثقافة البعث التي زرعتها المادة الثامنة في ثقافتنا وسلوكنا وممارساتنا . عندما نريد ان نؤسس مجلس كورديا علينا ان نشرك شعبنا في قرارنا السياسي وليس اتباع حزبنا , كالشباب والفعاليات الدينية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية , والا لن يكون اسمه مجلس وطني , بل يصبح اسمه مجلس حزبي ,ونحن نفرض  المجالس الحزبية.
تيار المستقبل الكوردي , اقتحم ليس فقط الشارع وتواجدنا في كل الأعمال الميدانية المواجهة لنظام الاستبداد والقمع , بل بات يحتل حيزا لا باس به من العقل السياسي لدى قطاعات كبيرة من الشباب الكورد , وحتى إن الكثير منهم بات حاملا لفكر ونهج التيار , وهو متواجد إما في حزب آخر أو لا نعرفه نحن , والفكر السياسيالشفاف والواضح والعلني للتيار , متواجد في كل ركن وزاوية كوردية , وله في كل الأماكن وجود شبابي , يعمل بصمت وبدون ضوضاء , وليس سرا بأننا نعمل بأشكال وحلقات متنوعة ومختلفة , وحتى انه هناك خطوط شبابية لا يعلم بها أحدا , وسيأتي اليوم الذي سيفاجأ به الجميع, بمعنى نحن نعمل بصمت, وعندما نطرح فكرة جديدة أو نعمم رأيا يعتمل في الصدور , دون أن يمتلك صاحبه جرأة إخراجه إلى حيز العلن , نعرف ماذا نفعل , ونعرف أيضا كيف تنتشر الفكرة بمجرد إخراجها للعلن , وكيف تجد حاملها الذي يصبح من وجهة نظرنا حامل لفكر التيار وسياسته بغض النظر عن مكان تواجده , وهذا دليل على صحة توجهنا السياسي والقطاعات الكثيرة التي بات فكرنا يحتلها .
4- لماذا يتم اتهامكم بشكل دائم بأنكم تقفون وراء الهجوم  على المناطق الكوردية ( سري كانية وقسطل جندو وعفرين حلياً ) ؟
ويبدوا أن البعض ينسى بأننا تأسسنا والى جوارنا دزينة من اطر وأحزاب لها قواعدها وخطابها وألاعيبها المستندة على العاطفة القومية.كما ان الأنظمة  الاستبدادية الأمنية تتبع أساليب متنوعة في مواجهة الراي الآخر المعارض , وأي حالة  مختلفة وجديدة تتابع وتحصى أنفاسها , وعندما تبدأ مرحلة الخطورة أو لحظة التصادم تتحرك الأجهزة الأمنية وفق خطتها, ويجب أن لا ننسى بان التعامل الأمني مع الحالة الكوردية يختلف عن الحالة العربية والأسباب واضحة ومتعددة , ونحن وبسبب خطابنا المعارض والعلني والمواجه , دفعنا الكثير في مواجهة القبضة الأمنية , فلدينا شهداء ولدينا تشويش متعدد الأوجه , وأشياء كثيرة لضرب المصداقية , والكثير من خطوط الكواليس الأمنية التي نلمسها ونواجهها يوميا , إذ ليس بالاعتقال والقتل  فقط تواجه العقلية الأمنية دعاة الحرية والديمقراطية , بل بكل الوسائل القمعية والاجتماعية والاقتصادية , وتبدأ من تهديم القيم الاجتماعية ونشر الإشاعات وزرع الرعب والخوف والى ما هنالك من أساليب متعددة , وبالتالي اعتقد بأننا دفعنا ولا زلنا ندفع ضريبة مواقفنا وهي  ورغم عمرنا القصير , تفوق ما دفعه غيرنا خلال عشرات السنين.
اما كلمة يقال ؟ دلالتها تشكك بها , ويقال أيضا بأننا في التيار كنا مجموعة مثقفين لا أكثر ؟ وحسب الـ يقال ؟ ذاتها من اننا وراء الهجوم؟ وفي كل الأحوال الأمور لا تقاس بالـ يقال , بل بما هو موجود وبما يتم تنفيذه على ارض الواقع , وبما أننا نعيش في ظل محتل اسدي  ألغى من ضمن ما ألغاه , الضمير والأخلاق والقيم والشفافية والكثير من محددات وجود الإنسان , وبالتالي محددات قوة وفعالية أي إطار سياسي لا معايير عملية لها , بل تخضع للقيل والقال , والقيل يطال دائما من يتحرك في وجه المحتل الاسدي  , بينما السكون والعطالة والرضوخ المتعدد الجوانب يقي الإنسان كل أنواع القيل والقال ؟
5- هل موقف الائتلاف يلبي  ما يطمح إليه الكورد في سوريا ؟
هنا سوف اقول ما قاله شيخ الشهداء معشوق الخزنوي (إن الحقوق لا يتصدق بها أحد إنما الحقوق تأخذ بالقوة).
لذلك فان للائتلاف مواقف سياسية نحترمها , ونتمنى لهم التوفيق والنجاح .ولكن الائتلاف  لا يملك الحق في الحديث عن حقوق الشعب الكوردي في سورية . واننا لسنا معنيين بخطاب الاستجداء وعرائض التسول لدى البعض, لاننا نجسد هوية قومية, لها ركائزها المعرفية والقانونية والسياسية والثقافية, ونمتلك خطابا توحيديا, يقر بالاختلاف في اطار الوطن التشاركي وبالتالي ننطلق من الاستنطاق الموضوعي للأحداث والمعطيات وتجلياتها لنصل الى صوابية الفعل المواجه لها.
ونؤكد ان القضية الكوردي  قضية ارض وشعب يعيش على ارضه التاريخية, وحقوق الكورد موضوع غير قابل للتفاوض وممنوع طرحه للتفاوض , نحن الكرد نعيش على ارضنا وهذا الجزء من سورية هو تابع لكوردستان وهذا حق لنا ونحن لا نفاوض على ماهو ملك لنا .بل نتفاوض مع شركاءنا في الوطن على بناء سورية لكل السوريين .
6- مالذي تتوقعه من مؤتمر جنيف 2؟
ثمة قواعد للعبة السياسية, ويبدو ان هناك تغييرا في بنية تلك القواعد , ظاهريا على الاقل, بحكم انها لم تتجسد بصورتها المضمرة بعد, فالادارة الامريكية,تحاول التعامل السياسي المرن في اطار لعبة المقايضة السياسية, والتي ستصل في نهاية المطاف الى انجازات هنا واختناقات هناك,وجنيف 2 يندرج تحت هذا التعامل السياسي ولعل الانفتاح الامريكي من جهة والاوربي من جهة ثانية, يبقى انفتاحا على الانظمة وليس على الشعوب وقضاياها ومتطلبات تغيير اوضاعها, الاوضاع التي ساهمت ذات السياسات الاوربية والامريكية عبر تشكيلها مظلة واقية للانظمة الامنية, في الوصول اليها..
على كل حال, لازالت الامور في بدايتها, خاصة واننا في سوريا مقبلون على مراحل مختلفة بعض الشيء حيث  نجد ابطال الجيش الحر يقدمون التضحيات في كل الجبهات ومقاومة شرسة  ليس في مواجهة النظام الاسدي فقط بل في مواجهة  الغزو الايراني (حزب الله) على الوطن السوري ايضا. 
وأي مؤتمر دولي اليوم اذا لم يعبرعن مصلحة الشعب السوري في انتزاع حريته وحقه في الممارسة الديمقراطية, وبناء دولته المدنية, التعددية والتعاقدية والتشاركية كنه لم يكون . .
 وهنا نجد ان جنيف2 في حال عقد لن يقدم اي جديد.  
7- ماذا حققت الثورة بعد عامين وثلاثة أشهر في سوريا ؟
- لم تشهد المنطقة  حدثا مزلزل بحجم الثورة السوري المستمرة منذ عامين وثلاثة اشهر  . ليس لأن الحدث هذا ثورة بكل ما تحمله الكلمة من معنى ودلالات فحسب، بل لأنه أيضاً هدم لسياسات ومفاهيم وطنية وإقليمية ولمنظومة ثقافية شوهت عقولاً منذ نصف قرن, وقد صدعات  الثورة جدران الخوف التي راحت تتهاوى شهراً بعد شهر مسقطة الاستبداد في سطوته الرمزية وفي طغيانه واحتلاله البلاد بطولها وعرضها. لقد حرّرت الانسان السوري و اللغة من الرعب الذي سكن مفرداتها لعقود طويلة في عقولنا ، ورغم انفلات العنف وبروز مشاكل سياسية واجتماعية وطائفية وقومية ودينية، بعضها قديم كامن، وبعضها نشأ في كنف الاستبداد وظل حضوره مكبوتا ، ورغم محاولات أطراف إقليمية ودولية الاستفادة من الظرف السوري لصالحها لتحسين مواقعها في منظومة العلاقات الدولية، أو في التنافس والتناحر في  الشرق الأوسط، إلا أن الثورة السورية فتحت الباب أمام السوريين لإعادة بناء السياسة انطلاقاً من أولوية الحرية، وانطلاقاً من اعتبار الكرامة الانسانية والحرية شرطاً لكل تعاقد.
المصدر :كلنا شركاء
 


ارسل تعليق

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.