الذكرى السنوية لتأسيس التيار

2013-05-23

تمر في التاسع والعشرون من هذا الشهر الذكرى السنوية لانطلاقة وتأسيس تيار المستقبل الكوردي في سوريا ,كمشروع يستنهض الطاقات الشبابية الكوردية  ويفعيل دورها المجتمعي في بناء المجتمع وقيادته .

أننا نجدد رؤيتنا وقراءتنا الموضوعية والواقعية للراهن الكوردي وما يعتريه من بعثرة في الخطاب السياسي وفقر سياسي في المضمون , وابتعاد حزبي عن تحديد الهدف القومي المجسد لتاريخنا كجزء كوردستاني , وما يترتب على ذلك من تأسيس نظري وتفعيل عملي , وعلى أرضية الوعي بالوجود القومي , ثقافيا وسياسيا وجغرافيا , يتوافق وينسجم مع دولة الكل الاجتماعي التي نسعى إلى إيجادها وبناءها في سوريا بالتعاون مع مجمل الطيف الديمقراطي السوري .
إن ما يواجه شعبنا الكوردي من تحديات مصيرية يستوجب حراكا واليات مختلفة في بنيتها واليات عملها , تختلف عن العمل الحزبي الكلاسيكي الذي يقول ما لا يفعل , ويكتب ما لا يؤمن به , ونعتقد بان معيارية التوجه والسلوك , هي المعيارية الوطنية , ذات الأفقية المجتمعية , وليس التراتيبية الامتيازية , وبالتالي فما يطرح من مشاريع سياسية لمستقبل   سوريا , لا زالت تفتقد إلى حامله المجتمعي , رؤية , واليات للتغيير المنشود , على الصعيد السوري العام , والى ملامسة الوجود القومي الكوردي بكل جرأة وشفافية على صعيد الاعتراف بمكونات وتعددية المجتمع السوري القومية والاثنية .
وفي هذا السياق لا زالت الحركة الكوردية تدور حول نفسها , غير قادرة على الخروج من شرنقة الحزبي إلى فضاء الوطن والشعب أننا في تيار المستقبل الكوردي , نعتبر بان إيجاد مرجعية وطنية كوردية , تتمازج وتتفاعل فيها الرؤى السياسية , حالة صحية , لكن هذه المرجعية وأهميتها تأتي من تواجدها في الداخل وبمشاركة شخصيات العمل الوطني الكوردي والشباب الكوردي والفعاليات الاقتصادية والاجتماعية والدينية  , إذ أننا لا نحبذ تكرار تجارب كوردية سابقة  اتبعت أسلوب التعين الحزبي , و لم تستطع الاستمرارية ولا حتى امتلاك القرار السياسي .
كما ونعيد التأكيد بأننا حالة وطنية , نعمل بكل الوسائل على إنهاء احتلال الاسد لدولة سورية , والانتقال بسوريا  إلى دولة مدنية , تكون ركيزتها بعقد اجتماعي جديد يعيد للمواطن حريته وكرامته التي سلبها المحتل الاسدي , ويضمن للشعب الكوردي الحق في الوجود والحرية .
وأن قناعتنا بالفعل الميداني , تنطلق من تأسيسنا النظري له , بل ويستند إلى فهمنا السياسي لبديهيات العمل المدني وضرورة تصعيده ليتوافق مع ما قدمه الشعب الكوردي في سوريا من تضحيات وعلى مر تاريخه , وخاصة انتفاضة آذار وما خلفته من تغير في الفكر والفعل السياسي الشعبي , ولعله من المفيد التذكير بأننا شركاء فاعلين في الثورة السورية ومعركة التحرير  .
أننا وفي خضم أحداث متلاحقة , اثبت تيارنا بأنه قادر على أن يكون حاضنة لمجمل الأفكار والرؤى الثقافية والسياسية , وتعدد القراءات في داخل التيار اكسبه الحركة والديناميكية الداخلية المطلوبة ليكون بوتقة تجمع التصورات وتناقشها بشفافية , وذلك رغم ارتكابنا للعديد من الأخطاء بحكم قلة الخبرة أحيانا والعقلية الحزبية لدى بعض الاشخاص من اجل تحويل التيار الى حزب كلاسيكي وامين عام احيانا , وبحكم حركة الأحداث وتغير الوقائع المتسارع أحيانا أخرى , لكننا نعتقد بان البوصلة السياسية كانت متواجدة وبرؤى معرفية , ترتكز على الفكر النهضوي والحداثي للشباب الذي بني على أساسه التيار .
أننا نجدد العزم والعهد للقائد مشعل التمو على النهوض بالوعي الثقافي والسياسي لشعبنا الكوردي , وصولا إلى مستوى الوعي الجماعي , القومي , غير المتحزب وغير المؤدلج , وإنما الوعي الإنساني , المستند إلى احترام الإنسان في وجوده وحياته وحقوقه .
22-5-2013
 الدكتور عبدالرزاق التمو 
عضو مكتب علاقات عامة 
تيار المستقبل الكوردي في سورية
 
 
 


ارسل تعليق

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.