إن السكوت على غزو سورية سيقتل أي أمل بالحل السياسي
كلنا نعلم أن كل الدول في منطقة الشرق الأوسط هي دول استعمارية المنشأ والذي وضع حدودها ليست نضالات شعوبها وانما التدخل الخارجي .
ونعلم جميعا ان كردستان تم تقسيمها بموجب أتفاقيات دولية منها أتفاقي /سايكس بيكو/ بين اربع دول /تركيا-ايران –العراق-سوريا /.
ففي سوريا بأعتبار ان الأكراد لم يكونوا على عداء مع السوريين لافي قضيتهم ولا في وجودهم لذلك شاركوا في الحركة الوطنية السورية وقسم كبير من الأكراد في تلك الفترة دعوا الى الأندماج ليس الأندماج العربي كما أعتقد البعض وانما الأندماج بأن نخوض معركة مشتركة في هذا البلد المسمى سوريا .
وبالفعل خاضوا الأكراد معركة مشتركة ضد الأستعمار الفرنسي وكما هو معلوم أن كثير من الثورات السورية قاداتها أكراد أمثال /أبراهيم هنانو-حسن الخراط –يوسف العظمة –وغيرهم /.
عشنا فترة لابأس بها كأبناء بلد واحد دون تمييز ووصل الأكراد الى مراكز وزارية وحتى الى مستوى رئيس الجمهورية وبقيت المسألة طبيعية الى أن دخلت الإيديولوجية القومية طرفا في الموضوع .
هنا بدأ الصراع وبأت المشكلة عند النظام المطعون بقوميته في عهد الأنفصال بين سوريا ومصر وتبلورت العقلية الأستئصالية للقوميات مع العلم أن القوة الوطنية تأتي من الصلابة التي تمنحها مختلف مكونات الوطن وأصبحت العقلية الشوفينية تظهر يوما بعد يوم والأكراد بدأوا يشعرون بالتهميش وينبغي الوقوف في وجه هذه العقلية والصراع تجلى في نهاية عام/1956/بأنشاء أول حزب سياسي /البارتي/مع العلم أن التجربة الكردية في سوريا تميزت بعدة خصائص مركزية اولا :لايوجد حزب كردي في تاريخ الحركة الكردية طرح العنف السياسي .
ثانيا :لايوجد أي مشروع أنفصالي .
ثالثا :في الجيش خاض الأكراد معارك مع العرب في الحرب ضد الفرنسيين مرورا بحرب حزيران عام/1967/وحرب تشرين وحرب لبنان وكانوا في الصف الأمامي مع العرب .أي أن الأكراد لم يتخلوا عن واجباتهم الوطنية رغم كل الأجراءات والقوانين الأشتثنائية التي طبقت بحقهم والحركة الكردية رغم أختلافاتهم في الرؤى ,كانوا متفقين ومقتنعين بأن صراعهم مع السلطة وليس مع أي طرف أخر .
وكانت دائما حريصة على اللوحة الوطنية في نضالها والوقوف الى جانب القضايا العربية كقضية فلسطين وغيرها .
رغم كل هذا كانت متهمة تارة بالأنفصالية وتارة أخرى عملاء لأسرائيل ,هذه العقلية التي زرعها النظام الشوفيني أثرت مع الأسف حتى على عقلية المثقف العربي والذي لم يتجرا يوما الوقوف مع قضية الشعب الكردي حتى من الناحية الأنسانية ,فبعد أكثر من أربعين سنة من نظام القمع والأستبداد قامت الثورة السورية والأكراد بأعتبارهم مكون رئيسي من مكونات الشعب السوري شاركوا في هذه الثورة منذ بدايتها وقدموا التضحيات وأكدوا أن الشعب السوري واحد .
هذه الثورة رغم التضحيات والمأسي أفرزت الكثير من الأمور كانت خافية .
فهنا أقول أن الأكراد هم سوريون ووطنيون بأمتياز وينبغي أن يدرك الجميع هذه الحقيقة والأعتراف بحقوقهم القومية المشروعة دستوريا وفق المواثيق والأعراف الدولية .
نصر أبو روشن /عضو الأمانة العامة في أتحاد القوى الديمقراطية الكردية في سوريا /
ارسل تعليق