إدريس سالم : ارجعي

تغيمْتُ

ولا زلْتُ أتغيّمُ تغيُّماً

فارجعي ..

فارجعي، كي لا أتغيّم

تألّمْتُ

ولا زلْتُ أتألّمُ تألُّماً

فارجعي ..

فارجعي ، كي لا أتألّم

اختنقْتُ

ولا زلْتُ أختنقُ اختِناقاً

فارجعي ..

فارجعي، كي لا أختنق

امّحاني خطابُ الخطأ

ولا زالَ يمحوني مَحواً

فارجعي ..

فارجعي، كي لا امّحى

مَرتَتْني حوريةٌ، ولا زالَتْ

مَرثَتْني حوريةٌ، ولا زالَتْ

فارجعي .. كي أزال

وإنْ لن ترجعي .. فلن أزال

فارجعي

لقد صرفْتُ الساعاتِ الطوال

مُفكِّراً بك

مُخاطِباً إياك

مُستجوِباً، ومُستقصِياً عن سؤالي هذا :

هل سترجعُ سلام ؟!

هل سترجعُ تلك التي كبحَتْ جماحَ رغائِبي بيدها القديرة ؟!

هل سترجعُ تلك التي جعلَتْني أستبدلُ مَمالكي بلحظةٍ من وحدتها العميقة ؟!

هل سترجعُ تلك التي صببْتُها, وأبعدَتْني عن النميمة ؟!

هل سترجعُ تلك التي تنسّمْتُ من خلالها أنساماً ؟!

والعجيبُ في سؤالي

أنّ ذاتَك الأثيرية

مَوجودةٌ في مآتيّ، وأعمالي

طائِحٌ أنا من خطاب الخطأ

وطوّحَتْني طوائِحُ الأواذي

الأظآرُ تعطفُ على أولادٍ ليسوا من بطونهم

فاعطفي عليّ، وارجعي

على المَمَاشي أمشي مشيَ الهُبْلِ، والأُجَرَاءِ، والأَخْذى

فأرى المُشاةَ, والمَاشياتِ فرحين

إلا أنا، وأناك

فارجعي ..

فارجعي لأجل أناي، وأناك

وحدانيٌّ أنا

في غرفةٍ مَليئةٍ بالأثقب، والمَآزيب

بالموت الصاخبِ الكاملِ الراصِدِ المُصابِ بالإسهال،

والواقفِ وقفةَ الديوكِ، أو أفاعي كوبرا

بالعناكِبِ المُغبرّةِ حيثُ تردّدُ في أذني،

وتقذفُ بنسيجها فوقَ شَعري

بالأركِ التي تريدُ هدمَ غرفتي بكثرة تشقّقاتها

ليسَ فيها إلا سهّاريٌّ يؤنّسُني

فارجعي ..

فارجعي، وكوني الموتَ، والعناكبَ، والأركَ، والسهّاري

فارجعي، وتراجعي عن قرارك

أرجوك ارجعي

انتهت القصيدة

الإهداء : القصيدة مُهداة إلى الرائعة بكلّ شيء سلام رمضان



ارسل تعليق

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.