حلبجة خالدة في أعماق الأمة الكوردية

2013-03-18

 ليست هناك ذكرى أشد ألماً وأعظم ذكرى بين أبناء وبنات الأمة الكوردية من ذكرى قصف مدينة حلبجة بالسلاح الكيميائي في عام  1988 من قبل الجيش العراقي ومرتزقة صدام حسين البعثيين، ولكن هذه الذكرى بالذات تزيد الكورد إيماناً بحقهم في الحرية والحياة، وتعمق ما بينهم من أخوة ورابطة قومية،

حيث تظهر مأساة حلبجة أن أعداء أمتنا مستعدون لقصفها حتى بأشد الأسلحة فتكاً بالانسان والنبات والحيوان والتراب، وأنهم لن يتوانوا عن إبادة الكورد جميعاً على أمل التخلص من مطالبهم وحقوقهم التي هم مستعدون على الدوام للموت في سبيل نيلها.
لايزال أعداء الكورد وكوردستان في حالة نكران لما جرى يوم قصف حلبجة، ولايزال عدد كبير من الذين يعتبرون أنفسهم حماة الحرية والدين والانسانية يتوجهون بالتحية والاحترام للمجرم صدام حسين الذي أمر بذلك العدوان الوحشي على الشعب الكوردي، مما أدى إلى استشهاد أكثر من 5000 مواطن مدني نتيجة عذاب لايطاق من جراء استنشاقهم المواد السامة ومنها مادة السارين الممنوع استخدامه دولياً، حتى في الحروب بين الدول،  ناهيك عن استخدامه ضد شعب أعزل.  كما لايزال بعضهم آملاً أن يعود لهم صدامهم المقبور ليملأ العراق وكوردستان بالرعب من جديد، فهؤلاء فقدوا كل ما يملكون من رحمةٍ وإنسانية ومدنية ودين، وتجردوا من الأخلاق التي كانوا على الدوام يعتبرون آباءهم وأجدادهم خير من دافع عنها في الحرب والسلام... ومنهم من بكي بكاءٍ مراً عندما تم شنق المجرم الذي اختفى من بغداد يوم الهجوم عليها أثناء الغزو الأمريكي في عام 2003، حيث وجده الغزاة يائساً مرعوباً ينهش جلده القمل في جحرٍ تحت الأرض بعيداً عن "عاصمة الرشيد" التي كانت تئن تحت جبروته وعنترياته ومغامراته وتستظل بتماثيله الضخمة المهيبة... نعم بكى هؤلاء من "أعداء الكورد وكوردستان" على "قائدهم" هاربٍ من ساحة المعركة كخائن خسيس عقابه الموت حسب القوانين العسكرية، إلا أن عيونهم لم تذرف دمعةً واحدة على آلاف الأطفال والنساء والشيوخ الكورد من ضحايا مجزرته الرهيبة في حلبجة، فكيف يمكن للكورد أن يثقوا بهؤلاء التابعين الذين لايزالون يعتبرون ذلك الهارب أعظم بطل في تاريخ العرب الحديث؟
إن على قيادات وأحزاب ورجالات الكورد تذكر مأساة حلبجة باستمرار وليس في ذكراها السنوية من كل عام فقط، وعلى مثقفي شعبنا ومعلميه وسياسيه تذكير العالم باستمرار وأطفال كوردستان قبل سواهم بما حدث لشعبنا في ذلك الوقت، فإن حلبجة رمز عالمي كبير للإنسانية الجريحة وللشعوب المضطهدة المنكوبة، ومن ضمنها الشعب الكوردي.
لقد دفع الشعب الكوردي ثمناً باهظاً من أجل حريته، ولكن أعظم الأثمان كان في يوم قصف حلبجة بالسلاح الكيميائي المحظور، فلا تدعوا هذه الذكرى تمر عليكم أيها الكورد دونما عبر ودروس، وعلموا أولادكم جيلاً بعد جيل بأن عليهم التكاتف والتوحد والتضامن حتى لايصبحوا ضحايا حلبجة أخرى مستقبلاً.
المجد والخلود للشهداء
والخزي والعار لأعداء الكورد وكوردستان
 
المجلس الوطني الكردستاني – سوريا
 



ارسل تعليق

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.