بيان من جبهة العمل الوطني لكرد سورية في ذكرى الانتفاضة الكردية المجيدة والثورة السورية المباركة
2013-03-13
أيها الشعب السوري الكريم:
ما زال شهر آذار يمثل للسوريين شهر المناسبات العظيمة بالرغم من محاولة الأسديين المجرمين إلباسه السواد القاتم، لكنه سواد عارض سيذهب بذهابهم، وسيعود لآذار بهاؤه الذي يستمده من كونه الشهر الذي يعقب الشتاء بقسوته، ليخرج على البشرية بأبهى ما يمكن أن يعود إليه شهر، إنه شهر الربيع والبهجة والاخضرار،
شهر العطاء والأمل والسرور، شهر إعلان تأسيس سورية الحديثة، شهر الثورة السورية الأولى عام 1980م، التي لم تقلّ تضحية وعطاء وبسالة عن الثورة المستمرة منذ عامين وتدخل عامها الثالث بكل ثقة واقتدار وثبات. شهر الانتفاضة الكردية العارمة في الثاني عشر من هذا الشهر من عام 2004م، شهر انطلاقة الثورة السورية المباركة على أقذر نظام وأظلمه وأشده طائفية وطغياناً وسفكاً للدماء وانتهاكاً لحقوق الإنسان وتمزيقاً للوحدة الوطنية، وعداء لقيم الأمة وثوابتها ومقدساتها وتاريخها ماضياً وحاضراً ومستقبلاً، هذا النظام الذي حكم على نفسه بالزوال المحتّم منذ إطلاق الرصاصة الأولى على أول متظاهر خلال هذه الثورة التي خرجت عن حدود سيطرة أجهزة أسد القمعية الدموية.
أيها الشعب السوري المعطاء:
لقد هدفت انتفاضة الكرد السوريين إلى لفت نظر العالم إلى الظلم الواقع عليهم من قبل نظام ضرب مكونات الشعب السوري ببعضها، ومارس سياسة الإقصاء والتذويب والعنصرية وانتهاك أبسط حقوق الإنسان تجاه السوريين بعامة والكرد السوريين بخاصة، ولم يبخل الكرد بدفع الثمن الباهظ في انتفاضتهم المجيدة من دمائهم وأموالهم مهراً لحياة أفضل لهم ولأبنائهم ومواطنيهم. ولئن قضى النظام الدموي بمنتهى القسوة والوحشية على هذه الانتفاضة السلمية، فإنها تركت في النفوس حقداً مقدساً على نظام آل أسد، وطلباً للثأر لم يهدأ من النظام القاتل، وإصراراً على التمسك بالحقوق الثابتة تحت أي ظرف من الظروف.
لقد أكدت هذه الانتفاضة الباسلة أن بإمكان العين أن تقاوم المخرز، وأن إرادة التغيير يجب أن يرسمها ويصنعها السوريون بأنفسهم بعد توكلهم الله تعالى ناصر المظلومين. لئن قضى أسد على الانتفاضة الكردية الباسلة مؤقتاً، فقد قضى في الوقت نفسه على أي أمل في الاستمرار في حكم سورية كما كان يحلم هو وأعوانه. كما أثبتت هذه الانتفاضة المجيدة أن مهمة التصدي لهذا النظام القمعي الدموي المجرم تتطلب وحدة وطنية قوية وصفوفاً متراصّة عصية على مكر النظام ودسائسه، وهذا ما بدا جلياً في شعارات الثورة السورية المباركة التي أتمّت عامها الثاني وتدخل عامها الثالث والثوار والمجاهدون كلهم ثقة أن النصر سيكون حليفهم إن عاجلاً أم آجلاً، ومهما بلغت التضحيات، فهم يعرفون أن أيوب الذي علّم البشرية الصبر الجميل وحسن الاتصال بالله والتوكل عليه منهم.
أيها الشعب السوري الباسل:
بعد أربعة وعشرين شهراً من ثورة شعبنا الشاملة، تحمّل خلالها من الدماء والدمار والتشرد والخوف والجوع والعطش والبرد والحر... ما لايمكن تصوره من شعب بحجم الشعب السوري وإمكاناته في ظل نظام حكم ليس له في السوء والدموية والطغيان والإقصاء وتكميم الأفواه والتفنن في تعذيب المعتقلين الأبرياء مثيل.
بعد أربعة وعشرين شهراً من الصمود الأسطوري في ملحمة لم نقرأ مثلها في تاريخ البشرية، يثبت شعبنا أنه جدير بالحرية وأوسمة المجد وأكاليل الغار، بل يسجل في أسفار الخلود أنه الشعب الوحيد الذي يستحق بجدارة أرفع منزلة يمكن أن يتبوّأها شعب، هذه المنزلة التي انتزعها بتوكله على الله تعالى وبقواه الذاتية وإصراره العجيب وتضحياته التي فاقت كل التصورات، وسط تفرّج غربي عجيب وتواطؤ شرقي غريب ودعم وإسناد من قبل أنظمة وحركات تحركها أحقاد وضغائن مفتعلة متراكمة عبر قرون متطاولة. ما زال الشعب السوري يحقق الانتصارات تلو الانتصارات، ويكسب في كل يوم مساحات جديدة أفقياً وعمودياً، ويُلحِق في كل يوم هزائم وانكسارات جديدة بالخصم اللئيم الزنيم وحلفائه الذين فقدوا البوصلة وراحوا يتصرفون التصرفات الرعناء المفتقرة لأي حكمة، على طريقة "عليّ وعلى أعدائي"!!
أيها الشعب السوري العظيم:
لقد شبت ثورة شعبنا ـ التي أكملت سنتين كاملتين من عمرها ـ على الطوق، وأصبحت عصية على الأعداء والمنافقين وأصحاب المطامع والنفوذ، وصار الإعلان الرسمي عن اعتراف بشار بالهزيمة المنكرة التي لحقت به وبنظامه قاب قوسين أو أدنى، وصار اعتراف الأطراف التي تقف مع بشار بالأمر الواقع وتجرعها السم الزعاف أدنى من حبل الوريد.
إن الشعب السوري الذي قدّم ـ وما زال يقدّم ـ هذه الفاتورة الباهظة مهراً لحريته وكرامته ومستقبله ومستقبل أجياله هيهات، بل يستحيل، أن يتراجع، ولماذا يتراجع ولم يبق لديه ما يخسره؟ لماذا يتراجع وقد ذاق لأول مرة منذ نحو نصف قرن طعم الحرية والكرامة؟ ولقد أدرك هذه الحقيقة بشار أسد، ولذلك راح يدمر ويفتك ويجرم بأفتك الأسلحة التي يملكها، هذه الحقيقة التي لم يدركها بعدُ كل الغرب والشرق وكل المتفرجين على ما يجري في سورية، ولذلك تراهم يناورون ويحاولون إجهاض الثورة، أو خطفها، أو حرفها عن مسارها، أو تفريغها من محتواها، ويسترون عجزهم أو تواطؤهم بالفيتو الروسي ـ الصيني!!
إن نظام بشار يموت عضواً عضواً، ويتخلى عنه كل محازيبه وشبيحته وأنصاره، وإن البنيان الذي بناه هو وأبوه على جماجم السوريين ودمائهم وأشلائهم وأنفاسهم ينهار حجراً حجراً، وتصبح القطعات العسكرية والأسلحة الفتاكة التي اشتراها بدم الشعب السوري تنهار أمامه كقصور من رمال، أو ترتدّ عليه أو يدمّرها بيده!! إن في ذلك عبرة لمن ألقى السمع وهو شهيد، ولكن أين المعتبر!!.
أيها الشعب السوري الحر:
إننا ـ ونحن نهنيء أنفسنا بالذكرى التاسعة للانتفاضة الكردية المجيدة وبالذكرى الثانية للثورة السورية المباركة الشاملة ـ ندعو إخوتنا أبناء الطائفة العلوية، ممن لا زال مخدوعاً بذرائع النظام المجرم وأباطيله، إلى القفز من سفينة النظام الغارقة والاعتصام بحبل الرابطة الوطنية العاصمة قبل فوات الأوان للتعجيل بعودة العافية إلى الجسد السوري المثخن بالجراح على يد العصابة الأسدية المجرمة.
كما ندعو الوجوه الأسدية المعممة إلى التوبة الصادقة، وعدم إلباس الحق بالباطل، والكف عن إصدار فتاوى باطلة، الهدف منها إطالة عمر الكفر والإلحاد والتقتيل وتدمير الوطن في شام الرسول صلى الله عليه وسلم.
أيها الشعب السوري البطل:
إن سورية التي تستحق كل هذه التضحيات، والتي حوّلها شذّاذ الآفاق إلى أنقاض تحتاج منا ومن الأحرار والأصدقاء في هذا العالم إلى كل جهد ودعم مادي ومعنوي لإعادة الألق والبهجة إليها، ولإعادة البسمة إلى وجوه أهلها. وإننا في هذا المقام نودّ أن نذكّر بأننا مدعوون للتفكير والبحث في كيفية وضع أسس سليمة لإعادة بناء سورية جديدة لكل أبنائها، سورية التي يجب أن يُلغى منها التهميش والإقصاء والتطفيف في الكيل والميزان، التي يجب أن يتمتع فيها جميع السوريين بالحقوق والواجبات على قدم المساواة، ويعتز فيها كل سوري وسورية بفخر الانتماء لهذا البلد وشرف خدمته والإخلاص لها.
وإن أرواح الشهداء في كل لحظة من عمر ثورتنا المباركة تنادينا أن هلموا جميعاً لإكمال المسيرة التي بدأناها والثأر من قتلتنا وإنزال القصاص العادل بهم وبناء سورية بالشكل الذي حلمنا به.
وصدق الله العظيم القائل:
((وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (104)). سورة النساء.
والقائل في عليائه:
((وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ(55)). سورة النور.
الرحمة وجنان الخلد لشهداء الانتفاضة الكردية المجيدة والثورة السورية المباركة
الشفاء العاجل للجرحى
العز والسؤدد للثوار والمجاهدين الأبطال
النصر لشعبنا السوري
والخزي والعار والشنارللنظام الأسدي وشبيحته ومن يشد أزره
والله أكبر
قيادة جبهة العمل الوطني لكرد سورية
الأربعاء 1 / جمادى الأولى / 1434هـ الموافق لـ 13 / 3 / 2013
للاطلاع على المزيد من الأحداث الكردية والسورية يرجى زيارتنا على الرابطين الآتيين:
وللتواصل معنا يرجى مراسلتنا على أحد العنوانين الآتيين:
kurdishfront@gmail.com
kurdsouria@gmail.com
أو الاتصال على الهاتف:
00905388757493
ارسل تعليق