تيار المستقبل : بيان إلى الرأي العام الكوردي و العربي
ألقت الأحداث الدامية التي تجري في كوردستان سورية و في مدينة سري كانيه (رأس العين) بظلالها على المشهد السوري فزادت من قتامة الوضع وتجلى للعالم أجمع مدى هشاشة الوضع السوري. ما يجري في سري كانيه تجاوز الوصف و الخيال ولا يمكن القبول بما يحدث هناك كليا.
ومن المؤكد أن تدخلات الدول الاقليمية في الشأن السوري قد أساء للثورة حيث حاولت هذه الجهات استغلال دوافع الثورة لمصالحها الخاصة. الأمر الذي انعكس سلبا على الشعب السوري الكوردي والعربي على السواء.
نحن في تيار المستقبل الكوردي في سوريا نعتبر ما يجري هو مخطط لفتنة كبرى سعى النظام وأعوانه إلى تنفيذها بأساليب مختلفة وعبر مجموعات تخدم أجندات إقليمية وجهات خارجية. فكما هو معلوم للجميع فإن أصابع النظام كانت ومازالت تفتعل الفتن في كل مكان وهذه المرة كانت من نصيب كوردستان سوريا وفي مدينة سري كانيه. أن هذه الفتنة المدعومة من النظام وحلفائه الإقليميين تسعى إلى تدمير اللحمة الوطنية والإخوة التاريخية بين الكورد والعرب. إن هذا النظام الدموي هو المستفيد الوحيد من هكذا مخططات وهو الرابح الوحيد من افتعال الحروب الداخلية ويسعى بكل حقد إلى استخدام الأبرياء كحطب لهذه الحروب. للأسف الشديد يدفع أهالي المدينة العزل ثمن هكذا مخططات حيث يكرر النظام أساليبه ذاتها باستخدام الأبرياء كدروع بشرية لكن بأيدي أهلية تنفذ أجندات إقليمية.
كان تيار المستقبل و مازال حاملا لشعلة الثورة السورية منذ أشعلها شبابنا في شوارع عامودا و قامشلو وسري كانيه مدينة التآخي والسلام. لكننا نؤكد على حرمة الدم الكوردي مثلما أكدنا سابقا على حرمة الدم السوري عامة. و نعتبر كوردستان سورية خط أحمر غير قابل للنقاش أو التفاوض وهي ستبقى عصية على كل المخططات و الدسائس. لذلك فنحن ندعو جميع الأطراف لسماع صوت العقل و إبعاد السلاح وليكن موجها ضد النظام الفاشي لا أن يوجه إلى صدور المدنيين و العزل. ونعتبر أن كل الهيئات السياسية, بدءاً من الهيئة العليا والمجلس الكوردي وكذلك المجلس الوطني وانتهاءاً بالائتلاف, مسؤولة أخلاقيا عن ما يحدث نتيجة صمتها الرهيب عما يجري من قتل للمدنيين و الأبرياء. على كل من يدعي القيادة التحرك فورا لوقف حمام الدم هناك و نرجو أن تصل رسالتنا الى كافة الكتائب الكوردية المسلحة والى شبابنا الابطال في معسكرات التدريب في اقليم كوردستان الى التحرك والعمل مع باقي اطياف المحافظة لتشكيل جبهة عسكرية بقيادة كوردية عربية تقوم بتحرير مدننا من الامن الاسدي بما في ذلك من تحرير جغرافي للمنطقة من سلطة الاستعمار وسد الابواب امام الحجج التي تدعي ضرورة دخول الجيش الحر لتحريرها ثم تقوم بحمايتها وحماية أهلنا من دسائس و مخططات النظام و حلفائه. كذلك فقد آن الآوان للدول والقوى الإقليمية أن تنظر إلى أهلنا في كوردستان سوريا بعين الإنسانية لا برؤية المصالح الضيقة على حساب الدم والمجازر.
ياجماهير شعبنا الكوردي و العربي المسؤولية كبيرة وهي تقع على عاتق الجميع ولا أحد بعيد عن ما يحدث فلنتكاتف و لنحمي بلادنا من الفتن ثم لنتوجه نحو تحرير كافة بلادنا من براثين النظام و عصابته. على الشعب السوري بشقيه الكوردي والعربي أن يدرك بأن المسؤولية كبيرة على عاتقه ولا بدّ من صون وحدته من خلال منع مصادرة قراره من أي جهة وأن يكون حكيما” في حماية الثورة من خلال التصدّي لمشاريع الفتنة التي يريدون إغراق الشعب السوري بها وان الصراع المذهبي والقومي سيفسد روحية الثورة وأهدافها السامية, كما اننا نحذر من حالة انعدام الامن الشخصي لاي فئة من الشعب السوري الذي سينتج عنه اصابة ابنائه بالذعر وهذا سيدفعهم الى الارتداد نحو انتماءاتهم الاولى لكي يحسوا بالامان او يبحثوا عن الحماية وفي هذا الارتداد ردة حضارية مريعة تكون نتيجتها تمزيق المجتمع الذي كنا نحاول ان يتقدم ليتعايش فيه الجميع على مبادئ سورية لكل السوريين.
عاشت سورية حرة ابية
المجد والخلود لشهداء الثورة السورية وعلى راسهم الشهيد القائد مشعل التمو
القامشلي 23 \ 1\ 2013
مكتب العلاقات العامة
تيار المستقبل الكوردي في سوريا
ارسل تعليق