افتتاحية مجلة بى ت ((pêt* : الشباب وشرحهم للثورة

2013-01-11

بقلم: آلان حمو
اتفاقاً مع الواقع السوري المشبع بالظلم والاستبداد الموجه من طغمة اتفقت على تجزئة وتقسيم المجتمع السوري وشرذمته ثقافياً وفكرياً، لتأمين الثغرات في أيديولوجية المجتمع، وتأكيده على مبدأ فرق تسد، سادت هذه الطغمة على مدى أربعة عقود وهي تمارس شتا أنواع الاضطهاد الممنهج على الشعب السوري،

حتى الوصول إلى مرحلة تيارات الحرية والكرامة التي تحركت في شمال افريقيا والشرق الاوسط وكان ربيعها، ليكون الشباب هم السباقين (بغض النظر عن انتمائهم.....) لاحتضانها والمتحركين مع هذا التيار ليصبح التيار زوبعة تبتلع الانظمة والايديولوجيات الكلاسيكية بجميع أنواعها الوطنية والقومية، لينتهج الشباب الحرية غاية وبذاتها فقط، من دون أي شوائب تعكر صفوها .
 كان للشباب الكورد النصيب الاكبر من الاضطهاد قبل وبعد الثورة، فقبل الثورة كما ذكرنا آنفاً لم يستثنى احد من الشعب السوري وقف خارج عصابة النظام أو ما يدور في فلكه من اضطهادهم، أما بعد الثورة اعترض الشباب الكورد نظام استبد به فكرياً أكثر من الذي قبله!! وهي ايديولوجية الأحزاب الكلاسيكية التائهة في دهاليز أحزابها وما يدور في فلكهم، ليكون الشباب بذلك في اضطهاد مزدوج .
مع تأخر الأحزاب الكوردية في الانضمام إلى الثورة، واسبقية الشباب الكورد في تلبية نداء الثورة والانخراط في صفوفها والعمل بشكل منظم في تنسيقيات، كثرة اعدادها نوعاً ما، ولكنها كانت في تناغم مطلق بسبب سمو هدفهم عن الثانويات، وكونها رغبة ذاتية تراكمت في نفوس الشباب جراء القوانين والقرارات الاستثنائية المطبقة بحقهم في جميع مجالات الحياة، لتكون ثورتهم ردة فعل طبيعة على تلك المعاملة، وبعيدة كل البعد عن التهم الموجة من قبل الأحزاب لهم، على أن الشباب مسخرين من قبل اطراف مقابل اجور زهيدة، وما إلى ذلك من تهم ملفقة، ولكن لم تنل هذه التهم من عزيمة الشباب، بل زادتهم عملاً في مضمار الثورة، وهذا إن دل يدل على طموحهم في الحرية بإرادة لا تلين .
أمام هذا الاصرار الشبابي في اتمام الثورة ومحاولتاً منهم في توجيه دفة الشعب إلى نيل الحرية والكرامة قومياً ووطنياً، اعتماداً على ثورتهم وليس سواها لمنع تشتيت قوة الشعب الكوردي في سورية، وهو الذي عان في تاريخه النضالي من هذه المعضلة، وهو مسخر لأجندات لا تخدم قضيته ضمن الحدود السورية. كانت الأحزاب متنبهة للتأييد الشعبي الذي يكتسبه الحراك الشبابي والتوسع الحاصل في تحركهم الميداني، أما القوالب الحزبية فلم تكن جاهزة للأجواء الديموقراطية التي فرضها الشباب على الساحة السياسية، وذلك الانفتاح الحاصل على الصعيد الوطني لم يكن متوافقاً مع النشاط الحزبي المتقوقع على ذاته، والتي ولَدت بينهم حالة من المنافسة الدنيئة في الاسلوب، حيث التخوين والتهم الملفقة (مجهولة المصدر في الغالب "اشاعات") هي العناصر الوحيدة في حياتهم الحزبية، وخوفاً على اسلوبهم (الانفراد بالقرار) الكلاسيكي، عملوا على ضرب القوى الشبابية ، وكانت أول عملية لهم  مؤتمرهم الحزبي، حيث لم يتبنوا القرارات أو المقترحات المقدمة من الشباب في برنامجهم السياسي، حتى وصل الحد بهم بأنهم لم يعترفوا بالثورة فوضعوها في مصطلحات وتعابير أخرى حتى يحيدوا الشباب عن هدفهم، وعملوا على الضرب على الوتر القومي لتجيش الشعب على الحركة الحديثة الولادة ليكون مخاضها عسير، وينتج بذلك منحيين في الحراك الشبابي، أحدهم قومي متطرف لا يهتم بالواقع السوري والوطني، والثاني وطني متخاذل مع قضيته  القومية "كما يدعون" (مطرقة القومية وسندان الوطنية)، لتبدأ الأحزاب سيلها الجارف من التهم التي لفقت على مقاسات الشباب ليفرغوا الهدف الشبابي من مضمونه، ويتم ملاحقتهم والتضيق عليهم في تحركهم الثوري .
بعد هذا الاسلوب التعسفي الذي مورس بحق الشباب والتهميش المتعمد من قبل الفئة الكلاسيكية التي تعتبر نفسها المسؤولة الوحيدة عن حقوق الشعب الكوردي في سورية، لتنفرد بالأشراف على المشاريع السياسية التي لا تخدم سوى مصلحتها الحزبوية والفئوية .إلا أن الايديولوجية التي انتجها الشباب في الديموقراطية وكيفية التعامل السياسي مع الواقع الوطني والاقليمي والدولي لقية صدى في الوسط الثقافي والسياسي الحديث، وهي الآن تعتبر مدرسة بحد ذاتها في الخارطة السياسية الكوردية والسورية، وسيبقى الشباب ومرحلتهم في هذه الثورة نقطة تحول من الانفراد بالقرارات إلى الديموقراطية، ليكون عقداً سياسياً واجتماعياً جديداً يؤمن العدالة الاجتماعية في الواقع الكوردي والسوري، وستبقى الثورة مندلعة حتى بعد سقوط النظام الاسدي للتأمين على أهدافها من مخططات المتسلقين، والمختبئين خلف الاقنعة الزاهية، وتقف ضد ما يسمى  العشائرية الحديثة في الألفية الثالثة .
قامشلو 2013

k.pet2013@hotmail.com
•    مجلة شبابية مستقلة تهتم بالشأن السياسي الكوردي .        

 



ارسل تعليق

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.