حزني كدو : ماذا بعد الخطف‎

2012-08-17

السياسة وإدارة الأزمات السياسية هي من اصعب الأمور واعقدها ويجب مراجعة كل خطوة بدقة وبهدوء شديدين حتى لا تنعكس الامور ويكون رد الفعل المعاكس اشد وقعا على صاحبه.

لقد قامت الدنيا ولم تقعد على مدار الاسبوع الفائت عندما أقدمت مجموعة  يقال انها من حزب العمال الكوردستاني على اختطاف عضو البرلمان التركي في الحزب الجمهوري عن منطقة ديرسيم   (حسينآيجون) فما هي أسباب اختطافه؟
حسين آيجون هو محامي بارز ومدافع عن حقوق الانسان ، دافع ضد ارهاب الدولة وحرقها للبيوت الكوردية بدعوى مكافحة الإرهاب. وهو نفسه الذي أعاد فتح ملفات مذابح ديرسيم القديمة وطالب بالكشف عن المجرمين والمسئولين الذين قاموا بها، إنه مدافع ضد الإرهاب والعنف وبغض النظر عن مرتكبيها .
وحسين آيجون هو كردي من الطائفة العلوية ، نائب عن محافظة ديرسيم عن حزب الشعب الجمهوري المعارض ، وهو يمتاز بلغته المعتدلة بشأن نشطاء حزب العمال الكردستاني ومع ذلك تم اختطافه ، وكانت تصريحاته بعد الأفراج عنه  وضعته في مأزق مع حزبه الذي استدعاه إلى أنقرة لأجل التحقيق معه. ولقد صرح آيجون : أنه عمل باحترام من قبل الحزب المحظور وأنه خطف حسب أقوال (PKK) لأسباب دعائية وليس لأسباب عدائية . ولقد قال "الزملاء الشباب الذين قاموا بهذا الخطف والذين هم أيضاً أبناء هذا البلد وقالوا بأنهم يريدون إرسال رسالة للسلام ودعوة لوقف إطلاق النار مع إجرائهم هذا".
أعضاء حزب العمال الكردستاني ، طلبوا من المشرعين بدور أكثر إيجابية ، والسعي لإيجاد حل للمسألة الكردية والعمل على تثبيت وقف إطلاق النار ، مضيفا أن جزب العمال الكردستاني ينظر إلى سياسات حزب الشعب الجمهوري الجديد (CHP)  بشكل إيجابي لحل القضية الكردية، وطالب العمال الكردستاني جميع الأحزاب بإتخاذ هذا المسلك.
وإضاف آيجون  أنه قال لخاطفيه ، بأن الحرب التي يقومون بها لا معنى لها، ولكن المسلحين من (PKK) ينظرون إلى مطلبهم بحكم ذاتي ديموقراطي  يعد بحد ذاته طلب ديموقراطي ولا يحتاج إلى استخدام كل هذا السلاح ، ومن ثم فإن ممارسة هذاالنوع من  النضال قد تم في كثير من الدول الأوروبية الديموقراطية . ولقد أضاف آيجون بأن المسلحون طلبوا منه بأنهم سيكونوا سعداء إذا اختار ممارسة السياسة كنائب مستقل، لكني أخبرتهم بأنني فخور كوني نائب عن حزب الشعب الجمهوري الجديد عن منطقة ديرسيم ، وأن حزب الشعب الجهوري الجديد أعطى إشارات عن عملية تحول جديدة في سياسة الحزب وذلك بقبوله شخصيات جديدة مثلي في هذا الحزب.
رئيس نقابة المحامين في أنقرة وعضو الجمعية عن حزب الشعب الجمهوري (متين فيزلوك) انتقد تصريحات حسين آيجون المتعاطفه مع الحزب الإرهابي ، وذلك بتصريح مكتوب له للصحافة،  حيث قال " لا أحد يجب أن يصف هذه المنظمة الإرهابية الإنفصالية والتي تستخدم العنف والإجرام كزميل المقاتلين لأجل الحرية "، وذلك في إشارة منه إلى تصريحات النائب حسين آيجون.و بناء على ذلك طلب رئيس حزب الشعب الجمهوري حضور حسين أيجون الى أنقرة وأبدوا ازعاجهم من تصريحات حسين ايجون بشأن المنظمة الارهابية.
لكن آيجون أخبر الصحيفيين ، بأنه باق في ديرسيم ، وقام بزياراته حول المنطقة يوم أمس ، ولكنه عدل عن رأيه بعد التحدث مع رئيس حزبه .
تصريحات حسين آيجون التي تبدو مثيرة للجدل ومتناقضة ولكنه وجه نداء من أجل السلام ، هذا ما صرح به المتحدث عن حزب الشعب للصحافة قائلا " هناك دعوة للسلام في تصريحات حسين آيجون للحكومة ولحزب العمال الكردستاني ، حيث شدد آيجون " كنت اتمنى من هؤلاء الشباب المسلحين لو ذهبوا إلى الجامعة بدل من الذهاب إلى الجبال والأنضمام إلى حزب العمال الكردستاني " 
تصريحاته السابقة عن حزب العمال الكردستاني كانت واضحة وصريحة حيث قال " لن تستفيد (PKK) من هذا القتال والعنف وإراقة الدماء " ، وهذا التصريحات قد تفسر بشكل مختلف ، ولكن موقف حزب الشعب الجمهوري الجديد تجاه الإرهاب والإرهابين الأنفصالين واضحة وصريحة.
لماذا قام الحزب العمال الكردستاني باختطاف حسين آيجون ؟ الصحف التركية كانت متباينة في رد فعلها . بعضها رأت بأنها محاولة من (PKK) نشر الخوف وزعزعة الاستقرار في المنطقة ، وبعضها قالت انها إظهار لقوة (PKK) كحزب قوي قادر على الوصول إلى أهدافه ، محاولتها التشويش على الحكومة وإيقاعها في الفخ وإظهارها بشكل متردد وضعيف أمام الرأي العام تجاه حل القضية الكردية ، وكذلك الضغط على حزب الشعب الجمهوري الجديد لدفعه لأستدعاء البرلمان للانعقاد ومناقشة ما تقوم به (PKK) داخل البلاد ، وبعضها شكك في عملية الخطف من اساسه. وأخيراً ، عدم تبني حزب العمال الكردستاني عملية الخطف بشكل رسمي ، وإنما الإيحاء بوجود مجموعات مستقلة للقيام بذلك وإعطاء انطباع بوجود خلافات أو انشقاقات  داخل الحزب ، ولقد وردت هذه الأسباب في الصحافة التركية المختلفة.
 
ترجمة بتصرف دون المساس بفحوى المضمون.المقال لايعبر عن رأي المترجم.
       حسني كدو