حزني كدو :نافذة حقيقية من الثورة السورية

2012-08-15

في يوم الأربعاء وبعد الأنتهاء من اسبوع عمل طويل ورتيب وممل وبينما كنت أبحث في القنوات الفضائية عن قناة تفرج عني بعض من الهموم والكرب و الضغط النفسي والفكري وأذا بي امام قناة وصال وضيوف

الحلقة الشيخ عرعور (والذي يجيد فن التمثيل حيث دوزن صوته وكحل عينيه على مقاس الحدث و  الثورة وكما فعل ممثل سوريا في مجلس الأمن ابراهيم الجعفري الذي وضع المرطب في عينيه وكأنه يبكي على ما ألت اليه سوريا)و على جانبه الدكتور محمود الدغيم والذي كعادته متورم في الأنا الذاتية الى درجة لا يجد سوى نفسه.وبدأ الشيخ عرعور الحديث وكيف ان الناس يعاتبوه بسبب صوته وتهجمه ووقوفه في الأستوديو وهنا وقف وهدد  وندد وشتم من شتم وعاتب من عاتب ووعد المسلمين والمؤمنين بنصر مبين على النصيريين وبأن ما يجري في سورية هو اختبار للذات المؤمنة بالله عز وجل وناشد الشعب العربي ثم الشعب الكردي في سورية بأن يكونوا مع الثورة. اما اللوحة الثانية فكان الدكتور المغرور بنفسه والذي 
جال برأسه ميمنة  وميسرة وتحدث عن  الثورة  السورية وعن المجلس الوطني السوري والفاسدين فيه والبعض من أزلام النظام ثم روى لنا كيف هاجر سوريا في ثمانينات القرن الماضي وهو الذي كان عضو قيادة حزب البعث في محافظة ادلب وكيف لم يرضى بالظلم والهوان وترك كل المزايا وهاجر سوريا ثم هاجم النظام السوري الذي همش الشعب السوري منذ 40 عاما وكيف هرب من وطنه وذاق مرارة الغربة والحرمان منذ 40 عاما ولكنه اليوم كعادته شن هجومه اللاذع على المعارضة السورية الداخلية والخارجية العلمانية واليسارية والليبرالية حتى الاسلامية لم تسلم من سمومه وهاجم اللبواني وملهم الدروبي واتهمهما بالقصورالفكري  والافلاس الجماهيري والا كيف يتجرأن ويعترفان بالمكون الكردي دستوريا وبأنهم قومية ثانية وكان المذيع واسمه صالح (الذي لم يكن صالحا بل كان طالحا وعاطلا وحاقدا) في فكره وطرحه للأسئلة حيث سأل الدغيم عن رأيه بوثيقة المجلس الوطني السوري بما يخص الأكراد فأجاب الدغيم وبكل عنصرية وبشكل مستفز قائلا "الأكراد يطالبون بالحكم الذاتي وبتدريس اللغة الكردية في سوريا فكيف نسمح لهم بذلك حيث لا ابجدية لديهم، فليتفقوا على أبجدية أولا" ثم أضاف "الأكراد في سوريا كونهم كون الشراكسة والأرمن لهم حقوق المواطنة" وهنا أخبر الكونترول بأن هناك متصل على الهواء واسمه عبدالمجيد الويس وعرفه المذيع صالح بأن المتصل هو نائب عن ثوار ديرالزور. وبدلا من أن يتكلم هذا الثائر عن سوريا ومايجري فيها أدلى بدلوه بأن وثيقة العهد الوطني التي صدرت في اسنطبول بما يخص الأكراد باطلة..... فياله من ثائر..... وبئس الثوار ان كان هذا ثائرا ومن الثورة، حيث كان كلامه عبارة عن سموم وسفور وغازات كيميائية صب فيها جام غضبه وعنصريته على الكرد عامة واتهم الرئيس الطالباني والبرزاني بأنهما عملاء الغرب ومتواطؤون مع بشار الأسد وأن الأكراد في سوريا يتظاهرون لرفع العتب والدولة لاتقتلهم وأن الشهيد مشعل تمو قتل على يد الأكراد لأنه كان يطالب بالوحدة الوطنية السورية ثم هدد ووعد بأن اليد التي توقع على أي وثيقة تعترف بالاكراد كقومية ثانية في البلاد أو بالاعتراف الدستوري بهم أو الحكم الذاتي سوف يقطع هذا اليد وأن سوريا عربية من أقصى الشرق الى أقصى الغرب ومن أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب. ومن ثم وعلى مضض وكمنة منه عند سؤال المذيع له ثانية وماذا لهم في سوريا فأجاب كما أسلفنا على مضض بأن لهم فقط .....حق المواطنة .وكأن سوريا ملكية خاصة له..وكانت الفرحة بادية على المذيع (صالح) وضيفه (الدغيم) حيث العرعور كان قد غادر الحلقة بسبب انتهاء وقته فيالها من فرحة بهذا الثائر على الوضع في سوريا وكأنهم نسوا بأن سوريا فسيفساء من ابداع الخالق ولا يمكن لأي كان أن يلغي قومية من تاريخها وشعبا من على أرضه التاريخية وكان ذهولي كبيرا بهذا الثائر ونظرته لسوريا المستقبلية وهنا ثمة أسئلة مهمة جدا تطرح نفسها:
1. هل هذه ثورة ضد الظلم والاستبداد أم انها ثورة طائفية عصبية؟
2. هل  كل الاسلاميون على شاكلة هذا الثائر؟ 
3. وماهي وجه الاختلاف بين حزب البعث وبين هذه النافذة الثورية.؟
4. ما مدى انتشار وتأثير هذا النوع من الفكر المنحرف على الفسيفساء السوري أرضا وشعبا؟
فحزب البعث ومع كل فساده الاجتماعي والأخلاقي وحقده على بعض طبقات المجتمع السوري والكرد بشكل خاص كان قد ترك منفذا لحرية العبادة والحرية الشخصية الفردية، أما صديقنا الثائر فمن خلال حديثه لم يرى في سوريا سوى نفسا واحدا عروبي المنشأ و سلفي الهوى لذا الشعب السوري مدعو اليوم بجميع طوائفه الدينية والعرقية أن يعيدوا قراءة ما يجري في سوريا قراءة صحيحة والا نكون قد وقعنا في فخ أكبر سيجر البلاد إلى عواقب وخيمة وبحار من الدماء نستبدل فيها نظاما مستبدا يدعي العلمانية والتحرر بنظام ديني سلفي متطرف أخطر بكثير من سلفه. وفي الأخير تذكرت قول الشاعر معروف الرصافي في وصفه الأرملة و لسان حالي يقول
لقيتها  ويا ليتني ما كنت ألقاها                  تبث السموم من أالفها الى باءها
أفكارها حقدا ورجس وكره                           وكلها  عار و دمار
مذيعها اسمه صالح   و                              الفكر منه طالح
ضيفه مثله فكر عقيم    و                   منظره كله سقيم