حزني كدو : نوافذ كونية 4

2012-08-14

النافذة الأولى: القارة السمراء التي كان يحكمها الأقلية البيضاء  .......ظهر فيها أحد أبرز المناضلين والمقاومين لسياسة التمييز العنصري .....انضم هذا المناضل الى المجلس الأفريقي القومي للدفاع عن حقوق شعبه ....حيث كان يدعوا للمقاومة الغير  مسلحة ضد سياسات التمييز العنصري...

و لكن بعد اطلاق النار على متظاهرين عزل في عام 1960 و اقرار قوانين تحظر الجماعات المضادة للعنصرية  قرر مانديلا فتح باب المقاومة.....اعتقل وسجن بتهمة الخيانة العظمى  وحكم عليه بالسجن مدى الحياة ..........و خلال سنوات سجنه الثمانية والعشرون أصبح النداء بتحرير مانديلا من السجن رمزاً لرفض التمييز العنصري .... تم أغرائه كثيراً وطلب منه وقف الكفاح المسلح مقابل الإفراج عنه ولكنه رفض ونشر رسالة من السجن إلى المجلس الإفريقي القومي ...." اتحدوا! وجهزوا ! وحاربوا! إذ ما بين سندان التحرك الشعبي , ومطرقة المقاومة المسلحة سنسحق الفصل العنصري " ...... وتم اطلاق سراحه بضغط دولي وحصل على جائزة نوبل للسلام 1993 م واصبح أول رئيس اسود في جنوب افريقيا وبه انتقل من حكم الأقلية إلى الأغلبية . نعم أنه مانديلا الذي طلق زوجته ويني بسبب استخدامها لصلاحياته ... وهو نفسه الذي رفض جائزة أتاتورك وعندما سأله الصحفي التركي عن سبب رفضه للجائزة اجاب ......." حاول أن تكون كردياً لساعة واحدة ثم اخبرني عن شعورك وستعلم لماذا رفضت الجائزة"  ثم أضاف اعرف الكورد جيدا وهم شعب ذكي جدا , قد لا أرى كوردستان محررة و لكن جيلا سيأتي و يبصر دولة كوردستان ,الكورد يستحقون دولتهم المستقلة. ولسخرية القدر رفع الكاوبوي (Cowboy) بوش الأبن  اسم مانديلا من على قائمة الأرهاب فقط في عام 2008.

 
النافذة الثانية : كريزما غريبة من طالب في كلية العلوم الشرعية .....إلى ضابط في الجيش ....إلى مدرس تربية اسلامية في سوريا ...ثم إلى مدرس دين في السعودية... له مؤلفات كثيرة .... ولديه شهادة تزكية من الشيخ عبد العزيز الباز رحمه الله مفتي السعودية والأخرى من الشيخ العلامة الألباني وله مساهمة كبيرة في الثورة السورية...و له وصولات وجولات في الدفاع عن الأسلام وأهل السنة بالذات... وقناته وصال تبث السموم والهموم تارة وتارة تبث اخبار الثورة......... وهو يجول ويثور ..ويهدد .ويتوعد ......... والله اعلم ........ الرجل اصابه  شيء من جنون العظمة وفي مقطع على اليوتيوب (Youtube) يظهر ويتهم الأكراد بالانفصال ..ويهدد مرة ..وثانية وثالثة بسبابته ويأمر الكورد بكلمة كفى ..... وشيخنا الجليل نسي ان الاتهام حرام .. وإن الظن أثم ...وأن الظلم ..ظلمات يوم القيامة ...وان الكورد مسلمون سنة ...وحقوهم حقوق مشروعة ........ وليست تفضلاً أو منةً من أحد ...... ثم نسي ان الكورد شعب الجبابرة... احفاد امبراطورية ميديا ..وصلاح الدين ...وبرزان... ولا ينفع معهم لغة التهديد والوعيد أمثال صدام وشاه ايران والخميني من قبل و أردوغان الطوراني.
 
النافذة الثالة : انفجار مكتب الأمن القومي السوري ومقتل افراد خلية الأزمة للمرة الثانية .... ففي المرة الأولى تم الاعلان عن وفاة نفس الخلية عن طريق السم ثم يظهر تلفزيون النظام على الملأ ويعرض وزيري الدفاع والداخلية .... ويالا الصدفة فبعد شهر وللمرة الثانية وبانفجار معلن فقط في وقته على غير عادة الاعلام السوري الرسمي وبدون اظهار مكان الأنفجار أو سيارات الأسعاف يعلن وبالتقسيط عن مقتل ..... وزير الدفاع من الطائفة المسيحية ثم النصف العلوي آصف شوكت وبعد يوم يعلن عن وفاة النصف التركي حسن التركماني... وفي اليوم الثالث تنعي القيادة القطرية لحزب البعث عن وفاة النصف شيعي هشام بختيار ويتباهى النظام بجنازة كبيرة . هذا النظام الذي باع نفسه للشيطان ... بعد كل هذا الدمار وكل هذا القتل لا يزال يحارب الأرهابيين الذين نزلو من كواكب فضائية ومن مجسمات قطرية واحتلوا ريف دمشق وحمص ونصف حلب وأدلب ودير الزور واغلب المعابر الحدودية.... نعم هذا ما يحدث امام مرىء ومسمع العالم..و لا يزال العاهر لافروف ورجل المافيا بوتين والدجال نصر اللات واصحاب العمائم واللحى المتسخة يناصرون النظام القاتل ويتهمون الثوار بالأرهاب والقاعدة.
 
النافذة الرابعة : حركة الأخوان المسلمين ..... هذه الحركة ذات الصبغة الدينية الظاهرة تناضل منذ مئات السنيين وتدعي الطاهرة والبراءة ودفعت الكثير الكثير ولكنها تغير لونها ومواقفها كالحرباء ....ففي مصر ذاقوا الويل والعذاب امام عبدالناصر والسادات ومبارك وعند قيام الثورة راقبو الثوار عن كثب وكانوا يكررون مرراً وتكرراً بأنه ليس لهم مصلحة بالسلطة والسياسة وبانهم لم ولن يقدموا مرشحاً لرئاسة مصر....... والبقية معروفة .. أما في سوريا وبعد نكستهم في عام 1982 م .... تغيرت مواقفهم وتصريحانهم فكانو قاب قوسين أو أدنى من ان يتحالفوا مع سلطة بشار الأسد ولم يقوموا بالثورة ولم يطلب من خلاياهم النائمة بالمشاركة في المظاهرات ألا بعد ان تأكدو من قيام الثورة على ارجلها حيث دب فيهم النشاط كخلية النحل وبما انهم من طبقة التجار واصحاب الشهادات استطاعوا ومن خلال تحالفاتهم القوية مع الدول الأقليمية  واسيادهم أن يفرضوا اجنداتهم على المجلس الوطني السوري الهزيل والغير منسجم .لذا فمن المطلوب من الطوائف ...والعرقيات القومية ...والمفكرين... والاحزاب اليسارية والليبرالية والديمقراطية  وقوى الثورة الاخرى من منظمات مدنية وشخصيات ثقافية وفكرية واجتماعية  أن يتحدوا منذ الأن و أن يكونوا على حذر شديد.......... حتى لا يحدث لهم نفس ما حدث في مصر .