حزني كدو : من الصحافة التركية الانجليزية

2012-08-09

لقد احسنت انقرة حين قررت دعم الثورة السورية بجميع اطيافها و التي تشمل مجموعات كردية ولكنها اليوم تشعر بخوف وقلق شديدين من الظهور المفاجى ءلاحتمال نشوء او تأسيس كوردستان سوريا  والتي يسيطر عليها حزب الاتحاد الديمقراطي الرديف لحزب العمال الكوردستاني والذي يؤجج مخاوف تركيا.

هناك دعابة في كوردستان العراق بأن فتاة كوردية اسماها  أهلها ( كردستان )  بسبب حماستهما الوطنية. أرادت السفر الى تركيا في التسعينات من القرن الماضي وفي نقطة الحدود سألها موظفو الجوازات الأتراك  عن اسمها فخافت الفتاة واجابت بأن اسمها (شمال العراق ) وهذا دليل كبير على الخوف الكبير والعميق الذي كان يعانيه الكورد في تركيا من لفظ ونطق اسم كوردي, او كوردستان, وكان يستخدمون مصطلح العراق الشمالي على (كوردستان العراق ) وأتراك الجبل على اكراد تركيا.
سببهذه التسميات واضحة, لقد أنكرت تركيا منذ تأسيس جمهوريتها الأتاتوركية  وجود منطقة كوردستان ,هذا الأسم الذي كان يطلق على وحدة ادارية تابعة للدولة العثمانية , وهدفت بهذه اللغة الغامضة الى تطهير الجمهورية التركية من العناصر الغير تركية ومن اي لغة أخرى غير تركية.
نتيجة لذلك لم تصبح  كلمة (كردستان )وحدها محظورة في تركيا ,بل تعدى ذلك الى حظر استخدام لغة كردي , بحد ذاتها حتى نهاية التسعينات وظهور واقع جديد ( اسمه كردستان العراق)ولكن ليس متداولا بين الأتراك.
ما سبب ذلك؟ يعود هذا الخطر لان معظم الأتراك يمقتون كلمة (كوردستان) لأنها اسم الدولة الموحدة  و المستقلة التي يرغب معظم الكورد في تأسيسها والتي قد تشمل أجزاء واسعة من الاراضي التركية والأيرانية والسورية والتي هي حلم كل كوردي ويظهر ذلك في خرائط (كردستان الكبرى )وهذا ما يجعل مخاوف الأتراك كلها ليس بدون مبرر.
لكن المخالف للمنطق اعتما د الانكار كوسيلة للتعاطي مع هذه المخاوف, فكلما شدد الليبراليون ومنهم أنا( مصطفى أقيول.)من الضروري أن تحاول أنقرة استمالة الأكراد بدل قمعهم, ويجب أن تسعى تركيا وبكل جدية الى التحالف مع  الأكراد لا الى عدائهم, وهذا ما نجحت فيه حزب العدالة والتنمية ولو جزئيا على صعيد اكراد العراق سوى عجبنا ذلك ام لم يعجبنا.(مصطفى أقيول).
وما يجعل مفهوم التقرب من الكورد  أكثر ملائمة اليوم بروز اكراد سورية نتيجة  الأنهيار التدريجي لنظام البعث الأسدي المتعطش للدماء في سوريا , ولكن ظهور حزب الأتحاد الديمقراطي القوي على الساحة الكوردية  السورية زاد من مخاوف تركية لاحتمال تأسيس (كوردستان سورية) وسيطرة حزب  ب ي د المدعوم من حزب العمال الكوردستاني عليها والذي يؤجج من مخاوف أنقرة. صحيح ان بعض هذا المخاوف ينبع من رهاب الأكراد المتأصل في تركيا, وهذا خطأ بالتأكيد ,الا ان بعضها الأخر يعود الى القلق المبرر و المنطقي من حزب العمال الكوردستاني,الذي يعتبر مجموعة ارهابية في المفهوم الدولي.
نتيجة لكل ما سلف على أكراد سوريا  ومن الأفضل لهمأن يحددوا موقفهم بكل صراحة وعلنا من حزب العمال الكردستاني وحليفه الأتحاد الديمقراطي و أن ينأوا بنفسهم عن الكوردستاني, ويكفوا الظهور بمظهر المناهض لتركيا,وان قاموا بهذه الخطوة, فقد تؤطد تركيا علاقتها مع  أكراد سوريا كما فعلت مع أكراد العراق. و هذا ما حدده يالسين أكدوغان مستشار أردوغان في مقالة له عندما قال ( ستتعامل حكومة العدالة والتنمية مع الأكراد الذين تعتبرهم اخواننا , برأفة لا خوف . بيد انها لن تتردد في اتخاذ الخطوات اللازمة ضد ارهاب حزب العمال الكردستاني التي تشن حزبا ضدها).
اعداد وترجمة حسني كدو وبتصرف و دون المساس بفحوى وموضوع المقال. الترجمة لا تعبر عن رأي المترجم