حزني كدو : وجهة نظر في الحالة السورية
بعد مضي أكثر من عام على الحراك الشعبي والثورة السورية ، هذه الثورة التي استطاعت ان تغير الكثير من المفاهيم التي كانت غير قابلة للنقاش, وأن تخلق كيانات متعددة صغيرة وكبيرة لم يكن لها باع في السياسة أو شؤون الساعة,
وازداد الحراك الشعبي من حالة الهيجان والغليان الفكري والثقافي والاجتماعي و الوطني , وأيقظ من السبات مجموعات وكوادر وطنية مخلصة تناضل في سبيل سلمية الثورة واسترداد الحقوق والكرامة المغتصبة لعقود عدة , بالأضافة الى مجموعات وصولية, ميكافيلية و انتهازية كانت تنتظر الفرصة , ووجدتها سانحة امامها ، و بعضها تعمل بأمرمباشر من السلطات المحلية والاقليمية ,في نخر و ضرب الجسد والكيان الكردي السوري , والسوري الوطني الممزق أصلا- وما إنشاء هذا الكم الهائل من المجموعات , والأتحادات والتنسيقيات و الانشقاقات والأحزاب كحزب الكرامة و حزب الصقور وحزب الحربة والأتحاد للتغيير والحزب الوطني والليبرالي وحزب سوريا الغد وحزب الجبهة للتغيير و حزب الأنصار وحزب الشباب للغد ,و المنبر الديمقراطي وغيرهم إلا دليل على ذلك - لأن التكهن بنتائج ما يحدث على الساحة السورية غير واضحة المعالم وهناك سيناريوهات عدة دولية ، عربية , واقليمية ولكل جهة أجنداتها الخاصة والدول التي تحتل وتستعمر كردستان وخاصة تركيا وإيران وتابعه المالكي تضع في حسبانها أسوء هذه السيناريوهات ,وكنتيجة مباشرة لما يدور على الساحة السورية منذ أكثر من عام ,ظهور تبدل كمي ونوعي في السلوك, والوعي الفكري السياسي والثقافي والاجتماعي العربي , والاقليمي و العالمي وبدرجات نسبية متفاوتة ، فلم يعد محظوراً التكلم في تركيا عن الفدرالية الكردية ,وحتى الكلام عن دولة كردية في أروقة الصحافة التركية الليبرالية ، وما مد البساط الاحمر والحفاوة البالغة للسروك مسعود البرزاني في زيارته الأخيرة لانقرة ,إلا دليل على تغيرخجول في نمط الوعي والتفكير السياسي التركي . أما في سوريا فتبدل الوضع الفكري والثقافي, والاجتماعي والمعرفي ,وذلك بفضل جرائم النظام الفاضحة في المناطق التي كانت محسوبة على النظام كدرعا وادلب وحمص وكذلك بفضل شباب الثورة وشعاراتهم في جميع المدن السورية العربية والكردية ، هذه الشعارات والافكار التي غيرت من المفاهيم الحزبوية الشمولية الضيقة التي ذاقت السوريين الويلات, وولدت ثقافة وطنية سورية كرفع علم الاستقلال و لا للحزب الواحد, وستغيرحتماً السياسة اللأمبدئية والثابتة للدولة الشمولية القائمة ، ومن هذا المنطلق نرى أن المجلس الوطني السوري ومعه هيئة التنسيق الوطنية والتحالفات السورية الاخرى كالمنبر الديموقراطي والمنبرالحر في الخارج وكيانات ثقافية , فنية وفكرية في الخارج وفي الداخل والتي كانت ترفض الوجود الكردي القومي نراها تلهث وراء الكرد في كل مكان وتجاهر بمناصرة الحقوق الكردية القومية المشروعة ولو بشيء من الخجل والضبابية. ولكن الفعل نفسه مدعاة تحول آني يستحق التفكير فيه من الجانب الكوردي بكل جدية والعمل على تغذيته وتعميقه اعلاميا ومد جسورالتفاهم والثقة بين المكون السوري الكردي وسائر المكونات السورية الاخرى التي تؤمن بحتمية الدولة الوطنية الديمقراطية المدنية التعددية بدلا من الدولة القومية العنصرية الأستبدادية والتي سيكون له التأثير للمصلحة الوطنية السورية عامة والأقليمية و القومية الكردية خاصة في جميع أماكن تواجدهم إن استطاعوا ان يوحدوا صفوفهم ومطالبهم المشروعة الموضوعية وأن يتواصلوا بقوة و موضوعية مع سائر هذه المكونات السورية و التي ترى ان دولة المواطنة السورية هي الحل الأمثل والأفضل و الأنسب للحالة السورية وضمن مقرارات المجلس الوطني الكردي الذي غير من لهجته ونظرته لطرق الأبواب التي كانت مغلقة من قبل.