موقف جبهة العمل الوطني لكرد سورية من اللجنة العليا لإدارة الإقليم الكردي في سوريا
ذكرت وسائل إعلام مختلفة أن جهات كردية سورية بصدد الإعلان عن "لجنة عليا لإدارة الإقليم الكردي في سوريا، بعد التحرر من النظام الحاكم".
إننا في جبهة العمل الوطني لكرد سورية ننظر إلى خطوة كهذه على أنها تسرع غير محمود العواقب، وغير مدروسة، وتنطوي على مخاطر جمة على الصعيد الوطني والإقليمي،
ولذلك نحذّر من الاستمرار فيها؛ ذلك أن خطوة مصيرية وذات أبعاد خطيرة كهذه لا ينبغي أن تتخذها جهة دون التشاور والتنسيق مع الأطراف والكيانات الكردية السورية الأخرى من جهة، ومع شركائنا في الوطن من جهة أخرى.
إن هذا الإجراء يتنافى مع المصالح الكردية السورية العليا، بل يخدم النظام الأسدي الآيل للسقوط، من حيث ضرب المكونات السورية بعضها ببعض، وإشعال حرب أهلية لن يخرج منها أحد منتصراً، ومن حيث إنه يتجاهل المكونات الأخرى غير الكردية التي تعيش في المناطق ذات الأغلبية الكردية، ومن حيث إنه يأتي كخطوة منفردة من جانب واحد، ويشعر المكونات السورية الأخرى بأن الكرد السوريين يتصرفون بروح غير ديمقراطية وباتجاه تشجيع مكونات سورية أخرى على اقتفاء أثرهم بتشظي الوطن السوري الواحد، والنظر إلى الكرد على أنهم انتهازيون لايلتفتون إلى أي أحد، ولا يأبهون لأي شيء عندما تسنح لهم الفرصة، كما أنه يبعث برسالة غير مقدرة العواقب لجيران سورية في الشمال، وفي كل هذا خطر وأي خطر!!.
إن العمل بروح الفريق الواحد على إسقاط النظام الأسدي المجرم، وتشكيل حكومة وحدة وطنية انتقالية مؤقتة تراعي التمثيل السوري الحقيقي، تشرف على وضع أسس سورية الغد، ودراسة وضع الكرد بالتوافق الوطني الراسخ هو الطريق الأسلم لحل القضية الكردية في سورية.
نتمنى على الإخوة الكرد في المجلس الوطني الكردي السوري ومجلس شعب غرب كردستان التفكير ملياً بعواقب هذا الإجراء الأحادي والتراجع عنه، وإرسال رسائل تطمين للداخل والخارج، فإن الرجوع عن الخطإ خير من التمادي فيه.
اللهم احفظ سورية وشعبها وجنّبهما كل سوء وخطر.
قيادة جبهة العمل الوطني لكرد سورية
4رمضان1433هـ
23تموز2012م