أيها الجمهور الكريم :
يصادف يوم 14 حزيران الحالي الذكرى الخامسة والخمسين لميلاد أول حزب سياسي في كوردستان سوريا والذي سمي آنذاك باسم الحزب الديمقراطي الكردستاني ، في خضم ثورة سوريا عارمة اثبت خلالها الشعب السوري بكافة أطيافه ومكوناته عن إصراره ومضيه نحو الحرية والكرامة
رغم كل ما يقوم به النظام الاسدي ، من قتل وتنكيل واعتقال، وجرائم بشعة بحق الإنسانية يندى لها الجبين ، وقد قام بتأسيسه مجموعة من الشخصيات الكوردية من أبرزها المناضل نورالدين ظاظا إثر نمو الوعي القومي الكوردي الذي جاء ردا ً على ازدياد النزعة القومية العربية ، لدى أوساط واسعة من الفعاليات السياسية العربية آنذاك ، وفشل تجربة حركة خويبون التي اقتصر نشاطها على الطبقة الارستقراطية ولم يتمكن من استقطاب الجماهير الكوردية الفقيرة وخاصة الطبقة الوسطى .
ورغم محدودية الحزب ، في رؤاه السياسية وفي أساليب نضاله، حيث كان خليطا ً غير متجانس ، إلا أنه استطاع بفترة زمنية قصيرة استقطاب جماهير واسعة إلى صفوفه في المدن و الأرياف الكوردية ، وبسبب الانتشار السريع للحزب ، تعرض كوادره للملاحقة والاعتقال إبان مرحلة الوحدة المصرية – السورية وفي مرحلة الانفصال ثم في مرحلة البعث عام 1963 ، وصمد المناضلون الكورد في المعتقلات لكن البعض منهم لم يستطع تحمل ظروف العمل السري والملاحقة والاعتقال والتعذيب ففضل التراجع عن البرنامج السياسي للحزب، و ظهر تفاوت كبير في النظرة إلى القضية القومية . وقد كان للنشاط السياسي الكوردي المنظم دور فاعل وكبير بين جماهير شعبنا الكوردي ، من حيث زرع الروح القومية وتسليط الضوء على عدالة القضية الكوردية ، وحتمية تأمين الحقوق و فشل المشاريع العنصرية
أيها الأخوة
يتطلب الراهن الكوردي حشد كل طاقات شعبنا وتصعيد نضاله الديمقراطي وتجاوز جميع العراقيل والخلافات التي تعترض وحدة الصف الكوردي ، لحساسية المرحلة الحالية على قاعدة العمل المشترك لتجسيد الحقوق القومية للشعب الكوردي ، والانخراط في الثورة السورية العظيمة التي قدمت حتى الآن عشرات الآلاف من الشهداء والمعتقلين والمهجرين من اجل إسقاط النظام ا بكل رموزه ومرتكزاته .
لقد راهن الكثيرون من أبناء الشعب السوري في بداية الثورة على الكورد لما كانت تحمله الحركة الكوردية من ارث نضالي وتجربة تنظيمية طويلة وريادة في مواجهة النظام ، إلا أن الأحزاب الكوردية للأسف تأخرت كثيرا في المشاركة تحت حجج وذرائع واهية، وبعد انعقاد المجلس الكوردي كانت الجماهير الكوردية تتأمل أن تخرج تظاهرات كبيرة بمئات الآلاف في المناطق الكوردية إلا ان ذلك لم يحصل حتى الآن ، ولا زالت تحمل تظاهراتنا طابعا رمزيا وخجولا ولم تصل بعد الى حدود المشاركة العامة والشاملة .
إننا في تيار المستقبل الكوردي في سوريا تيار عميد شهداء الثورة السورية القائد مشعل التمو ندعو جميع القوى والأحزاب الكوردية الموجودة في كوردستان سوريا وخاصة حزب الاتحاد الديمقراطي إلى نبذ العنف وتحريم الدم الكوردي والعمل وفق مصلحة شعبنا ومنطقتنا بعيداً عن الأنانيات الحزبية الضيقة والتفرد ، بفرض سلطة الأمر الواقع والانطلاق من مصالح باقي المكونات القومية المتعايشة والمتألفة مع الكورد منذ مئات السنين ، وعدم فسح المجال للميليشيات الحزبية التي لا تخدم إلا بقاء السلطة القائمة وبعض المرتزقة والمارقين ؟؟.
علينا أن نبتعد عن كل ما يمت للفكر الشمولي والاستبدادي في سلوكنا وممارساتنا بصلة ، وان نحارب الإرهاب الفكري والسياسي الكوردي الذي يهدف إلى كم الأفواه وفرض الواقع الميلشياوي والحزبي ، وندعو في الوقت نفسه إلى احترام الاختلاف والشفافية والإقناع بالحوار ، بعيدا عن لغة العنف والسلاح ، استنادا إلى أن كوردستان سوريا واحة واسعة تستوعب كل الأفكار والأحزاب والإيديولوجيات.
في الواقع لا أحد ضد محاولات سد الفراغ الأمني ، أو أن تكون هناك لجان شعبية تقوم بحماية الممتلكات الخاصة والعامة وتحافظ على السلم الأهلي والاجتماعي وترعى مصالح المواطنين ، لا بل يعتبر هذا ضرورة ومهمة أساسية من مهمات الثوار، شريطة أن تكون هذه اللجان من كل الأحزاب والألوان والمكونات ، بعيدا عن التفرد والشللية وسيطرة جماعة بعينها أو لون بذاته عل مصادر القرار.
إننا ندعو مرة أخرى كتيار المستقبل الكوردي إلى حوار كوردي شامل على قاعدة الاتفاق على تشكيل إدارة سياسية للمناطق الكوردية لسد الفراغ الأمني وإدارة شؤون شعبنا ومنطقتنا بالتوافق مع المكونات الأخرى
عاشت سوريا حرة ابية
المجد لمؤسسي الحزب الكوردستاني الأول وشهداء الكورد
المجد لشهداء الثورة السورية وفي مقدمتهم عميد الشهداء مشعل التمو
وشكرا لحسن استماعكم
مكتب العلاقات العامة لتيار المستقبل الكوردي في سوريا