مروحيات و راجمات الصواريخ تقصف الحفة و المراقبون شهود للمرة الأولى

2012-06-12

صعّدت قوات الأمن السورية من عملياتها العسكرية أمس، مستهدفة بشكل خاص أحياء مدينة حمص وجوارها وريف دمشق وريف حماه ودير الزور بقذائف المدفعية والأسلحة الرشاشة، بالتزامن مع مواصلة حصارها وقصفها لمدينة الحفة في ريف اللاذقية. وأحصت لجان التنسيق المحلية في حصيلة أولية عصر أمس مقتل 89 شخصا على الأقل،

معظمهم في إدلب ودير الزور وحماه، بينما قامت بعثة المراقبين الدوليين في سوريا أمس بإبلاغ الأمم المتحدة - كشهود عيان للمرة الأولى - عن وقوع هجمات بطائرات هليكوبتر على بلدتين تسيطر عليهما المعارضة شمالي مدينة حمص.

وقالت المتحدثة باسم بعثة المراقبين سوزان غوشة في بيان أمس: «أبلغ مراقبو الأمم المتحدة عن وقوع معارك عنيفة في الرستن وتلبيسة إلى الشمال من المدينة (حمص)، استخدم فيها القصف بقذائف مورتر وإطلاق نار من طائرات هليكوبتر ومدافع رشاشة وأسلحة صغيرة».

وقال نشطاء سوريون أكثر من مرة إن الجيش السوري يستخدم طائرات هليكوبتر في الهجوم على أهداف للمعارضة المسلحة، لكن تصريحات غوشة كانت أول مرة يبلغ فيها المراقبون عن استخدام تلك الطائرات في الصراع.

كما لم يحل توجه المراقبين إلى العاصمة دمشق دون مواصلة استهداف أحياء منها، وذكرت لجان التنسيق أن حاجزا عسكريا منع لجنة المراقبين من دخول حي جوبر في دمشق، فيما زار وفد المراقبين مسبق الصنع في برزة بدمشق برفقة «جيش النظام وشبيحته»، وفق لجان التنسيق التي قالت إن القصف المروحي تجدد أمس على مدينة تلبيسة فور خروج لجنة المراقبين منها.

وفي حين طالب الأمين العام للأمم المتحدة بالسماح لوفد المراقبين بالدخول إلى مدينة الحفة في اللاذقية، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن المدينة وقرى مجاورة لها تعرضت أمس لليوم السابع على التوالي «لقصف من قبل القوات النظامية السورية التي تستخدم الدبابات وراجمات الصواريخ والهاون والمدفعية والحوامات في قصف منطقة الحفة الثائرة على النظام»، مشيرا إلى مشاركة «قوات عسكرية تستخدم مواقع في القرى الموالية للنظام في القصف».. أوضحت «لجان التنسيق المحلية» أن القصف استمر أمس «بالمروحيات وراجمات الصواريخ على المدينة، في ظل وصول تعزيزات عسكرية ضخمة، ضمت عددا كبيرا من الدبابات من الجهة الشرقية بالقرب من المشفى لمحاولة اقتحام المدينة».

وفي العاصمة دمشق، ذكرت لجان التنسيق أن «اشتباكات عنيفة وقعت بين الجيش الحر وجيش النظام في برزة، أدت إلى سقوط عدد من الجرحى». وقالت إن «انفجارات من مضادات الطيران هزت الحي في ساعات بعد الظهر».

وقال ناشطون إن اشتباكات عنيفة دارت بين الجيش النظامي والجيش الحر في حيي برزة والعباسيين في العاصمة دمشق، وترافقت الاشتباكات في حي برزة خلال نهار أمس مع سماع دوي انفجارات كبيرة. ونقلت تقارير إخبارية مساء أمس قصف القوات النظامية للمنازل والمشفى الميداني بالحي. وقالت لجان التنسيق المحلية إن تعزيزات عسكرية كبيرة وصلت إلى منطقة برزة التي أغلقت كافة مداخلها بالتزامن مع وصول وفد من المراقبين الدوليين. وكانت عبوة ناسفة وضعت في أسفل سيارة انفجرت في حي برزة وأسفرت عن مقتل شخص. وقالت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» إن القتيل عنصر من الجيش، متهمة «مجموعة إرهابية مسلحة» بوضع عبوتين بسيارتين في حي برزة.

وفي جوبر، منع حاجز ميسلون التابع للمخابرات الجوية وفد المراقبين الدوليين من الوصول إلى الحي، حيث توقفت سيارات المراقبين في ساحة العباسيين، وأحاط بها وفق لجان التنسيق عناصر من الجيش النظامي والشبيحة.

وفي ريف دمشق، أصيبت عائلة مكونة من ستة أفراد بإصابات مختلفة جراء انهيار مبنى بالقرب من السوق التجارية في دوما نتيجة القصف العشوائي المستمر منذ مساء أول من أمس على منازل المدنيين، كما قتل مدني برصاص قناص في المدينة. وأشارت «لجان التنسيق» إلى «إصابات عدة في صفوف الأهالي في محيط جامع حسيبة وسط المدينة جراء إطلاق النار العشوائي على المنازل من قبل عناصر جيش النظام». وتعرضت مدينتا سقبا وحمورية لقصف عنيف ترافق مع اشتباكات عنيفة بين «الجيش الحر» والجيش النظامي بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة. وفي داريا، اغتيل مسؤول بعثي بعد منتصف ليل الأحد الاثنين إثر إطلاق الرصاص عليه من مسلحين.

في موازاة ذلك، واصلت قوات الأمن السورية استهدافها لمدينة حمص وجوارها، وتعرض حي الخالدية تحديدا لقصف عنيف منذ ساعات الفجر الأولى، كما تعرض حي جورة الشياح لقصف مماثل، في محاولة من قوات الأمن للسيطرة عليه وعلى أحياء أخرى في حمص خارجة عن سيطرة النظام منذ أشهر.

وطال قصف عنيف مدينة الرستن في حمص، الخارجة عن سيطرة النظام والتي تعد أحد معاقل الجيش السوري الحر، استخدمت فيه الطائرات المروحية، وقتل أربعة أشخاص بينهم طفلة. وتعرض حاجز في مدينة القصير لهجوم من قبل عناصر منشقة مما أدى إلى مقتل وجرح عدد من عناصر الحاجز.

وقالت تنسيقية القصير إن قوات النظام قامت بقصف مدرسة أم الصخر في قرية البويضة الشرقية التي احتمى بها الأهالي من القصف، وأدى القصف العنيف بالدبابات والمدفعية وقذائف الهاون إلى تدمير المدرسة ومقتل شخص وإصابة العشرات من الأهالي معظمهم من النساء.

وفي محافظة إدلب، قتل ثمانية أشخاص على الأقل في تفجير عبوة ناسفة، بينهم وفق المرصد السوري سبعة عناصر من القوات النظامية السورية. فيما عثر في قرية الرامي على جثة مجهولة الهوية مقطوعة الرأس. وفي تل الذهب قرب بلدة دركوش التابعة لجسر الشغور قتل ما لا يقل عن ستة من القوات النظامية وأصيب آخرون بجراح إثر انفجار عبوة ناسفة بشاحنة عسكرية كانت تقلهم. كما لقي ثلاثة مقاتلين منشقين من قرية محمبل حتفهم إثر الاشتباكات بين قوات الأمن السورية ومنشقين في قرية اللج في سهل الغاب.

واعتقل الجيش النظامي أكثر من 35 شخصا من حاجز طيار على سكة الحديد من مدخل مدينة درعا من جهة طفس. كما أصيب شابان برصاص قناصة حاجز البريد التابع لجيش النظام عند مرورهما بالقرب من الحاجز بإصابة خطيرة. وأشارت لجان التنسيق المحلية إلى «سقوط عدد من الجرحى وتهدم بعض المنازل وحرق للمحاصيل الزراعية جراء قصف جيش النظام على مدينة أنخل».

وفي مدينة دير الزور، عثر على جثامين 8 مواطنين مجهولي الهوية فيما قتل خمسة مواطنين على الأقل بينهم عسكري منشق، إثر قصف تعرضت له بلدة العشارة في ريف دير الزور.

وأشارت لجان التنسيق إلى إصابة عشرات الجرحى جراء القصف فجر أمس لمدينة الموحسن والشحيل والعشارة، فيما نزح معظم أهالي مدينة البصيرة خوفا من مجازر بحق البلدة من قبل جيش النظام.

 

ليال ابو رحال