حوار مع الأستاذ بشار أمين نائب سكرتير حزب آزادي الكردي في سوريا

2012-05-10

حوار مع الأستاذ بشار أمين نائب سكرتير حزب آزادي الكردي في سوريا, عضو الهيئة التنفيذية للمجلس الوطني الكردي... وعضو الأمانة العامة (وكالة) في المجلس الوطني الكردي ..

 
 
خرج المجلس الوطني الكوردي في اجتماعه الأخير بمشروع سياسي مرحلي ما أهميته سياسيا؟
 
الأهمية السياسية للبرنامج السياسي المرحلي للمجلس الوطني الكردي في سوريا تكمن في عدة قضايا ، أبرزها : إبداء حسن نية من جانب المجلس الوطني الكردي تجاه ألوان الطيف السوري ، ومن ثم تسهيل عملية الحوار مع أطراف المعارضة الوطنية على طريق توحيد صفوفها ، حيث البرنامج يتسم بجانبين هامين وطني سوري وقومي كردي ، مع حق الاحتفاظ بالقضايا الإستراتيجية الهامة والأساسية وخصوصا قراري المؤتمر التأسيسي الوطني الكردي في سوريا بشأن ( حق تقرير المصير واللامركزية السياسية ) .
 
خارجيا, قام المجلس الوطني الكردي بزيارة عواصم عدة, ومنها إلى واشنطن ما دلالات هذه الزيارات؟
 
لجنة العلاقات الخارجية للمجلس الوطني الكردي في سوريا مقسمة إلى مكتبين : (مكتب العلاقات الإقليمية والعربية) ، و (مكتب العلاقات الأوربية والأمريكية) ، حيث تلقى هذا الأخير دعوة من وزارة الخارجية الأمريكية ، وقد استجاب المكتب للدعوة ، أما دلالاتها ، فهي أن المجلس الوطني الكردي في سوريا له أهميته ودوره ، وأن القضية الكردية في سوريا غدت ذات أهمية على أكثر من صعيد ، أي ليس على الصعيد الداخلي فحسب بل حتى على الصعيدين الدولي والإقليمي وحتى العربي ، مما يعني أن صفوف المعارضة لا تكتمل بمعزل عن المشاركة الكردية ، كما أن الحلول المطروحة للأزمة السورية تظل ناقصة دون حل القضية الكردية في البلاد حلا ديمقراطيا عادلا ووفق العهود والمواثيق الدولية في هذا الشأن ، كما أن القضايا الوطنية برمتها ينبغي أن تكون تشاركيه بين مختلف ألوان الطيف السوري ..
 
كيف تقيمون مواقف أطر المعارضة السورية من قضية الشعب الكوردي في سوريا؟
 
مواقف أطر المعارضة السورية من قضية الشعب الكردي في سوريا متقاربة إلى حد ما ( مع الإشارة إلى بعض الاستثناءات الفردية ) ، فهي في مجملها تتحاشى الوقوف المعرفي الدقيق على قضية هذا الشعب من حيث كونها قضية شعب يعيش على أرضه التاريخية أبا عن جد ومنذ ما قبل ولادة الدولة السورية ، وما يستحقه هذا الشعب وفق المواثيق والعهود والأعراف الدولية وأسوة بالشعوب والأمم الأخرى ، وما ينبغي له من حق المساواة التامة مع أخيه العربي في التفاعل مع محيطه القومي حيث يمارس العربي هذا الحق وكيفما تسنى له على امتداد الوطن العربي ، بينما الكردي يتعرض للنقد والريبة لمجرد طرح رأي أو شعار في هذا الاتجاه .
إلا أن المجلس الوطني السوري أكثر موضوعية في تناول قضية هذا الشعب ، لاسيما أن بعض شخصياته ورموزه له مواقف متقدمة في هذا الاتجاه ، على العموم علينا أن نسعى دوما إلى تقديم تسهيلات للتقارب بين أطراف المعارضة الوطنية ، وأن نتجنب المغالاة في الطرح ورفع سقوف الحقوق القومية كي لا نكون عامل انقسام في المعارضة ، بل ينبغي أن نكون عامل جذب إيجابي بين المعنيين من المعارضة ، وأن نترك تفاصيل ما يستحقه شعبنا الكردي للمستقبل ، مع التمسك بالأسس والقواعد الجوهرية لهذه الحقوق ..
 
كيف تقيمون مهمة عنان في سوريا؟, وهل من مخرج قريب للأزمة سوريا؟
مهمة المبعوث الدولي كوفي عنان هي موضع التوافق بين عدد من الأطراف وعلى أكثر من صعيد ولاسيما العربي والإقليمي والدولي ، يتنافس عليها طرفي الصراع وأقصد هنا ، النظام السوري وحلفائه الإقليميين والدوليين من جهة ، والمعارضة السورية وحلفائها الإقليميين والدوليين من جهة أخرى ، فكلاهما يشد الحبل إلى جانبه ويسعى لاستثمار هذه المهمة لمصلحته ، فالنظام وحلفاؤه يرون فيها مخرجا للأزمة وأملا في خلط الأوراق وكسب المزيد من الزمن بغية تهيئة الأوضاع نحو خدمة توجهاته في التشبث بمواقع القرار والإبقاء على سدة السلطة عبر إصلاحات شكلية هنا وهناك ، أما المعارضة السورية وحلفائها ترى في المهمة إمكانية حل الأزمة - إذا التزم النظام – وذلك بنقل السلطة سلميا من النظام إلى المعارضة وبأقل التكاليف والخسائر المادية والبشرية ، أي أن كلاهما يرى في المهمة مصلحته ، لكن الواقع حتى الآن النظام هو المستفيد الأكبر برأيي ، وينبغي البحث عن سبل أو مشاريع أخرى للخروج من هذه الأزمة ووقف دوامة العنف ، نحو إنهاء الاستبداد ووضع أسس جديدة لبناء دولة ديمقراطية حديثة تكفل الحريات العامة ، وتضمن المساواة الكاملة في الحقوق والواجبات .. أي ليس هناك ما يشير إلى مخرج قريب للأزمة ، بل ربما هناك عراقيل وعقبات جديدة
تعترض سبيل الحل نتيجة لمساعي جديدة ، في محاولة لعقد صفقات على حساب السوريين وتضحياتهم ، لكن في جميع الأحوال ، القادم من الأيام ليس لصالح النظام ، وأن التغيير آت لا محالة ..
 
الكلمة الأخيرة.
أستطيع أن أشير هنا إلى قضايا أساسية هي برأيي في غاية الأهمية ، منها : 
1- أن المجلس الوطني الكردي في سوريا ، ينبغي أن يحافظ على تماسكه وأن يسعى نحو تعزيز دوره ، على أساس فك قيود تحييده ما أمكن كي لا يستفيد النظام من ذلك ، وأن يسعى بدأب من أجل التلاحم مع عموم قوى المعارضة الوطنية ، وأن يحافظ على القواعد والمنطلقات الأساسية في معرض تعاطيه مع الآخرين بشأن الحقوق القومية للشعب الكردي وذلك بدون الخوض في التفاصيل في هذه المرحلة ..
2- تضافر الجهود من أجل تعزيز دور شباب الكرد وجماهيره في الثورة السورية السلمية ، وبذل المساعي نحو المزيد من التفاعل مع المكونات الوطنية الأخرى وتعزيز الثقة والتفاهم مع الجميع ..
3- محاربة اليأس والكلل بين الجماهير ، والتصدي بحزم للدعايات المغرضة التي تطلقها الأوساط المرتبطة بالنظام وأزلامه ، والتأكيد على انتصار الثورة السورية لتوفر شروط وعوامل ذاك الانتصار (الموضوعية منها والذاتية) ولئن تعرضت مسيرة هذه الثورة لبعض العراقيل والعقبات هنا وهناك فهي وقتية وطبيعية ولا بد أنها زائلة لا محالة ..
 
ختاما ، لكم كل الشكر والتقدير ..