ملف : قضية المرأة (حقوقها وتحررها) (17 )

2008-09-10

لم يكن أبونا آدم في كامل وعيه حينما اخطأ الخطيئة الكبرى ..!!    مع الكاتب:  جمعة الجباري                                إعداد : حسين أحمدHisen65@gmail.com* جمعة الجباري: - في مجتمعنا الذكوري ليس للمرأة الحق في إعطاء الحق للرجل . -  لم يكن أبونا آدم في كامل وعيه حينما اخطأ الخطيئة الكبرى .- لم تكن المرأة الشرقية بشكل عام تطلب أكثر من حقوقها الإنسانية .- لا يجوز لنا أن نقيس الأشياء والأمور على شريحة صغيرة من الجنس الأنثوي . - المرأة الشرقية تنظر بعين ملؤها الأمل إلى تنشئة أجيال جديدة أكثر تحضراً من جيلها .الاسئلة : - ماذا تريد المرأة تحديدا .!؟جمعة الجباري:  اعتقد أن في هذا السؤال شيء من التجني والتهجم على حقوق المرأة تحديداً، فلماذا نقول ماذا تريد المرأة تحديداً؟ كمن يتهم المرأة بأنها لا تعطي بل فقط تطلب وتأخذ، فالمرأة عموماً كائن معطاء بطبيعتها وهي احن من الرجل على المحيطين بها، بدءاً من ألام والأخت والى الزوجة الساهرة على حماية وتربية أطفالها ورعاية زوجها والإخلاص له ولعائلتها. لا يجوز لنا ان نقيس الأشياء والأمور على شريحة صغيرة من الجنس الأنثوي، فالقياس لا يستقيم إلا على الأغلب والأعم، والمرأة الشرقية بشكل عام _ وهي التي تخصنا نحن الشرقيون_ لا تطلب كثيرا، بل ان الرجل الشرقي يستطيع إرضاءها بأقل قدر من الجهد، ألا وهو الحنان والدفء والرقة، وهذا ما مذكور حتى في دين الإسلام الذي نعتنقه، فالرسول عليه السلام، يطالبنا كمسلمين بالرفق عليها، حين يقول لنا:"رفقاً بالقوارير" وقد شبه المرأة بأرق شيء وهي القارورة الرقيقة التي هي معرضة للكسر والتهشيم بأقل رجة أو ضربة أو صدمة، وقد كان هو رقيقاً جداً في تعامله مع زوجاته إلا ابعد ما يتصور. فهل نكون نحن أكثر رجولة من الرسول ؟-هل هناك من سلب حقا من حقوق المرأة قهرا ..؟جمعة الجباري : نستطيع ان نجيب على هذا السؤال بأكثر من جواب، وربما نطرح نحن سؤالا أكثر إثارة منه للتمهيد إلى الجواب الحقيقي، فنقول: هل أعطى الرجل كل حقوق المرأة، وأي حق تقصد الذي سلب منها؟ المرأة الشرقية مازالت في طور التكوين وبناء الأساس للانطلاقة الصحيحة نحو التطور المدني والحضاري السليم، وهي ما زالت تفتقد إلى الكثير من الفهم الموضوعي لمتطلبات التعامل السليم والمتحضر مع المحيط الخارجي لإطار منزلها المغلق على العالم، فهي إذا أرادت ان تكتسب كامل حقوقها التي تدعي إنها مستلبة؛ عليها ان تكسر الطوق المحيط بمنزلها وتخرج من إطاره إلى الخارج باندفاع نحو الحياة وتكتشف ما ومن حولها بنفسها وحينها ( أقول لها بكل صراحة) ستكتشف ان الرجل الشرقي المتحفظ والمتمسك بقيم وأخلاقيات شرقية نعرفها جميعاً، على حق حين يمنع حريمه يخرجن إلى عالم مليء ببراثن قذرة . من جانب آخر ربما كان هذا الذي قلته فيه شيء من الدوكمائية، لأننا نرى بأعيننا ونسمع كل يوم عن نساء شرقيات دخلن عالم التجارة والحياة العملية من أوسع أبوابها وهن ناجحات ويحققن كل يوم نجاحات اكبر من سابقاتها، ما يجعلنا نطمح كشرقيين متحررين ان نتمنى هذا النجاح أيضا لنسائنا، ولكن هل هذا ممكن للجميع؟ -ما هي رؤية المرأة المستقبلية في تنشئة الأجيال .؟جمعة الجباري : المرأة الشرقية تنظر بعين ملؤها الأمل إلى تنشئة أجيال جديدة أكثر تحضراً من جيلها، لأسباب عديدة، منها: إنها تربي أبناءها على أحسن وجه وطراز لتتلافى بهم المظالم التي تعرضت لها على يد جيلها وتحاول تربية ابنتها على نمط أكثر تحضرا كي تتكون لديها شخصية أقوى من شخصيتها تستطيع ان تدافع بها عن نفسها وتشق طريقها بثقة وثبات في عالم الانترنت والعولمة التي لم تكن موجودة في زمانها، وحتما هذا العالم الذي نعيشه ألان، مسح معه الكثير من القيم والعوالق التراثية التي كنا نعرفها نحن في زمننا، والأجيال الآتية ، المتربية على الشوكولاتة والانترنت، لا تعرف عن الدستور الشرقي الا النزر اليسير جداً.ومن جانب آخر فهي تربي ابنها على ان يكون المدافع عن المرأة وبهذا تكسبه إلى جانبها كغريزة أنثوية في حب التملك والدفاع عن النفس، وهذه تحصيل حاصل لحالة سايكولوجية بحتة. كونها تعرضت الى الهوان والقهر الدوكمائي على يد الرجل، الذي هو والدها وشقيقها وزوجها وأقاربها.-هل تكتفي المراة بحقوقها الإنسانية المتاحة بحسب الشريعة الإسلامية .؟جمعة الجباري : في السابق وفي عهد الأجيال السابقة، نستطيع ان نقول نعم لم تكن المرأة الشرقية بشكل عام تطلب أكثر من حقوقها الإنسانية، كونها شاءت أم أبت تعيش في ظل مجتمع ذكوري الرجل يحكم وهو سيد الموقف والقرار. أما ألان وفي هذا العصر الذي اتسم بالتحضر إلى حد ما، وخروج المرأة إلى ميادين العمل لسد الحاجة المادية، والصارع من اجل نيل درجات أكثر رقيا وعلواً في الحياة العملية، فهي تطمح إلى نيل أكثر من حقوقها الإنسانية، وتقحم نفسها إلى ميادين السياسة والاقتصاد وتطالب بمقاعد برلمانية وسياسية واقتصادية شأنها شأن الرجل.– ان هؤلاء الذين يطالبون بحقوق المراة عليهم ان يجاهروا بالإعلان ماهية هذه الحقوق .؟ جمعة الجباري : لست بمناصر لحقوق المرأة ولا أنا بضد لها ولكنني أقول، مادام ان الرجل سمح لها ان تخرج من خلف قضبان البيت وتطالب بحقوقها، فهي أذن تستحق ذلك لأنها استطاعت ان تقنع الرجل بخروجها وتنفسها الصعداء خارج أسواره، وأظن ان أهم عنصر من عناصر حقوق المرأة هي المساواة مع ندها الرجل. -إذا كان هناك من اضطهد المراة فلاشك انه الرجل . إذا كيف للذي اضطهدها " أصلا " ان يطالب لها بالتحرر ..؟جمعة الجباري : لم يكن أبونا آدم في كامل وعيه حينما اخطأ الخطيئة الكبرى على يدها لأنه كان تحت تأثير الرومانسية المفرطة التي منحته إياه، ومازال الرجل يخطأ الخطأ ذاته تحت ذات التأثير، ولكن لم يكن آدم يتمتع بحل التكفير عن خطئه ، مثلما نحن ألان، ففي أول استيفاق لنا من تأثيرها؛ ترانا قد رجعنا عن قرارنا بإعطائها الحق للتحرر، وبذلك نكون قد جنينا عليها مرتين، مرة حين سمحنا لها بان ترى العالم الخارجي خلف الأسوار العالية لجدران البيت وانشدادها لهذا العالم، ومرة أخرى حين منعناها مرة أخرى بقرار من لدنا بعدم خروجها مرة أخرى عن إطار البيت. والرجل بما انه يعيش في عالم ذكوري، له الحق في ان يمتلك ناصية المرأة كيفما يشاء وأينما يشاء، وهو يعطي الحق لنفسه ان يفعل خارج البيت ما يشاء دون رادع أو خوف من المراة . أما المرأة عندنا فهي محاطة بعدة علامات حمراء تجاوزها يعني إنهاء حياتها بيديها! ولهذا لا يستطيع الرجل كائناً من كان ان يقول أنني أعطي كامل الحرية والحقوق للمرأة وأن فعل ذلك فهو يجانب ما يجول في صدره من مخاطر خروج المراة وتحررها كاملة.- أية حقوق ( بالمقابل) تقر بها المرأة للرجل.؟ جمعة الجباري : في مجتمعنا الذكوري ليس للمرأة الحق في إعطاء الحق للرجل، فالرجل هو سيد الموقف وهو له الحق الكامل في كل الأمور ولا يحتاج من المراة ان تعطيه حقوقه!- هل ان لحقوق المراة وتحررها من صلة جوهرية بقضايا مثل :الأزياء والحفلات والسهرات والماكياج وغيرها .جمعة الجباري : بما أننا ندعي الديمقراطية والحرية الشخصية للفرد داخل المجتمع وندعي التحضر والتثاقف، ومثلما الرجل يعطي الحق لنفسه ان يلبس حسب رغبته ويتأنتك للحفلات والسهرات والليالي الحمراء خارج أسوار البيت؛ فأنني مع ان تفعل المرأة ما تشاء وتلبس وتسهر كيفما أرادت، ولكن في حدود الآداب الشرقية المعلنة وليس كما يفعل الغربيون، فنحن مهما حاولنا ان نقلدهم في هذه الأمور؛ لن نستطيع مجاراتهم، لان في داخل كل شرقي حتى الأجيال الجديدة، جذور أصيلة تذكي الدم الشرقي الحار، ولن تدعه يستسلم لكل شيء.ولكنني أسأل بتعجب، لماذا دائما نحاول نحن الشرقيون ان نقلد الغرب، لماذا لا يقلدنا الغربيون؟- من عجب العجائب ان المراة لا تطالب بحق من حقوقها ولكن الذي يطالب لها بالتحرر والاستقلالية هو الرجل وأي رجل انه : رجلا لا يريد لها إلا ان تتخلى عن أجمل ما حباها الله من الطيبات .جمعة الجباري : جواب هذا السؤال، يشبه ما قلته في جواب السؤال ( 4 )العادات والتقاليد هي التي تحتم على المرأة الشرقية ان تتقيد وتحافظ على أشياء هي عند الشرقيين مقدسة... ان الفضيلة والشرف، من ارق ما عند الشرقيين وهما من المقدسات التي لا يمكن حتى التحدث عنهما في كل مجلس، ليس للأمر علاقة بالثقافة والتحضر، فهذه الأمور يحرص عليها الرجل أكثر مما تحرص عليها المرأة بذاتها، لأنه يحس بكيانه ووجوده من خلال حفاظه عليها، ويحرص على موقعه وسمعته وماء وجهه بين الناس المحيطين به، نحن لسنا كالغربيين ولن نستطيع ان نكون مثلهم مهما حاولنا، لن يستطيع الرجل الشرقي ان يقول لابنته اذهب مع صديقك ومارسي الجنس معه حتى لا تكوني معقدة في المستقبل، ألا ماندر، الذي انسلخ عن كل ما يربطه بشرقيته، ولم يعد يسيطر على أبنائه في الغرب، فالشاب أو الشابة هناك بعد ان يصل عمره إلى 18 سنة ، أي السن القانوني، له الحق ان يخرج من البيت ويعيش كيفما وأينما يشاء دون ان يستطيع الأب أو ألام ان يردعهما، وبحكم القانون المطبق هناك. . أما القانون الشرقي عندنا فلا يسمح نهائيا بذلك، بل يحاسب على ذلك ولا يدع مجالا لمثل هذه التصرفات، لأنه يعمل حسب الشريعة الإسلامية التي تحرم استقلالية كاملة للأبناء الا بعد زواجهم. واعتقد ان الالتزامات الأخلاقية والشرعية من متطلبات الحياة الشرقية ولا أجمل من ذلك. فانا رجل شرقي يا أخي شئت أم أبيت.- قضية تعدد الزوجات في الإسلام والتي أصبحت مدعاة نقداً وتحامل كبيرين هل فكروا هؤلاء بشروط تعدد الزوجات في الإسلام ولعل من ابرز شروطها العدل والمساواة . فان كان قضية قد استوفت العدالة فأي ضيرا في هذا .الا ان الإسلام يرفض الزنا بكل إشكالها وأنواعها حفاظا على الفرد وصحة الإنسان والتماسك الأسرة ضمن المجتمع . بالمقارنة لو عدنا إلى قانون الزوجات في الغرب نرى انه لا يحق للفرد الا زوجة واحدة فقط , ولكن يجاز له باقتران بأكثر من واحدة تحت مسمى ( بوي فريند و كيرل فريند ) أي (صديقات الزوج و أصدقاء الزوجة ) فهؤلاء لهم في كل يوم ان يغيروا بين هذا وذاك ..؟!جمعة الجباري:  صحيح ان الإسلام أعطى للرجل الحق في امتلاك أربع زوجات حسب الشرع وكتاب الله، ولكن بشرط ان يكون الرجل عادلا بينهن ولا يفضل أحداهن على الأخرى، ولكن كم رجلا شرقياً استطاع ان يعدل بين ازواجه، لا اعتقد ان العدالة الزوجية موجودة، لان الرجل بطبعه هوائي الشعور في هذا الجانب، وهو أناني حاله حال المرأة، لذلك لن يستطيع ان يحقق العدالة بينهن. وبما ان العدالة الشرقية غير مؤاتية؛ فالاكتفاء بزوجة واحدة يعتبر عملا ناجحاً لكلا الجنسين. ما يدور في الغرب وقوانين وعادات الغرب لا نستطيع ان نسحبه علينا ولا نستطيع ان نقيسه على الشرقيين، فليس هناك من شرقي يقبل ان تكون لزوجته صديق يشاركه فراش الزوجية بحجة (كيرل فرند) أو ماشابه ذلك، فالغرب غرب؛ والشرق شرق، والله المستعان من مكائد النساء._____________________________________________

KNA


ارسل تعليق

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.