حال الامة اليوم بين أعداء حاقدين وأبناء مخدوعين

أما العدو الحاقد فقد عرف ’ واما الأبن المخدوع فقد لُبّس على الكثير فما هو الأبن المخدوع , وما مظاهره ,وما الموقف منه ..؟
كانت هناك أم خبيثة (العصرانية )
في أوربا ولدت من رحم المخالفات والتناقضات والفلسفات القديمة والصراعات المتعددة , وهذه الأم أخرجت أبناء مثلها ذكور وإناث .
أما الذكور فمنهم :
العلماني Seculaism
والتنويري Enlighenment /Illumination
والحداثي Modernism
أما الإناث فهم أكثر نذكر منهم :
اليسارية , والوضعية, والوجودية ,والذرائعية والليبرالية وو...وكلها تحت الذكور لا شيء
وكل هؤلاء الأولاد جاؤ معهم بأمراض خبيثة ومعدية بل أمراض قاتلة ..
فما هي الأم ومن هم أولادها بالتفصيل ..
سأتناول واحدا واحدا , وأسأل الله أن يجتثهم من بيننا ويخرج منهم الخبيث ويهدي من فيه نبتة خير , ويعافينا ويعافي المسلمين

نشأت الأم في بيئة وثنية عزلت فيها عن الدين وأهله بسبب تسلط رجال الدين المترهبنين والمبتدعين بغير علم ,فنشأت بعيدة عن متطلبات الاشباع الروحي ,وأهتمت بالجسد أكثر ,وقالوا لكل طريق ولا يمكن الجمع بين إسعاد الروح وإسعاد الجسد أما الانقطاع والتبتل أو أن تعيش الحياة بالمتع الجسدية ,لكن النفس البشرية تأبى الانقطاع لأحد الخيارين ,فتجد من القساوسة ن يشذ في فكرة وتصرفاته ,وبالمقابل تجد من الشهوانيين من يطلب الكنيسة ولو في يوم من أيام السنة أو الشهر أو الاسبوع , وذلك لطبيعة الانسان وما أودعه الله فيه من روح وجسد .مع أن هناك أناس أغرقوا في الماديات وأفرطوا فيها.... ,ذكر في تاريخ الفلاسفة اليونانيين أن جماعة من الفيثاغوريين دعوا أحد دعاة النصرانية الى مجمعهم ليحدثهم عن هذا الدين النصراني , فلما حدثهم عن اليوم الآخر , ومافيه من بعث وحشر , سخروا من حديثه ...
والبداية كانت حينما تولى قسطنطين الملك الذي تبنى النصرانية المحرفة في مستهل القرن الرابع الميلادي بسط نفوذ الكنسية وتعاليم الدين المحرف وكان بولس رسول الأمم ..كما قالوا هو منظر التحريف الاول (للفائدة أنظر الى المسيحية ونشأتها وتطورها , لشارل جينز, ترجمة عبد الحليم محمود) ..
أصبحت الكنيسة هي زعيمة العصر وأخذ القساوسة يشحنون الدين النصراني بخرافات اليونان وبسيطرة منفردة ..ومن نتاجهم الفكري صدرات نظريات مثل نظرية الإشراق الافلاطونية في المعرفة والتي خلاصتها (أن المعرفة الصحيحة إلهام إلاهي يهبط على شخص مهيء لذلك نتيجة تجرده من الجوانب المادية ),نتج عن ذلك في الطرف الآخر مضاد لهذه النظرية المدعومة من قوي ذلك العصر وكان هذا المخالف قد تأثر ببلاد المسلمين بعد الحروب الصليبية وأخذهم الاندلس , وتأثيره كان مليء بالحقد على تطور المعرفة عند المسلمين ,فبدأ يأخذ ماعند المسلمين ويترجم كتبهم وأكثر العلوم التي أخذت التطبيقية والنظريات الفلسفية لقربها منهم ولسهولة التجرد من الاسلام بأخذها منفصله عنه وأستنتجوا أن هناك حقائق ممكن للإنسان أخذها بعقله كما أن هناك حقائق تؤخذ من الدين ...ومع رفض رجال الكنيسة لهذه الافكار زادت حده التصادم ,حتى جاء(روجر بيكون ) وهو من رجال الكنيسة ,والذي اعترف بان سلطان الكنيسة يقتصر على العلوم الدينية والمتعلقة بالآخره ,أما العلوم الدنيوية المتعلقة بمصالح الانسان في هذه الحياة فهي منتوج الفكر البشري وفي سلطانه فأصبحوا مابين جمود الكنيسة ورجالها المتسلطين وبين تطور الفكر وأثره على الواقع (السياسي والاجتماعي والاقتصادي )....
من ذلك الصراع ايضا ظهر عند النصرانية حركات اصلاحية ترفض الخوارق والغيبيات وتحث على تطوير الدين ليوافق المعرفة ومن ابرز دعاتها الراهب لوسري وجورد تيرل في كتابه (برنامج العصرانية) ....

يتبع إن شاء الله