لا تختلف أخبار المشهد السياسي في بلادنا من حالات قتل واعتقال واختطاف عن مشاهد تربية الدواجن وخروج الفراخ الى النور ؛ فما ان تفقس البيوض وتعم الحركة والنشاط والصراخ اجواء المعمورة مبشرة بحياة جديدة الا وتبدأ معها احزان المربيات بين يوم وآخر بسبب ما تتعرض له الفراخ من مناكب الدهر.

القط السياسي والحيواني واحد في تنمره وسطوته على حياة الأبرياء يعتدي عليها كلما جاع واشتهى وتسنى له الأمر بالإغارة على الحياة لوأدها وتلوينها بألوان الدماء وبث اليأس والحزن في قلوب الأمهات حينا والمربيات حينا آخر .

الشعور النفسي واحد لا يتجزأ بين أن يخطف من الأم المربية فلذة كبدها وبين أن يخطف منها ثمرة تعبها وكدها في تربية الفراخ ولو اختلف الشعوران في كمية افراز هرمونات الأدرينالين المسببة للحزن إلا ان الحزن حزن ؛ وكلاهما يؤثران في النفس البشرية ومزاج شخوصها , فتربك الوجدان وتقيد تفكيره بالحالة كما تمنعه من تناول الطعام كلما حدثت المصيبة .

إن ما سجلته آنفا هو قراءة سريعة لما يجري في منزلنا من حالات اختطاف لفراخ علوكتنا وما أتلمسه على وجه والدتي من حزن وأسى يخطف من عيونها النوم ويغلق شهيتها للطعام .

بالله عليكم أيها المتفرجون عبر الحدود ...

أيتها القطط البشرية التي تخطف الأبناء من أمهاتها

كيف يطيب لكم الحياة وأنتم تدركون أن أفعالكم تلك تحرق قلوبا زكية وتكسر مشاعر حانية ؟!!

عماد يوسف
الجمعة 11 / 5 / 2018