كانيوار برزان : كوردستان.. ومخاطر الأمن القومي الكوردي

2013-03-25

عاش الكورد على ارضهم كوردستان منذ مئات السنين.. بل وتمتد الى عدة الاف من السنين قبل ميلاد السيد المسيح.. وتشهد الاثار والحفريات الى تعاقب عدة حضارات انسانية على كوردستان وقد اصبحت كوردستان ساحة لتصفية الحسابات ولمرات عديدة بين الامبراطوريات الحاكمة في المنطقة..

نعم كانت كوردستان ساحة المعركة او المعارك والحروب الشرسة بين الامبراطورية العثمانية من جهة والامبراطورية الفارسية من جهة ثانية وكان الكورد في اغلب الاحيان هم الضحية الكبرى ووقودها.. ولم يفكر الكرد الا حديثا بمسالة الامن القومي بعد ان علت اصوات المفكرين والمثقفين الكورد بضرورة الاهتمام بهذه المسالة.. والامن القومي ببساطة شديدة يعني الحفاظ وحماية مصالح الكورد وكوردستان والنأي بهما بمنأى عن الصراعات التي لا ناقة لنا فيها ولاجمل.. نعم فأي صراع اقليمي لامصلحة للكورد فيه.. يستوجب الابتعاد عنه قدر الامكان وعدم السماح لهذا الصراع بتسبب اضرار قومية على الكورد وكوردستان..

هذا اضافة الى ضرورة الالتفات الى بقية اجزاء كوردستان وتوحيد الرأي او توحيد مجموعة الاهداف المشتركة والتي تحقق مصلحة الجميع مع مراعاة الجيرة ومصالح الشعوب الطيبة مع الكورد والتي كان لها وعلى التاريخ المنظور مواقف مشرفة ومصالح مشتركة.. والامن القومي يعني ايضا الانفتاح العقلاني والمدروس على الحضارة والثقافة الاوروبية والاستفادة من التكنلوجيا ومجموعة القوانين التي نظمت شؤون المجتمع الغربي مع الحفاظ واحترام التراث القومي الكوردي.. عندما خسرت اليابان ابان الحرب العالمية الثانية واحتلتها الجيوش الامريكية ولعقود من الزمن نهضت اليابان دولة صناعية والكترونية قوية بسبب حفاظ شعبها على تراثهم القوي بشكل يدعو الى الاعجاب والاحترام..

كذلك الشعب الالماني بالرغم من خسارته الحرب خسارة قاسية و تقسيمه الى جزئين شرقي و غربي لما يقارب الخمس عقود الا ان المانيا عادت و توحدت و تشكل منها دولة قوية وذلك بسبب الحس العالي بالامن القومي الالماني.. وللحق يقال كان الكورد ابعد ما يكون عن ادراك اهمية الامن القومي الكوردي والتاريخ يحدثنا عن الصراعات العديدة بين الامارات الكوردية التي كانت شبه مستقلة في يوم ما.. والصراعات الحزبية و الايدلوجية بين الاحزاب الكوردية التي وصلت الى حد الاقتتال و دعوة لبعض القوى الاقليمية للتدخل لصالح طرف ضد طرف كوردي اخر..

 

وهكذا كان وضع الكورد على مدى عشرات بل مئات السنين.. بسبب افتقار الكورد الى ثقافة الامن القومي.. ومن هنا فانا ادعو جميع المثقفين و التربويين و اساتذة المدارس والجامعات تخصيص ولو ساعات قليلة لتعليم التلاميذ الكورد معاني واهمية موضوع الامن القومي واثرها في مستقبل الكورد وكوردستان..



يعرف الأمن القومي بأنه القدرة

يعرف الأمن القومي بأنه القدرة على توفير أكبر قدر من الحماية والاستقرار للعمل الوطني والقومي في كافة المجالات «السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعسكرية والعلمية والتكنولوجية..»ضد كافة التهديدات الداخلية والخارجية سواء كانت إقليمية أو عالمية. شكري زيباري

ارسل تعليق

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.