واقف وسط خـراب الروح ..
كل ما حولي شجر يتساقط وورق يحترق ..
والشوارع بـقـلبي دروب تـنـكـفأ على نفسها ، والقادم من الأشيـاء جماد أخرس ، يلعن قطار الزمن ..

لم نعد نتحسس الأشيـاء الجميلة من حولنا ..
نرمق الوردة وندوسها بأقدامنا ..
نسمع تغريد الطيور وفي آذاننا يعربد رنين المادة ..
ونـتـكـلم عن الروح وضباب العصـر يعشعش فينا ..
ونمسك الـقـلب ونرديه في بئر العفونة ..
نغسل الروح وتبقى ملابسنا متسخة ..
ونغسل ملابسنا وتبقى الروح متسخة ..

ونصلــي وألف شيطان فينا يرقص..  ونلمـع  وجوهنا والدود فينا ينخر ..
نغسل أقدامنا بعد عناء اليوم..  وبـأقـدامنا يرقـد ركض مسعور لغـد آخر..  خلف زيف آخـر ..

وننام ملأ الجفون والأحـلام عنا تغادر.. ويوقـظـنا من رقدة الموت همس مجنون.. والشمس في حقائبنا طفل مذبوح ..
والقمر نبـيعه لـ ( علب الليل ) ..

والبحـر الفسيح خندق نلقي به خراب أيامنا .. وخراب نـفـسيـاتـنا ..
والكلمة الجميلة مومسة نتبرأ منها ..

والدروب الضيـقـة تسد شرايين القلب.. وتـفسـد الهواء النقي ..
فهل كتب علينا أن نغرد وفي حناجرنا شوك مزروع ..
وأن نحلم وفي أيـامنا وجع مزمن ..
وأن نمشي وفي أقـدامنا أصفاد الدرب ..
وأن نكتب وفي أقـلامنـا سخط مستمر ..

وهل علينا أن نحتوي كل الزمن الهارب منا ..
أو نحضن ما يتساقط منا حينما نركض خلف الزمن الهارب ..

لحظـة القلب هي لحظة الخلود .. ولكننا نعيش وسط اللحظات العابرة .. لا القلب فيها يملك زمام الأمـور .. ولا الأمور تسيـر وفق أهداف العـقـل ..

يقـتـلنا داء يأتي من جهة النفس .. والرياح السيئة تعصف بأشرعة الضميـر .. وكل الآتي رموز لأشياء لم تأت ولم تحضـر ..