تجربة صمت
في السنة الثانية من اختصاصي في مشفى الاطفال قررت ان اصوم عن الكلام لمدة يومين
..طلبت اجازة ليومين ومن ثم اخبرت صديقي في الغرفة بنيتي وحملت معي رواية لعبة الكريات الزجاجية لهرمان هسة وبدات التجربة
...مرت مواقف طريفة كثيرة وانا اكل في مطعم المشفى ومع الزائرين في السكن ..لا اظن انها تهم السامع ....
اكثر كا افادني في التجربة هو سماعي لصوتي الداخلي عندما كنت اسمع للناس كنت اقول في نفسي سارد عليه بكذا وستكون ردة فعله كذا وانا ساعاود بكذا وهكذا اغير الحوار وفقا لردات الفعل المتوقعة من الاخر وغالبا ما كنت اكتشف اخطائا في حواري الصاخب ...
عندما تصمت وانت تحاور تكون كالشخص الثالث او القاضي الذي تراقب نفسك وتسمع لها ...
.
اتذكر اننا جربنا نوعا اخر من هذه الفكرة عندما اجتمعنا انا وبعض الاصحاب قبيل صلاة الفجر نتباحث في قضايا التغيير ..
قررنا ان نسجل الحوار ثم نستمع اليه لكي يسمع كل واحد لنفسه وصوته فيقييم ويكتشف الاخطاء وكانت تجربة مفيدة .. ومثلها ان يعيد الانسان قراءة ما كتب بعينات عشوائية من حيث العناوين والترتيب الزمني ....
تعلمت من تجرتي مع الصمت الصبر وعدم الرد المباشر تعلمت الايتسامة في وجه الاخر وهو يتكلم لانني لست مستعجلا للرد
والحمد لله الذي علمنا ما لم نكن نعلم وكان فضله علينا كبيرا
بالفعل هناك الكثير من المواقف التي لا تحتاج منا سوى بعض الصمت
- تعودنا دائما أن الرد و المشاركة هي الأفضل لكن علينا أن نقول خيرا ً أو لنصمت
- و الصمت في بعض المواقف دلالة على القوة و على الصبر أكثر من الضعف
مواقف جميلة خورشيد نرجو ألا تحرمنا منها دائما / كل الشكر و التوفيق لك
كنت اكره الصمت اما الأن بعد تعييني كمعالجة نطق الخاص بالإعاقة السمعية
أصبحت أعشق الصمت وأتلذذ جداً بلغة الإشارة
فعلاً لكل شيء في هذا الكون المقدر من الله متعة
الصمت لغة من لا يستطيع ألا أن يصمت
كثيرا ما يكون الصمت هلاكا لبعض الحالات ...
لكن على وجه العموم على الإنسان أن يجيد فن الاستماع لنفسه و للآخرين
و يحسب حسابا لمشاعر الغير كما هو حريص على زجاج مشاعره من الإنكسار .
ـــــــ
الصمت أقوى أنواع الكلام ... و الحق ... شرط أن يكون قبل الحكم سريعا .
..................................****............................................
كن ما شئت .... و لكن كن صادقاً .