سيكولوجية الإشاعات وتأثيراته على مجتمعنا
سيكولوجية الإشاعات وتأثيراته على مجتمعنا
الإنسان بغريزته وبطبيعته ومن خلال السلالة المستمرة منذ القدم وحتى الآن ذات طابع أليف، متأقلم مع الطبيعة والبيئة والمنطقة المتواجدة فيها، متآلف مع العادات والتقاليد والأساليب المعيشية..
ورغم صعوبة كتابة هذه العبارة وشرحها إلا أنها الواقع الذي لا مفر منه..
فصحة الواقع أنه ليس متآلفا مع العادات والتقاليد، وإنما العادات والتقاليد مسيطرا عليه يعيش تحت وطأة الاستماع
فالناس يتواصلون معاً ودوماً في كافة أنحاء العالم بعيداً كان من خلال الأقمار الصناعية والإذاعات وألنت و....إلخ
وقريباً من خلال تعاملك مع الآخرين وطبيعة عملك الذي يفرض عليك الجلوس مع الآخرين والاستماع إلى أحاديثهم التي أكثرها تأتي من الفراغ أو مجرد سماعهم من غيرهم نبأ أو خبر ما.
والمشكلة الكبرى في أنه لم يكتفي بما يسمعه من غيره دون التأكد من صحة الخبر ..وإنما يطرحها لغيره وفي مكان أخر مع بعض الإضافات و(التظبيطات) من عنده ليبرز للطرف الآخر أنه مهتم بالأخبار....
فعلى سبيل المثال ،فجأة تسمع بحدوث حادث سير لبولمان أو سيارة وكان في البولمان عشرة أشخاص وجرح منهم واحد أو اثنان وقد فارق أحدهم الحياة ..
سماع الخبر هذا كانت في البداية من أحد الأشخاص العامة مدعياً بأنه كان متواجداً يومها في الموقع..
وبعد يومين سوف تسمع نفس الخبر ولكن بشكل أكبر وأفخم وكأن الواحد منا عندما يضخم من صلابة الموضوع الأساسي يحس بالفخر وعندما يزود من عنده عدد الضحايا ،وكأنه يريد أن يقلل من البشرية وهذا أيضاً يدعي من أنه كان موجود على البولمان ليؤكد أكثر من صحة حديثه...
وهكذا تمر الأيام والأسابيع وتسمع بنفس تلك الحادث من ناس آخرين بأن البولمان قد أحترق كله ولم ينجوا منها أحد.........
إشاعات كثيرة مثل هذه لا تعد ولا تحصى متداولة بين الناس عامة كسلع كلامي لقضاء وقته وإثبات وجوده وهو في مجلس
والمشكلة هو أن (الأٌمييّن ) الغير متعلمين من النساء والشباب ومن هم كبار السن من الجنسين يجلسون أمام منازلهم أو واقفين لمجرد خمس دقائق مع جيرانهم كافي لشرح مواضيع وأحاديث مع بعض الإضافات لموضوع سمعوها من شخص أخر أو من خيالهم الفارغ ..وهكذا من الجار للجار الأخر إلى أن يسمع في اليوم التالي صاحبة أو صاحب الفتوة والخبر الموضوع بشكل أخر مختلف من كافة النواحي ، حتى وهي أيضاً تصدق في النهاية ما قالته هي منذ البارحة
الحقيقة إذا أردت أن أطرح كل ما في جعبتي من سماع حديث الشارع وأنت مار فيها ، سوف تحتاج ساعات لقرأتها
والغرابة في الوقت الحالي هو أن الجيل الحالي الواعي والمتعلم تنحاز بعض الشيء إلى تصديق هذه الأقاويل والأحاديث نوعاً ما دون إرشاد وتوجيه و توعية الطرف الأخر وتصحيح أفكارهم وما يسمعونهم....
فاليوم ومنذ لحظة نزولي من البولمان ، حيث كنت قادماً من وظيفتي وإذا بسائق السيارة يخبرني بأن الناس تخاف من الزلزال والبركان الذي سوف يحصل اليوم أو غداً في جبل الكوكب ، فقلت له ورغم التعب والإرهاق التي كنت فيه أن لا يصدق ما يسمعه لأنه ما من أحد يعلم صحة ذلك متى وأين...
وعند وصولي إلى المنزل كانت جارتي وزوجها وأولادها عندنا في زيارة، فسمعت منهم الحديث نفسه ولكن بشكل مختلف نوعاً ما عن أسلوب وحديث سائق السيارة.. بأن الزلزال والبركان سوف يحدث وعلى حسب اعتقاداتهم وسماعهم للخبر بأن سببها جبل عبدا لعزيز أو جبل كوكب...ابتسمت قليلاً وبدأت الحديث معهم بأسلوب خاص نوعاً ما لأصحح لهم ما سمعوه بأن جبل عبدا لعزيز ليس بركاني وإنما فقط جبل كوكب هو بركاني هذا أولاً
ثانياً بأن هناك أمور ما من أحد يعرف أو حتى يتوقع زمن حدوثه إلا (الله سبحانه تعالا)..
فاليابان بقدراتها وبراعة اختراعاتهم لم يستطيعوا التنبؤ (بزلزال تسونا مي) الذي حدث منذ قرابة خمس سنوات مضى
حيث بلغ ارتفاع أمواج البحر عندها أكثر من(24 قدم)، وراح فيها الكثير من الضحايا...وأنا في حديث معهم
سمع صديقي الذي هو جاري بتواجدي في البيت ،فدعاني لفنجان قهوة عنده ،وإذ بأنني أسمع منه الحديث نفسه....!!!!!!؟؟؟
حيث يخبرني بأن جارته قد أخرج أولادها من المنزل إلى الشارع في البرد وأبعدهم عن الأبنية خوفاً من البركان والزلزال
كما فعلت الكثير من الناس ما فعلتها هي دون التأكد من صحة الخبر.
عندها واردتي شعور الجمود والانبهار والدهشة مرافقاً ببعض العصبية من هؤلاء الناس ...
أنهى صديقي حديثه، قمت بالرد عليه بأنه كيف يسمح لنفسه مشاهدة ما يحصل دون توعيتهم وأخبارهم بأنه لا أحد يعرف الساعة الذي سوف يغادره قطار الحياة ولو عرف أحدهم لمات قبل أن يأتي ساعته بكثير..
وفي النهاية التي لا أستطيع إلا أن أقول فيها " لا تصدق ما تسمعه دون التأكد من صحته...
كذب المنجمون ولو صدقوا...."ولكن ما العمل إذا كان أغلبية الناس قد أصبحوا منجمين...فتصور يا رعاك الله...!!!!!؟؟؟
لكن هذه هي الحقيقة ..
فالزلازل تتالت في المنطقة بشكل غريب و لم يسبق أن حدث مثل هذه الحالة أبدا .
و ما حذر الناس و حيطتهم إلا خوفا ، لأنهم بالفعل عاشوا لحظات الزلازل الرهيبة ..
الإشاعات أمر ، و الحقيقة أمر آخر ..
.......
لنكن علميين في كل شيء .. هناك أمور ٌ كثيرة لا يجب علينا تصديقها ، و هناك أمور أخرى
علينا عللا الأقل الاستعداد لها
........
أتصدق كلامي arash :wink: …….
((إشاعات كثيرة مثل هذه لا تعد ولا تحصى متداولة بين الناس عامة كسلع كلامي)) ..............
يقصد بالاشاعات الاحاديث والاخبار والتعليقات التي ترتبط بواقعة معينة مهمة اجتماعيا ويتم تناقلها من شخص لاخر دون أي محاولة للتاكد أو التحقق من صدقها لا بل يكاد بعض الاشخاص يدافعون عنه بحماس بحيث لايدعون مجالا للتشكك في صدق ذلك ودن ان يدركوا بانهم يسهلون في نشر أخبار مضللة وكل ذلك بالطبع يعد من العوامل الفعالة في تفكك وحدة المجتمع ولاشاعة ظاهرة نفسية لها دلالة ومعنى اذا الاشاعة هو نمط من انماط السلوك الاجتماعي له اسبابه وله دلالته وله وظيفته ولهذا تعد الاشاعة ظاهرة طبيعية تحدث في أي مجتمع عند توافر الظروف والمناخ الملائم ويلاحظ علماء النفس الاجتماعي أن البيئة الملائمة لانتشار الاشاعة هي البيئة المفككة التي يسود فيها الاضطراب والشكوك
وطبيعي أن التعود على الحصول على المعلومات جاهزة من الاباء والكتب والمدارس دون محاولة البحث والتقصي او الاعتماد على الذات فان كل ذالك يسهل التقاط الاشاعات عند مجرد سماعها
ويوكد علماء النفس الاجتماعي بأن من أكثر الطرق الشائعة للتصدي للاشاعات هي محاولة تكذيب الاشاعة ودحضها على الرغم من أنها ليست الطريقة المفضلة ذالك لأن مجرد التكذيب في حد ذاته يتضمن الاعلان عن الاشاعة والاعلان هو تكرار لها لاسيما ان هناك من يصدق الاشاعة ولا بصدق تكذيبها.................
سباس كتير............... :roll:
نيسان
يا وردة نيسان ...فالناس يهزون الورد حتى يشموا عطرها...ولكن ما العمل إذا كانت رعشتهم يؤدي إلى موت الورد ...ليسمعوا خبرها.....(في خبر كان)
شكراً لك على ردك الجميل ...ولك مني أحلى باقة ورد ...وألف الحمد لله على سلامتك...من فيروس الإشاعة...فهو مرض معدي أحياناً
behzad
شكراً لك أخ بهزاد على تعليقك وأتمامك للموضوع من حيث تعريفها.....
ليس فقط الإشاعة تستغل نقطة الضعف وتتغلغل فيها لتعشش فيها وتفسخها لتدمرها بالنتيجة.....فالسبب فينا نحن .....فالمجتمع هي التي تستقبل الوباء بنفسها وليس هذا فقط ونما تدعمها لتنتشر بشكل أسرع بين الناس.....
dilo can
عن أي حقيقة تتكلم يا عزيزي....فبمجرد حدوث هزة بسيطة قامت القيامة بين البشر ...وذلك لإن الناس في المنطقة لم ترى من قبل شيئ كهذا ولم يفكر في الموت المتعدد الأسباب...ومن حيث لا يعلم
فالناس عندنا يعشقون أرواحهم ولا يريدون التخلي عنها...ولهاذا تراه وهو يمشي تاركاً وراه أثم....أو معصية ...أو ذنب من كثرة التحدث عن الأخرين في غياهم وحقد بعضهم لبعض....
هذا كله وتريد أن لا يهز الأرض من تحتهم......
أما بالنسبة لكلمة( الأستعداد لها) التي أستخدمتها يا صديقي...
في كل يوم يحدث العشرات من حوادث السير ...فهذا يعني أن الناس يجب أن يتوقفوا عن السفر و قيادتهم لسياراتهم وترك عملهم...
فاليوم بالذات وعلى طريق عامودا عند المفرق (الطريق الدولي ) رأيت حادث شاحنة وعند وصولي إلى بداية الحسكة كانت هناك حادث بولمان
أهذا يعني أنه يجب إيقاف السير على طريق عامودا وعدم صعود البولمان
كما أن البعض يفوتهم المنية وينتقلون إلى رحمته وهم نيام أيعني ذلك أن ما من أحد يجب أن ينام ....
شكراً لك صديقي على مرورك الجميل
كأنك طلعت يلي كان بيدور بذهني
وذكرتني بموقف صار معي من شي 3 سنين يا سيدي
شو ارتعبت رعبة كنت راح اروح فيها لولا لطف اللة من اشاعة
او بالاحرى من كلام بعض الناس الي مو صحيح ,
يا سيدي انا بطبيعتي ما اصدق اي شي شو ما كان حتى اشوفها بعيني
والناس بتحكي اشكال وانواع والاشاعات نشيطة دائما وما حدى يقدر يمنعها
المهم نحن ما نصدق كل ما يقال
شكرا على الموضوع المهم اخي العزيز