سيكولوجية الإشاعات وتأثيراته على مجتمعنا

6 ردود [اخر رد]
User offline. Last seen 14 سنة 33 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 15/11/2007

سيكولوجية الإشاعات وتأثيراته على مجتمعنا

الإنسان بغريزته وبطبيعته ومن خلال السلالة المستمرة منذ القدم وحتى الآن ذات طابع أليف، متأقلم مع الطبيعة والبيئة والمنطقة المتواجدة فيها، متآلف مع العادات والتقاليد والأساليب المعيشية..
ورغم صعوبة كتابة هذه العبارة وشرحها إلا أنها الواقع الذي لا مفر منه..
فصحة الواقع أنه ليس متآلفا مع العادات والتقاليد، وإنما العادات والتقاليد مسيطرا عليه يعيش تحت وطأة الاستماع
فالناس يتواصلون معاً ودوماً في كافة أنحاء العالم بعيداً كان من خلال الأقمار الصناعية والإذاعات وألنت و....إلخ
وقريباً من خلال تعاملك مع الآخرين وطبيعة عملك الذي يفرض عليك الجلوس مع الآخرين والاستماع إلى أحاديثهم التي أكثرها تأتي من الفراغ أو مجرد سماعهم من غيرهم نبأ أو خبر ما.
والمشكلة الكبرى في أنه لم يكتفي بما يسمعه من غيره دون التأكد من صحة الخبر ..وإنما يطرحها لغيره وفي مكان أخر مع بعض الإضافات و(التظبيطات) من عنده ليبرز للطرف الآخر أنه مهتم بالأخبار....
فعلى سبيل المثال ،فجأة تسمع بحدوث حادث سير لبولمان أو سيارة وكان في البولمان عشرة أشخاص وجرح منهم واحد أو اثنان وقد فارق أحدهم الحياة ..
سماع الخبر هذا كانت في البداية من أحد الأشخاص العامة مدعياً بأنه كان متواجداً يومها في الموقع..
وبعد يومين سوف تسمع نفس الخبر ولكن بشكل أكبر وأفخم وكأن الواحد منا عندما يضخم من صلابة الموضوع الأساسي يحس بالفخر وعندما يزود من عنده عدد الضحايا ،وكأنه يريد أن يقلل من البشرية وهذا أيضاً يدعي من أنه كان موجود على البولمان ليؤكد أكثر من صحة حديثه...
وهكذا تمر الأيام والأسابيع وتسمع بنفس تلك الحادث من ناس آخرين بأن البولمان قد أحترق كله ولم ينجوا منها أحد.........
إشاعات كثيرة مثل هذه لا تعد ولا تحصى متداولة بين الناس عامة كسلع كلامي لقضاء وقته وإثبات وجوده وهو في مجلس
والمشكلة هو أن (الأٌمييّن ) الغير متعلمين من النساء والشباب ومن هم كبار السن من الجنسين يجلسون أمام منازلهم أو واقفين لمجرد خمس دقائق مع جيرانهم كافي لشرح مواضيع وأحاديث مع بعض الإضافات لموضوع سمعوها من شخص أخر أو من خيالهم الفارغ ..وهكذا من الجار للجار الأخر إلى أن يسمع في اليوم التالي صاحبة أو صاحب الفتوة والخبر الموضوع بشكل أخر مختلف من كافة النواحي ، حتى وهي أيضاً تصدق في النهاية ما قالته هي منذ البارحة
الحقيقة إذا أردت أن أطرح كل ما في جعبتي من سماع حديث الشارع وأنت مار فيها ، سوف تحتاج ساعات لقرأتها
والغرابة في الوقت الحالي هو أن الجيل الحالي الواعي والمتعلم تنحاز بعض الشيء إلى تصديق هذه الأقاويل والأحاديث نوعاً ما دون إرشاد وتوجيه و توعية الطرف الأخر وتصحيح أفكارهم وما يسمعونهم....
فاليوم ومنذ لحظة نزولي من البولمان ، حيث كنت قادماً من وظيفتي وإذا بسائق السيارة يخبرني بأن الناس تخاف من الزلزال والبركان الذي سوف يحصل اليوم أو غداً في جبل الكوكب ، فقلت له ورغم التعب والإرهاق التي كنت فيه أن لا يصدق ما يسمعه لأنه ما من أحد يعلم صحة ذلك متى وأين...
وعند وصولي إلى المنزل كانت جارتي وزوجها وأولادها عندنا في زيارة، فسمعت منهم الحديث نفسه ولكن بشكل مختلف نوعاً ما عن أسلوب وحديث سائق السيارة.. بأن الزلزال والبركان سوف يحدث وعلى حسب اعتقاداتهم وسماعهم للخبر بأن سببها جبل عبدا لعزيز أو جبل كوكب...ابتسمت قليلاً وبدأت الحديث معهم بأسلوب خاص نوعاً ما لأصحح لهم ما سمعوه بأن جبل عبدا لعزيز ليس بركاني وإنما فقط جبل كوكب هو بركاني هذا أولاً
ثانياً بأن هناك أمور ما من أحد يعرف أو حتى يتوقع زمن حدوثه إلا (الله سبحانه تعالا)..
فاليابان بقدراتها وبراعة اختراعاتهم لم يستطيعوا التنبؤ (بزلزال تسونا مي) الذي حدث منذ قرابة خمس سنوات مضى
حيث بلغ ارتفاع أمواج البحر عندها أكثر من(24 قدم)، وراح فيها الكثير من الضحايا...وأنا في حديث معهم
سمع صديقي الذي هو جاري بتواجدي في البيت ،فدعاني لفنجان قهوة عنده ،وإذ بأنني أسمع منه الحديث نفسه....!!!!!!؟؟؟
حيث يخبرني بأن جارته قد أخرج أولادها من المنزل إلى الشارع في البرد وأبعدهم عن الأبنية خوفاً من البركان والزلزال
كما فعلت الكثير من الناس ما فعلتها هي دون التأكد من صحة الخبر.
عندها واردتي شعور الجمود والانبهار والدهشة مرافقاً ببعض العصبية من هؤلاء الناس ...
أنهى صديقي حديثه، قمت بالرد عليه بأنه كيف يسمح لنفسه مشاهدة ما يحصل دون توعيتهم وأخبارهم بأنه لا أحد يعرف الساعة الذي سوف يغادره قطار الحياة ولو عرف أحدهم لمات قبل أن يأتي ساعته بكثير..
وفي النهاية التي لا أستطيع إلا أن أقول فيها " لا تصدق ما تسمعه دون التأكد من صحته...
كذب المنجمون ولو صدقوا...."ولكن ما العمل إذا كان أغلبية الناس قد أصبحوا منجمين...فتصور يا رعاك الله...!!!!!؟؟؟

User offline. Last seen 5 سنة 1 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 08/10/2007

كأنك طلعت يلي كان بيدور بذهني
وذكرتني بموقف صار معي من شي 3 سنين يا سيدي
شو ارتعبت رعبة كنت راح اروح فيها لولا لطف اللة من اشاعة
او بالاحرى من كلام بعض الناس الي مو صحيح ,

يا سيدي انا بطبيعتي ما اصدق اي شي شو ما كان حتى اشوفها بعيني
والناس بتحكي اشكال وانواع والاشاعات نشيطة دائما وما حدى يقدر يمنعها
المهم نحن ما نصدق كل ما يقال
شكرا على الموضوع المهم اخي العزيز

صورة  dilo can's
User offline. Last seen 4 سنة 3 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 16/09/2006

لكن هذه هي الحقيقة ..
فالزلازل تتالت في المنطقة بشكل غريب و لم يسبق أن حدث مثل هذه الحالة أبدا .
و ما حذر الناس و حيطتهم إلا خوفا ، لأنهم بالفعل عاشوا لحظات الزلازل الرهيبة ..
الإشاعات أمر ، و الحقيقة أمر آخر ..
.......
لنكن علميين في كل شيء .. هناك أمور ٌ كثيرة لا يجب علينا تصديقها ، و هناك أمور أخرى
علينا عللا الأقل الاستعداد لها
........
أتصدق كلامي arash :wink:
…….
((إشاعات كثيرة مثل هذه لا تعد ولا تحصى متداولة بين الناس عامة كسلع كلامي)) ..............

 

 

..................................****............................................

         كن ما شئت  ....  و لكن كن صادقاً .

User offline. Last seen 14 سنة 17 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 19/02/2007

يقصد بالاشاعات الاحاديث والاخبار والتعليقات التي ترتبط بواقعة معينة مهمة اجتماعيا ويتم تناقلها من شخص لاخر دون أي محاولة للتاكد أو التحقق من صدقها لا بل يكاد بعض الاشخاص يدافعون عنه بحماس بحيث لايدعون مجالا للتشكك في صدق ذلك ودن ان يدركوا بانهم يسهلون في نشر أخبار مضللة وكل ذلك بالطبع يعد من العوامل الفعالة في تفكك وحدة المجتمع ولاشاعة ظاهرة نفسية لها دلالة ومعنى اذا الاشاعة هو نمط من انماط السلوك الاجتماعي له اسبابه وله دلالته وله وظيفته ولهذا تعد الاشاعة ظاهرة طبيعية تحدث في أي مجتمع عند توافر الظروف والمناخ الملائم ويلاحظ علماء النفس الاجتماعي أن البيئة الملائمة لانتشار الاشاعة هي البيئة المفككة التي يسود فيها الاضطراب والشكوك
وطبيعي أن التعود على الحصول على المعلومات جاهزة من الاباء والكتب والمدارس دون محاولة البحث والتقصي او الاعتماد على الذات فان كل ذالك يسهل التقاط الاشاعات عند مجرد سماعها
ويوكد علماء النفس الاجتماعي بأن من أكثر الطرق الشائعة للتصدي للاشاعات هي محاولة تكذيب الاشاعة ودحضها على الرغم من أنها ليست الطريقة المفضلة ذالك لأن مجرد التكذيب في حد ذاته يتضمن الاعلان عن الاشاعة والاعلان هو تكرار لها لاسيما ان هناك من يصدق الاشاعة ولا بصدق تكذيبها.................
سباس كتير............... :roll:

User offline. Last seen 14 سنة 33 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 15/11/2007

نيسان

يا وردة نيسان ...فالناس يهزون الورد حتى يشموا عطرها...ولكن ما العمل إذا كانت رعشتهم يؤدي إلى موت الورد ...ليسمعوا خبرها.....(في خبر كان)
شكراً لك على ردك الجميل ...ولك مني أحلى باقة ورد ...وألف الحمد لله على سلامتك...من فيروس الإشاعة...فهو مرض معدي أحياناً

User offline. Last seen 14 سنة 33 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 15/11/2007

behzad

شكراً لك أخ بهزاد على تعليقك وأتمامك للموضوع من حيث تعريفها.....
ليس فقط الإشاعة تستغل نقطة الضعف وتتغلغل فيها لتعشش فيها وتفسخها لتدمرها بالنتيجة.....فالسبب فينا نحن .....فالمجتمع هي التي تستقبل الوباء بنفسها وليس هذا فقط ونما تدعمها لتنتشر بشكل أسرع بين الناس.....

User offline. Last seen 14 سنة 33 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 15/11/2007

dilo can

عن أي حقيقة تتكلم يا عزيزي....فبمجرد حدوث هزة بسيطة قامت القيامة بين البشر ...وذلك لإن الناس في المنطقة لم ترى من قبل شيئ كهذا ولم يفكر في الموت المتعدد الأسباب...ومن حيث لا يعلم
فالناس عندنا يعشقون أرواحهم ولا يريدون التخلي عنها...ولهاذا تراه وهو يمشي تاركاً وراه أثم....أو معصية ...أو ذنب من كثرة التحدث عن الأخرين في غياهم وحقد بعضهم لبعض....
هذا كله وتريد أن لا يهز الأرض من تحتهم......
أما بالنسبة لكلمة( الأستعداد لها) التي أستخدمتها يا صديقي...
في كل يوم يحدث العشرات من حوادث السير ...فهذا يعني أن الناس يجب أن يتوقفوا عن السفر و قيادتهم لسياراتهم وترك عملهم...
فاليوم بالذات وعلى طريق عامودا عند المفرق (الطريق الدولي ) رأيت حادث شاحنة وعند وصولي إلى بداية الحسكة كانت هناك حادث بولمان
أهذا يعني أنه يجب إيقاف السير على طريق عامودا وعدم صعود البولمان
كما أن البعض يفوتهم المنية وينتقلون إلى رحمته وهم نيام أيعني ذلك أن ما من أحد يجب أن ينام ....
شكراً لك صديقي على مرورك الجميل