وصاحبني الكلب!!

10 ردود [اخر رد]
صورة  Ramyar's
User offline. Last seen 11 سنة 45 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 26/11/2005

وصاحبني الكلب!!

هل منا أحد ليس عنده مشاكل في حياته؟

هل منا أحد لم يتعرض للبلاء في سنواته؟

أليس كل واحد فينا له أمنية يريد الوصول إليها ولا يستطيع؟

أليس كل واحد فينا قد يتعرض لشر يريد دفعه وليس في قدرته ذلك؟

إنها إرادة الخالق أن تكون الدنيا دار بلاء وفتن ومحن, وكأن المشاكل قد وضعت لنلجأ إليه سبحانه, وكأن الابتلاءات قد قدرت لننكسر لعظمته، وكأن الفتن قد نصبت ليعرف الصادق مع الله من الكاذب وليظهر المؤمنون وتقام الحجة على المنافقين والكاذبين.

فكلنا أصحاب مشاكل، فهذا يعاني من ذنب لا يستطيع تركه وهذا يعاني من عدم القدرة على فعل الطاعات، وهذا يعاني من مرض نفسي، وهذا يعاني من أبنائه وآخر يعاني من أقاربه وجيرانه، وآخر معرض لمصيبة في ماله وآخرون في المستشفيات والمصحات يعانون الأمراض والملمات، وهذا يعاني من قلق دائم وعدم القدرة على التركيز، وآخر مصاب بالحزن والاكتئاب...

خطأ فادح:

ولعل من الأخطاء التي كثيرًا ما نقع فيها أننا نهرب من المشكلة ونتظاهر بأنها لا تصاحبنا على الدوام, بل ونغلق أعيننا عنها آملين أن تبتعد عنا وتتركنا في حالنا من تلقاء نفسها، غير أن المشكلة من النادر أن تدعنا وشأننا في هدوء، إنها تحتاج في العادة إلى معالجة، فإذا ما تظاهرنا بأنه لا وجود للمشاكل، وإذا ما تجاهلنا تواجدها فإنها سوف تنمو وتكبر وتتمدد في ظل نعيم ظلام إهمالنا، وكلما طال الإهمال والتجاهل كلما زاد تضخمها وتغلغلها، وكلما كان التعرف على المشكلة أكبر وأوسع كلما بات الأمر والوضع أفضل وأحسن.

هناك حقيقة مشجعة تقول: إن معظم المشكلات عندما نراها بوضوح يصغر حجمها الذي كان في مخيلتنا قبل ذلك, ويصغر حجم المشاكل أكثر وأكثر عندما نقوم بمواجهتها.

تخزين المتاعب:

لتعلم أخي القارئ أنك مع هروبك من المشاكل وعدم مواجهتك لها أنت بذلك تخزن المتاعب للمستقبل, وهذا لثلاثة أسباب:

1ـ يمكن لتجنب المشكلة أن يجعلها في وضع أسوأ:

فكلما طال التجنب كلما بدت المشاكل أصعب في القدرة على التغلب عليها وتجاوزها، وكلما زاد الشعور بالاكتئاب وسرعة الغضب والانفعال.

2ـ يخلق التجنب مشاكل جديدة:

كفقدان الثقة بالنفس بالتدريج أو تردي قوة وحسن علاقتك مع الناس.

3ـ التجنب يتدخل في حياتك:

إن المشاكل التي تهرب منها لن تهرب هي منك, بل ستلاحقك لكي تساهم بنصيبها في إفساد حياتك.

مواجهة المصاعب الحل الأصعب والأسهل:

إنه الأصعب على النفس أن تعترف بوجود المشكلة بدلاً من إنكار وجودها، وأن تعترف بالحقائق على ما هي عليه دون ليِّها أو تشويهها، لكنه الأسهل في الحل والأنفع لحياتك أن تواجه المشكلة بصدق وتحاول علاجها.

إن الذي يدفعنا إلى تجنب المشاكل هو أن هناك رسالة غير مكتوبة نبعث بها إلى أنفسنا عند حدوث المشكلة: إن هذا الأمر مؤلم ومفزع وأفضل شيء تجنبه.

وهذا التجنب بالتالي يمنعك من رؤية المشكلة في أبعادها الحقيقية ومعرفة ما إذا كانت مخاوفك حقيقية أم لا، ما يؤدي إلى منعك من إيجاد حل للمشكلة، طالما أنك لا تجد الوقت ابدًا للتوقف والتفكير، ولا أن تأخذ الحكمة من الآخرين أو الالتجاء إليهم لمساعدتهم ولا حتى أن تدعو الله أن يكشف عنك هذا الكرب.

اصطياد المشاكل مبكرًا:

كلما كان تحديد المشكلة أسرع كلما بات من المحتمل أن يكون بمقدورك معالجتها بصورة أسرع وأكثر فعالية، وأحيانًا تكون المشاكل واضحة وأحيانًا تكون غير ذلك، ولذا فإليك ثلاثة طرق للتعرف على مشاكلك وردها مبكرًا.

1ـ استشر مشاعرك:

قد يظهر تجنبك نفسه بصورة خفية ماكرة, فإذا ما كان سبب عدم إقدامك على أداء فعل ما هو أنه يسبب لك القلق والإزعاج, فهذا يشير إلى وجود مشكلة, لذا فعلينا أن نولي المشاعر القلقة الاهتمام وأن نستخدمها لكي تدفعنا إلى أن ننظر مليًا إلى ما يحدث ويجري وأن نوضح بدقة ما هي هذه المصاعب.

2ـ لاحظ سلوكك:

إذا ما وجدت نفسك متورطًا أو ساعيًا بين اتجاهين متقابلين عليك عندئذ التفكير ما إذا كنت تتجنب شيئًا.

3ـ نسق أفكارك:

هل تتوقع الأسوأ، أو تتنبأ بحدوث كارثة؟ هل تعتقد أن ثمة شيئًا ما سيمضي في الطريق الخطأ أو أنك لن تكون قادرًا على التعامل معه بطريقة ما؟ مثل هذه الأفكار يشير إلى وجود مشكلة.

عندها يصاحبك الكلب:

يحكي كوتراد لورنز حكاية عن كلب لجاره، كان الكلب دائم النباح بصورة عدائية بينما هو في مكمنه الآمن خلف السور, وبدا أنه حيوان مفزع وخطر، إلى أن أزيل جزء من السور ذات يوم لغرض الإصلاح، ومع مرور لورنز مع كلبه على طول الممر بجوار السور قام الكلب كالعادة بالنباح بصورة عدوانية من الناحية الآمنة في الطرف الآخر، إلا أن لورنز جاء بعد ذلك هو وكلبه إلى المكان الذي أزيل منه السور، ووجد كلب الجيران وهو يهز ذيله في سرور وكأنه يرحب بلورنز وكلبه الذي معه. الآن لا حاجز بينهم, الآن ذابت عدوانية الكلب.

إن تجنبنا أو تفادينا التصدي للمشاكل مثل هذا السور، فمن الأمان الذي يحقق لنا إهمالنا أو تجنبنا، يمكن للمشاكل أن تنبح في وجوهنا بكل قوتها، ولكن إن عمدنا إلى هدم السور أو الحاجز والالتقاء معها وجهًا لوجه فإن شراستها سوف تذوب بالتدريج.

وأخيرًا فيا أخي القارئ قم من اليوم بمواجهة مشاكلك بشجاعة ووضوح وبادر إلى حلها وعلاجها، واستعن بالله ولا تعجز، وحين تهرب منك مشاكلك لأنك واجهتها بسهولة ويُسْر تذكر هذا المقال وابتسم وقل 'صاحبني الكلب'.

تمنياتي لكم بحياة سعيدة وبعيدة عن المشاكل
منقول بتصرف

ان لم تكن لك بصمة في الحياة فأنت زائد عليها

User offline. Last seen 12 سنة 33 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 18/07/2006

كانت احدى الحكيمات تقول ...: المشكلة وحش فاذا قمت لها أصبحت ثعلبا و هربت
كل الشكر راميار

User offline. Last seen 11 سنة 51 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 08/04/2005

ما أصعب أن تصاحب كلباً حين لا تجد إنساناً تثق به

هنا المشكلة ولكن إن أستطعت التفوق على نفسك ومناقشة ماهي مشكلتك

حينها يمكن أن تدرك كل الأوجه الممكنة للحقيقة

ومواجهة مشاكلك بل والتغلب عليها ولكن الأصعب إقتناعك إنك السبب في ظهور المشكلة

User offline. Last seen 13 سنة 21 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 15/05/2007

ذكرتني أيها الغالي راميار بقصة حقيقية حدثت لي مع الكلاب ..
لكنها لم تكن كلابا أليفة مروضة تحرس بيت الجيران .. وإنما كانت كلابا شاردة تنبح بمناسبة ومن غير مناسبة ..

أذكر انني في سنوات المدرسة قررت ذات ليلة وبعد منتصف الليل أن أحمل كتابي على بسكليتتي (دراجتي) وأذهب لأدرس في منزل لأحد أقاربي ..
كان الطريق إلى منزلهم موحشا إلى حد ما ..لكن لم يخطر ببالي أن تنهال علي "عوعوات" ذلك القطيع من الكلاب .. فما أن "كوعت" بدراجتي في ذلك الطريق المظلم حتى نبح أحدهم .... وركض وراء بسكليتتي .. وما هي إلا لحظات حتى بات القطيع كله ورائي .. وأحسست حينها أن نهايتي قد اقتربت .. وبدأت ألعن الدراسة والمدرسة والساعة التي فكرت فيها بقضاء ليلة دراسية هادئة ,,
وبالرغم من أن الطريق لم يكن مضاء (كالعادة) إلا أنني كنت أراهم بوضوح شديد .. كانت الكلاب تصاحبني الجري .. جنبا إلى جنب .. وأحسست أنهم على نية في القضاء علي ..
وأنا في تلك الزوبعة من الأفكار والهواجس . في ذلك الشارع الخالي من كل إنس وجن .... تعثرت دراجتي فيما يبدو باحدى الحفر الكثيرة التي طالما كنت أشتم البلدية على عدم ترميمها .. وفي لحظة تعثري تلك . تخيلت نهايتي الحتمية على يد هذا القطيع من الكلاب .. ..
وما أن رأت الكلاب أن دراجتي قد توقفت عن الجريان .. وأنني أصبحت واقفا بلا حراك .. حتى وجدتهم واحدا تلو الاخر يغادر ويهرب بعيدا .. ولا أدري .. كيف حصل ذلك ..
أقسم أنني لم أتوقف لأواجه المشكلة .. ولم أكن لأجرؤ على ذلك ..
وإنما المشكلة هي التي ظنت خطا انني سأواجهها فهربت ..
وهكذا في لحظة واحدة هربت الكلاب وانقطع النباح انقطاعا تاما ..
شكرت الله أن بلديتنا أهملت تعبيد تلك الحفر ..
وعرفت من حينها .. أن الهروب من كلب .. يزيد في وحشيته بل وحتى في عدد الكلاب التي من الممكن أن تصاحبني ..
وأن أفضل وسيلة للتخلص من الكلب هو ان تجعل الكلب يهرب منك وليس أن تهرب انت منه .. و تلك هي مواجهة المشاكل ..

شكرا راميار على هذا الموضوع الجميل ..

User offline. Last seen 15 سنة 42 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 13/08/2006

ذكرتني قصصكم بإحدى كتابات عزيز نيسن ( كيف ينقلب كرسي ) لكن بالنقيض لأن زمن البطولات و الفرسان قد ولى و اصبح زمناً كل ما فيه يكفي أن تصفق لتستمر في التواصل مع البشر ( ربما هكذا نسمى ):?:

كي تقلب كرسيا يكفي أن تصفق له :wink:

User offline. Last seen 4 سنة 4 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 07/08/2006

موضوع في غاية الجمال.. وعلى غرار قصة اخي آفدل.. قصة صغيرة حدثت لي تعلمت منها كيف اواجه عنصر الخطر..في أحد ايام الشتاء المظلمة تأخرت على الإلتحاق بالسكنة وكان الوقت متأخراً فأما أن أسلك الطريق الرسمي ((الذي كان سيوصلني إلى السكنة وبنفس الوقت لأني متأخر كان سيوصلني إلى السجن)) أو أتخذ طريق المقبرة الذي كان سيوصلني إلى بر الأمام فاخترت الطريق المرعب.. وبالفعل سلكت ذاك الطريق ودخلت المقبرة قرأت الفاتحة على ساكنيها وتجاوزت المقبرة وكلي استشعار بأن الموت الذي نهرب منه ملاقينا ولو كنا في قصور مشيدة.. وما إن تجاوزت دار قومٍ حق الذين سبقونا في هذه الحياة الدنيا ..حتى نهض كلب مسعور وبدأ بالنباح حتى تجمع حوله حاشيته في هذه اللحظة لم يكن شعوري إلا التخلص من هذه الورطة وبما أني كالذي يستجير من الرمضاء بالنار أدركت إني سأكون طعام لهذه الكلاب الضالة .. هنا تمالكت نفسي واستجمعت شجاعتي وقررت أن لا أقف مكتوف اليدين .. لاحظتُ أن كلباً يقود المجموعة والمجموعة تأخذ شجاعتها منه حينما كان يشتد نباحه كانت المجموعة تزداد شراسة..فأقتربت من الرأس المدبر وعينايّ لا تفارق المجموعة لاحظت انهم يتراجعون .. فقلت والله شايف طبختكم فاضية .. والرأس المتحكمة تريد أن تفرض شخصيتها وتريد أن تشعرهم بأنه المسيطر وأنه يعالج الوضع.. كان يقترب بحذر وينبح بشدة ويزمجر بقوة كان يبعث في قلوب المجموعة الثقة فيقتربو اكثر.. فأقتربت اكثر منه وركلته بوجهه تلك الركلة القوية بذاك البوط العسكري الي مابدو تعريف .. فاختفى الرأس والحاشية.. وولوا مدبرين وانكسرت شوكته وأصبح في سربه من المغضوبين .. تعلمت أن أواجه الكبير فبكسره تتلاشا المجوعة .التي تُحيط به . وهكذا أخذت قانوناً أذا وجدت مجموعة منحرفة فعليّ أن احارب المنحرف الأكبر (( وكما نعلم.. إن الرأس يتبعه الذنب )) .. أما تلكم الأصوات المزعجة فإنها مجرد شعارت تختفي حينما تواجه بالحقيقة وتتلاشا حينما يدرك الآخرين بأنها طبول فارغة

كلي أسف على الاطالة :wink: :wink: :wink:

صورة  dilo can's
User offline. Last seen 4 سنة 3 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 16/09/2006

و ماذا تقول لشخص ٍ كلما وقف في وجه المصائب ازدادت عليه و كثرت؟

ماذا لو أن الكلب كان شرسا ً فلا يعضك إلا إذا واجهته ؟

لي عودة ..

 

 

..................................****............................................

         كن ما شئت  ....  و لكن كن صادقاً .

User offline. Last seen 14 سنة 43 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 28/10/2007

هذه من أجمل المواضيع التي قرأتها

Quote:

ماذا لو أن الكلب كان شرسا ً فلا يعضك إلا إذا واجهته ؟

فعلا لأنه حصلت معي مرة أن هاجمني كلب فهاجمته أيضا ولكن الكلب لم يتراجع
إلا أن تدخل أحدهم
ولكنني فيما بعد اكتشفت أن تقنيتي بالهجوم هي التي كانت فاشلة
واكتشفت تقنيات جديدة للمواجه من قصة ذكرها أحدهم لي
فبدأت بممارسة التقنية الجديدة وما زالت في طور التجربة ولكن النتائج تبدو لحد الآن مرضية

الموضوع شيق بصراحة

User offline. Last seen 6 سنة 5 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 28/08/2007

شكرا لك ramyar على هذه المواضيع الغنية والرائعة
لك مني كل الشكر والتقدير

صورة  dilo can's
User offline. Last seen 4 سنة 3 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 16/09/2006

سأروي ما حدث معي في القرية التي أدرّس فيها ..في السنة الماضية :
في كل يوم أنزل على الطريق و أسير مسافة ( 1 كم ) لأصل إلى مدرستي ، و في أول الطريق يوجد منزل يحرسه كلب ٌ ضخم ، و لكنه لم يكن ليهاجمني أبدا ً ..
في إحدى الصباحات ، كان الكلب غاضبا ً و لم أره إلا و هو ينهرني و يشد العزم لمهاجمتي ، و أنا بدوري لم أهرب منه و لم أجلس ، بل استعددت له ، و رحت أتهيب لصده بإحدى حركات القتال المخصصة ضد الكلاب، فيما الكلب راح ينبحبقوة ، و عيني في عينيه لا أزيغهما ... و كنا كذلك حتى خرجت العجوز ( مربية الكلب ) و أبعدته عني ..
في اليوم التالي رأيت الكلب يقف و هو ينظر إلي ّ طويلا ً حتى تواريت عن نظره ..
بعد أيام رميت له بقطعة خبز ٍ كنت قد جلبتها معي ، و راح يأكلها . أعدت الكرّة عدة أيام ٍ أخرى ، فصار الكلب لطيفا ً معي و يصاحبني عدة أمتار و إلى هذه السنة لا يزال يتذكرني و لا ينهرني أبداً ..
إنه فقط يريد خبزا ً ... و أنا قد قطعت عنه الخبز .

 

 

..................................****............................................

         كن ما شئت  ....  و لكن كن صادقاً .

صورة  Ramyar's
User offline. Last seen 11 سنة 45 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 26/11/2005

metin,

Hemrin,

evdel,

perwer,

إبراهيم,

dilo can,

vivid,

التائهة,

أشكركم جميعاً على تعليقاتكم وردودكم السخية والتي أغنت الموضوع ....

تمنياتي لكم بحياة سعيدة و بعيدة عن المشاكل

ان لم تكن لك بصمة في الحياة فأنت زائد عليها