قوة الابتكار و الإبداع و قوة التدمير

أنتوني روبنز

أكبر التحديات التي يواجهها الإنسان معرفة كيفية تفسير إخفاقاته فالطريقة التي نتعامل بها مع هزائم حياتنا و ما نقرر انه السبب في هذه الهزائم هو ما يشكل مصائرنا و أقدارنا و لذا فان علينا إن نتذكر أن طريقة تعاملنا مع شدائدنا و مع التحديات التي تواجهنا هي ما يؤدي أكثر من أي أمر آخر إلى تشكيل نوعية حياتنا و قد تواجهنا في بعض الأحيان مرجعيات عديدة مؤلمة تنم عن الفشل و الإخفاق بحيث أننا نحملها معا لنجعل منها قناعة نتمسك بها و مفادها أن أمورنا لن تتحسن مهما فعلنا و يصل الأمر ببعض الناس إلى حد الشعور بأن لا جدوى مهما فعلوا و أنهم عاجزون لا حول لهم و لا قيمة و أنهم سيظلون من الخاسرين مهما فعلوا هذه المجموعة من القناعات هي ما لا يجب علينا أن نسمح لأنفسنا بالانغماس فيها قط إن كنا نريد أن ننجح أو أن نحقق شيئا في حياتنا فهذه القناعات تجردنا من قوتنا الذاتية و تحطم قدرتنا على الفعل هناك اسم لهذه الحالة الذهنية المدمرة في علم النفس و هو" العجز المكتسب " إذ حين يعاني الناس من إخفاقات متعددة في أحد المجالات و قد يدهشك أن تعرف أن هذا نادرا ما يحدث لبعض الناس فأنهم يظنون أن جهودهم ستذهب أدراج الرياح و بذلك يصابون بحالة إحباط نهائية يطلق عليها اسم العجز المكتسب أجرى العالم الدكتور مارتن سيليجمان من جامعة بنسلفانيا الأمريكية أبحاثا شاملة حول الأسباب الكامنة وراء حالة العجز المكتسب ففي كتابه الذي يحمل عنوان "التفاؤل المكتسب يتحدث عن ثلاثة أنماط من القناعات التي تجعلنا نشعر بالعجز و قد تدمر كل جانب من جوانب حياتنا و هو يسمي هذه الأنماط
الثلاثة" الديمومة ،الشمول ،و السمات الشخصية "
لقد نجح الكثيرون ممن حققوا مكانة مرموقة على الرغم من أنهم كانوا قد واجهوا مشاكل و حواجز عديدة و الفرق بينهم و بين أولئك الذين استسلموا إنما يكمن في قناعاتهم عما هو دائم و ما هو غير دائم من مشاكلهم فمن يتمكنون من أنجاز نجاحات نادرا ما يفكرون أن مشكلة ما يجابهونها هي مشكلة دائمة بينما ينظر أولئك الذين يخفقون إلى أي مشكلة مهما كانت صغيرة على أنها أمر دائم إذ انك حين تتوصل إلى القناعة بأنك مهما فعلت لتغيير مجرى أمر ما فلن تنجح حيث أن كل ما فعلته حيى الآن لم ينجح في تغييره فانك بذلك تبدأ في تناول سم قاتل يتغلغل في أجهزة جسمك و حين وصلت أنا شخصيا إلى الدرك الأسفل منذ ثماني سنوات بحيث بلغت درجة اليأس من تغير مسار حياتي كنت أعتقد بأن مشاكلي دائمة و بلغت حينذاك و لأول مرة في حياتي إلى أقرب درجة للموت العاطفي و لكنني تعلمت أن أقرن هذه القناعة بأكبر قدر من الألم و بذا تمكنت من تحطيم هذه القناعة و لم أعاود الانغماس فيها بعد قط عليك أن تتصرف بنفس الطريقة أيضا فان وجدت نفسك أو أي شخص يهمك يعبر عن قناعته بأن المشكلة التي يواجهها دائمة فان عليك أن تهز هذا الاعتقاد لدى هذا الشخص و مهما واجهت في حياتك فان عليك أن تقول لنفسك "هذا أيضا أمر عابر " و لا شك ستجد لنفسك مخرجا إن ثابرت على هذا الموقف .