تناقل الناس في مدينة القامشلي الأسبوع الماضي رواية كانت جميعها متفقة بالعنوان ومختلفة بالتفاصيل وفاة إمرأة في غرفة العمليات أثناء خضوعها لعملية قيصريه بينما قام ذويها بتخطيم المشفى.

أما التفاصيل فقد أختلفت فالبعض وضع اللوم على الأطباء وحملهم مسؤولية وفاتها بسبب إهمالهم والبعض الآخر مقتنع بأن المسألة مسألة قضاء وقدر البعض أخبرنا أن الأطباء تركوا المريضة مقيدة على سريرها في غرفة العمليات وهربوا والبعض الآخر قال أن ذوي المواطنة اقتحموا غرفة العمليات وحطموا الأجهزة وضربوا كل من يصادفهم من أطباء.

للوقوف على الحقيقة زرنا زوج المتوفاة في منزله في قرية الشماسية(حوالي 20 كم) جنوب القامشلي بدا مصدوما لرحيل شريكته في السراء والضراء ومؤمنا بماكتبه الله سألناه عما جرى فبدأ بسرد روايته بأدق التفاصيل قائلا : في صباح ذلك اليوم المشؤوم وأثناء زيارتي لأحد الأصدقاء علي أتفق معه على شحن ماجنيت من أقطان أخبروني أن زوجتي متعبة وبحاجة لطبيب عدت إلى المنزل وعلمت بأنها أعراض الولادة اصطحبتها إلى المشفى الوطني بالقامشلي وقد رافقتنا شقيقتها وعند وصولنا إلى المشفى طلب منها أن تدخل بمفردها إلى غرفة العلاج لكنها أصرت ان تدخل شقيقتها معها فرفضت الممرضات إدخال شقيقتها مما جعلها ترفض الدخول بمفردها

يتابع الزوج "تركتها في المشفى وقصدت منزل أهلهاثم عدت وأصطحبتهاإلى منزل والدها وهناك استدعينا (قابلة ) بعد حوالي نصف ساعة طلبت القابلة أخذها للمشفى لشكها أن الطفل متوفى"

يؤكد الزوج أن زوجته كانت تمشي على قدميها ولم تكن بحالة سيئة بعد الكشف عليها من قبل الطبيبة المختصة تقرر إجراء عمل جراحي لها كون الطفل متوفي.

يتابع الزوج " أدخلوها إلى غرفة العمليات بحدود الساعة الواحدة ظهرا وبعد أكثر من ساعة تقريبا أخرجوا لنا الطفل المتوفي وقد وضوع في كيس بقينا ننتظر زوجتي لتخرج ومرت الساعات حتى تخطت السادسة مساءا تقريبا كنا خلالها نستجدي كل من نصادف عله يطمئننا عنها البعض يقول انها بخير والبعض الآخر يقول انها لم تصحو من تأثير المخدر"

يتابع الزوج "كنا نلحظ حركة غير طبيعية البعض يدخل والآخر يخرج بسرعة حتى أن أحدهم دخل الغرفة راكضا" ..

يضيف " أصبنا بالذهول حتى جاءني شرطي وسألني إن كنت زوجها فأجبته أنا هو أخذني الى المخفر وهناك أخبرني أن زوجتي قد ماتت"

اندهشت وتساءلت " لماذا وكيف فقد كانت معي قبل ساعات" ، عدت الى غرفة العمليات لأجد أن أشقاءها هم من دخلوا إلى غرفة العمليات بعد أن نفذ صبرهم ليجدوا شقيقتهم ميتة ومازالت مقيدة القدمين واليدين ومامن أحد بجوارها فقد فر كل من كان حولها.

انكر الزوج ان اخوتها حطموا اجهزرة المشفى " كانت بعض ملحقات غرفة العمليات التي لاتذكر وهي ردة فعل لما شاهدوه" ، وحّمل الأطباء مسؤولية وفاة زوجته لتقصيرهم في أخذ الإجراءات اللازمة قبل العملية.

بالمقابل زرنا الدكتور عمر العاكوب مدير المشفى وتساءلنا عن سبب الوفاة فأجاب أن الوفاة لم تكن نتيجة خطأ طبي وأن المريضة أجريت لها التحاليل السريعة ( خضاب وزمرة) كونها كانت بحالة إسعاف وطالب العاكوب بضرورة وجود حصانة للطبيب ودافع عن الخدمات التي يقدمها المشفى مستشهدا بالإحصائيات الشهرية التي تدلل على "الخدمات التي تقدمها المشفى".

وفي اتصال هاتفي أجريناه مع الطبيب الشرعي الدكتور عدنان الحسن لاستبيان سبب الوفاة رشح ان يكون سبب الوفاة ارتفاع نسبة السكر عند المواطنة (ف).

الأطباء يرجعون عدم إجراءهم تحليل السكر كون المريضة كانت بحالة أسعاف وهذا ماينفيه ذويها ويؤكدون أنها كانت تسير على قدميها بشكل طبيعي.

بينما ما زالت التحقيقات جارية حتى ساعة كتابة هذا التقرير لمعرفة حقيقة هذه القضية وتحديد مسؤولية الوفاة.

ماهر صالح الجلعو – القامشلي