من ذاكرة التاريخ

لا يوجد ردود
User offline. Last seen 4 سنة 36 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 29/08/2008

مناضلون ضد الإقطاع
اشتهرت قرية أبو راسين الواقعة على بعد عدة كيلو مترات جنوب غرب القامشلي بالنضالات الباسلة التي خاضوها فلاحوها ,نساء ورجالا,ضد الإقطاع والتي تمكنوا عبرها من انتزاع حقهم في الارض التي عملوفيها خلال عشرات السنين .وكان القسم الأعظم من غلالها وخيراتها يذهب إلى الإقطاعي الذي لم يكن يتحكم بالأرض وحدها وإنما بهم أيضا وبعائلاتهم ,مستعينا بالمخفر لقمعهم أو مالك كبير أوبـ( ملا)لا يفقه من الدين شيئا لترويضهم بطريقته .كان في قرية أبو راسين مناضلون حقيقيون وكان أبرزهم رفاعي وخليل حبو .كان مجيد أغا مالك قرية أبو راسين وكان أخواته يملكون قرى مجاورة ومجيد أغا يعرف جيداً رفاعي ومعدنه ودوره ولذلك كان يخشاه ويكرهه ويعمل على التخلص منه .ومجيد أغا هذا يعرف أن رفاعي لايملك هوية شخصية ,فاستغل ذلك رغم معرفته ومعرفة الجميع بأن قبرجده موجود في المنطقة نفسها. فكلف المخفـر باعتقاله وتسفيره الى العراق بدعوى أنه عراقي وليس سورياً . ومن الطبيعي ومن المعروف أن يرافق هذه العملية ما هو ضروري من ضرب مبرح انتقاماً وتأديباً,والمخفـرالعراقي استلام الطرد وأعده الى سورية بوصفه ليس عراقياً بعدما نال ما ناله من ضرب ولما تكررت هذه المسرحية ذهب الفلاح خليل حبو ومعه أحد الأشخاص وعرضو الموضوع على يعقوب كرو وقالا: لايمكن بالطبع ولايجوز أن نسمح بتكرار هذه الجريمة , ونحن نعرف كيف يمكن أن نمنع مجيد أغا من تكرارها . فنحن نعرف اللغة التي يفهمها هذا الأغا وأمثاله .ويقول يعقوب كرو ترددت في الموافقة على ما يقترحان القيام به ولم أكن قادراً على التشاور مع (عبدي يوسف) لأن المسافات التي تفصلنا كبيرة نسبياً , ولا نملك طرق اتصال سريعة . أذا كنا نتحرك فقط ليلاً, وعلى الأقدام أو الدراجات الهوائية , متجنبين الطرق العامة.ولم يكن الانتظار طويلاً , فلم أجد مهربأ من الموافقة على اقتراحهما (خليل حبو ورفيقه) , واشترطت عليهما أن لا يكون الأذى الجسدي هو الهدف ,وإنما التحذير وتقديم العبرة والدرس .
لم يتأخر التنفيذ ففي صبيحة اليوم التالي توجه الفلاح خليل حبو ورفيقه الى القامشلي . وانتظرا بالقرب من مقهى (العشائر )سابقاً وصول مجيد أغا الذي يتردد يومياً على هذا المقهى كما يفعل أغلبية أغوات الأكراد وشيوخ العرب ولمل أطل الأغا تناوله الفلاحان وأوسعوه ضرباً,وقالا له نحن عددنا كبير فأذ لم ترعو وتفهمو الدرس فأن لك منا شهرياً مثل هذه الحفلة.نحن نذهب الى السجن وأنت الى المستشفى.كان الشيخ دهام الهادي ,شيخ شمر,في المقهى ورأى ما يجري فصرخ(جتلوا مجيد أغا) وانتشر الخبر في سائر الجزيرة ليكون عبرة ودرساً لمن يحتاج هذا الدرس.ويقول يعقوب كرو التقيت برفاعي قبل وفاته بسنوات سألته عن أحواله فأجابني بأسلوبه المعتاد هذه المرة قال:قابلني شرطي وسألني من أنت؟ قلت:أنا اسمي رفاعي ناضلت ضد الإقطاعي وأعمل الآن في (هيمو)راعي