القطعة النقدية
القطعة النقدية
كنا صغارا ولم نفكر يوما باننا يوماً من الايام سنفترق او سنصبح اعداء وان تللك القطعة النقدية سوف تفرق بيننا وان النعيم الذي انعمه الله على ابي سيكون سبباً في فراقنا وعداوتنا . هذه بداية قصة كل اخوة .
يوم بعد يوم نجد بان الاخوة لم يعد يربطهم سوى قرابة الدم ولم يعد بينهم ذلك الحب الذي يربطهم بل اصبح كل اخ يفكر باي طريقة سوف يجعل حصته اكثر بالحيلة والمكر ولا يهمه ماذا سيصبح ترتيبه وكيف سينظر الناس اليه وليس هذا فقط بل يطعم اولاده من حق أخيه .
فكثيراً ما نرى الاراضي تقسم وتوزع على الاخوة وكل واحد ياخذ حقه ولكن لا يحصدون في النهاية الشيء الذي كانوا يحصلون عليه عندما كانت ارضا واحدة, قطعة واحدة وليست عدة قطع لا يحصلون على شيء من نعيم هذه الارض بالاضافة الى حق الاخوات الذي يهضم من قبلهم دون ان يكترثوا بان هذه الفتاة قد لا تتزوج فمن اين سوف تصرف على نفسها ومن من سوف تطلب اذا احتاجت .
وليس هذا فقط هناك الكثير من القصص التي نسمعها او التي يمكن ان تحصل في اي بيت بان شخصا ما رأى اخاه ولم يسلم عليه او انه لم يرى اخاه منذ سنوات.
ألهذا الحد يتحول الإنسان الى كتلة من الانانية وحب النفس الى الدرجة التي بمقدوره ان يفقد اخاه وذكرياته مع ذلك الاخ بسبب تلك القطعة النقدية ويحرق كتاب ذكرياته من اجل المال .
فما السبب الذي يجعل الاخوة يصبحون غرباء لا يعرفون بعضهم ؟
ألم يكون ذلك الحب الذي بينهم حب ؟
أم الانسان يتطور ويمر بمراحل من البراءة والحب إلى الخباثة والحقد والكره ؟
أم حب تلك القطعة النقدية التي تصنعها بيدك ايها الانسان جعلك تفكر بانك قادر ان تملك كل شيء ولكن هل ستشتري الاخرة ايضا؟
أم اباك وامك لم يعرفوا كيف يزرعوا حب الأخوة في قلبك ؟
sapinta, الغالي..
وضعت يدك على الجرح الذي يعاني منه الجميع..
وأظن أن هذه الحال هي جزء من الثقافة النفسية التي تربّى عليها الأبناء داخل البيت.. حين زُرع فيهم حب المال وتقديس المال وتعظيم المال حتى أصبح المال عند الكثيرين الإله الأوحد الذي يُعبد من دون الله..
فكيف لأفراد هذا البيت الذين تربوا هذه التربية النفسية المنحرفة كيف لهم أن ينظروا إلى الجوانب الإنسانية ويجعلونها من أولوياتهم في المستقبل؟؟؟!!!!!!!!! هيهات .. ثم هيهات..
هذه الثقافة النفسية أنتجت لنا مجتمعًا أنانيًا لا يعرف الفرد فيه إلا ذاته وملذاته.. فتمزقت الأسر والعائلات .. واعتُديت على الحقوق .. وأهملت الواجبات..
وكان للمرأة الحظ الأكبر في الحرمان من الحقوق المالية .. فمعظم النساء والبنات يحرمون من مال التركة في مجتمعاتنا .. مع العلم أنها حقوق مشروعة لها بأمر الله تعالى ..
إن الخروج من مثل هذه الأزمات الاجتماعية الخطيرة لا يكون إلا أن بالرجوع إلى الإيمان الصحيح والخوف من الله .. ثم ترسيخ مفهوم أن المال هو ملك لله.. وهو وسيلة لتحقيق أهداف أسمى في الحياة.. بمعنى آخر يجب أن يخرج حبّ المال من القلب إلى الكف .. فإذا حدث هذا ربما نتأمل خيرًا لواقعنا.. وإلااااااااااا فإن المجهول القادم سيكون أقسى وأمرّ..
وتقبلوا تحياتي..
بسم الله الرحمن الرحيم
شكرالطرح عذا الموضوع . ولكن كيف سيصل هذا الكلام الى اولئك الذين يتصرفون بهذه الطريقةحيث يلجأ الاخ الى أدق تفاصيل ميراث ابيه وربما يحلف على بعض الامور الباطلة ليحصل على ( كم ليرة زيادة )؟
كيف سيصل الكلام الى الذين لا يعترفون بحق البنت في الميراث بحجة ان ذلك ليس في عرفنا ؟ اين الشرع والقانون في مثل هذه الامور ؟
كيف سيصل الكلام الى الذين لا يعطون حتى امهم من ميراث ابيهم؟
لو كان هؤلاء مؤمنون بالله حقا وبشرع الله ومؤمنون ايضا بالاخرة وانهم سيحاسبون يوما على ذلك فمن المؤكد سيعطون كل ذي حق حقه
شيء ضروري أن نقاوم محورية هذه القطعة النقدية في حياتنا كأفراد في المجتمع .. ومقاومتها تكون عن طريق رفع شأن الأنشطة المختلفة الروحية والأدبية والاجتماعية ..... فحتى نخفف شدة الطلب على المال لا بد من إثراء الأنشطة الحياتية ... وهذه الشدة في الطلب والمزيد من بعضهم تثير معكوسات سلبية بالتأكيد كالحقد والطمع وانشغال عن جوهريات الحياة والمخالطة المطلوبة ...وتحرض على أمور سيئة كدفع الرشوة وتقديم المصلحة الشخصية على الحق وصلاح المحيط ...
ويبقى العمل على أساس أن المال غاية وليس وسيلة .. ويبقى الشعور أن ما نالوه هو أقل مما يستحقوه ....!
( لو كان لابن آدم واديان من مال لأبتغى ثالثاً .. ) مع أن الواديين يصبان حاجته تماما ويساعداه ليقوم بدوره كإنسان على الأرض ..
لكن ..ويبقى على الدوام عيناه منتظران لغنى المال والمادة ..
ثم يبقى الغنى غنى النفس .. من لم يقبل على نفسه أن يصبح مع مشاعره وقدراته المنعمة أسيراً تحت يدي رحمة المال فتتلاعب به الماديات كما تشاء وتعميه عن كل دور نبيل ...
فجميل أن نقدر وجود المال ولكن لا نعشقه وقد صدق من قال : (حب المال يحول الحكماء إلى بلهاء ) ..
أخيراً ..
لا أرى مشكلة في طلب المال بل أراه أمراً إيجابياً ... لكن بشرطين:
أن يكون وسيلة للوقوف على القدمين ثم نفع المستحقين ...
لا يكون على حساب الواجبات الإنسانية والعبودية ...
كل الشكر أختي العزيزة سابينتا والتي اشتقنا لتواجدها بيننا ... :)
شكرا sapinta على الموضوع القيم الواقعي المهم .
كانت المشكلة موجودة قدم قابيل و هابيل على وجه البسيطة , و في عصرنا الحالي سرع هذه المشكلة العولمة باعتبار أوروبا هي صاحبتها و هي نفسها المغرقة في المادية , فبتنا نقلدها معتبرين أنفسنا حينها (متطورين )
أضف الى ذلك ضعف ثقتنا بقيمنا الروحية و اهمالنا للمشاعر الرائعة في النفس الانسانية
هذه دعوة لإعلاء هذه القيم و تقدير هذه المشاعر .. من الحب و التسامح و العطف و الاحترام ....
إن كانت السعادة هي هدف جمع المال .. فليست مقتصرة على هذا الطريق إن لم يكن المال في أكثر الأحيان هادم هذه السعادة